فراغ دستوري في العراق … !!!

نبض البلد -
  زاوية سناء فارس شرعان

 

 

 

عمت الفوضى مختلف ارجاء البلاد اثر انطلاق المزيد من الاحتجاجات في جميع مدن العراق ومحافظاته الجنوبية اثر اعتذار رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي عن تشكيل الحكومة الجديدة خلال الفترة القانونية.

وهددت ميليشيات حزب الله العراقي باحراق العراق واعلان الحرب اذا تم تكليف مدير المخابرات الحالي بتشكيل الحكومة الجديدة خلف العلاوي موضحين دوره في مساعدة الامريكيين باغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ساعد الامريكان على اغتياله في مطار بغداد.

هذا التهديد الذي من شأنه اشعال العراق فعلا الامر الذي يعني اعلان الحرب في المنطقة في ضوء السياسة الايرانية الرامية الى التوسع على حساب الدول العربية في الشرق الاوسط وتهديد الامن في المنطقة وزعزعة استقراره بين دولها لا سيما وان ايران دأبت على تهديد الملاحة الحرة والتجارة في الممرات الدولية وخاصة مضيق باب المندب بين البحر الاحمر وبحر العرب ومضيق هرمز في الخليج العربي الذي تصدر منه ايران وعدد من دول الخليج العربي كميات كبيرة من النفط بالاضافة الى مرور ١٥٪ من التجارة العالمية في مضيق باب المندب.

اجواء الفوضى العارمة التي تلوح في افق العراق تأتي بعد اسقاط الثورة الشعبية العراقية لحكومة علاوي الذي فشل في تشكيلها خلال الفترة المقررة لذلك ما اضطره الى الاعتذار عن التكليف بتشكيل الحكومة الجديدة.

اسقاط حكومة محمد توفيق علاوي التي لم تر النور في خضم الحراك الشعبي العراقي بالمطالب بالاصلاح في المجالات كافة وخاصة الاقتصادية والادارية ومحاربة الفساد الذي يعتبر الانجاز الثاني للحراك العراقي بعد استقالة حكومة عادل عبد المهندي التي تزعزعت تحت ضربات الحراك الشعبي الذي شل كافة مرافق الحياة وعطل كافة اشكال ومظاهر الحياة فالحكومة التي كانت قائمة برئاسة عادل عبد المهدي استقالت والحكومة التي كان من المفترض ان تكلفها قد عطلها الحراك الشعبي وخلافات الاحزاب الشيعية التي يتنافس رؤسائها على اقتسام المناصب والثروات والمراكز ما جعل القرار على حافة الافلاس والانهيار وتسابق زعمائها على خدمة ايران والتجسس لمصلحتها على سبيل المثال تسابقت الاحزاب الشيعية وفرق الحشد الشعبي على الثائر لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد الميليشيات الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس اللذين قتلا في غارة جوية امريكية فوق مطار بغداد الامر الذي دفع امريكا الى حشد المزيد من الجيوش واقامة المزيد من القواعد العسكرية والمطارات في العراق.

ورغم ان رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح باشر بالامس المشاورات مع الكتل السياسية والاحزاب العراقية خاصة الشيعية التي ندرت نفسها لخدمة ايران واهدافها ومخططاتها ولم يتفق على شخصية رئيس الوزراء الذي سيكون علاوي الا ان هناك رغبة في تعيين مدير المخابرات بهذا المنصب نظرا لاهميته خاصة وان رئيس الوزراء في العراق يعتبر قائدا للقوات المسلحة واجهزة الامن التابعة للدولة الامر الذي اثار ميليشيات حزب الله العراقي الذي رفض ترشيح مدير المخابرات لمنصب رئيس الوزراء.

من المعلوم ان ميليشيات حزب الله العراقي يحمل مدير المخابرات جزءا كبيرا من المسؤولية على اغتيال قاسم سليماني وابو مهندي المهندس اللذين كانوا في طائرة قادمة من قطر فيما كانت القوات الامريكية بانتظارها وكانت الفاجعة التي هزت الشيعة في ايران والعراق وكل مكان في العالم ما دفع الاحداث المنادية بالثأر لسليماني والمهندس حيث وعد حزب الله اللبناني بالانتقام لسليماني كما قالت ابنت الرئيس الايراني.

من اجل ذلك يرفض حزب الله العراقي تعيين مدير المخابرات رئيسا لوزراء العراق مهددا باحراق العراق واعلان الحرب في المنطقة خاصة مع التوتر في المنطقة بين ايران وامريكا … !!