نايل هاشم المجالي
ان العقول كالاشجار وثمارها الافكار التي تعطي الابداع والابتكار ، فكلما اهتممنا بالشجرة كلما كان ثمرها افضل كماً ونوعاً ، والانسان خاصة الشباب اصحاب رسالة ورؤية في هذا الوطن ، وهم بحاجة ايضاً الى زيادة بالمعرفة والتوجيه والتأهيل والتدريب وان لا يعتمد على العقل لوحده بل يستعين بأصحاب الخبرة والمعرفة لتحسين انتاجة الفكري .
فهناك العديد من الجوانب لا يدركها الا بالمعرفة والعمل والتأهيل ، اما التركيز على جانب واحد وترك باقي الجوانب فان ذلك سيسبب مزيداً من التشوهات الفكرية ، التي من الممكن ان يتعرض لها الشباب من اطراف متعددة لها مصالح وغايات ومنافع شخصية .
اي اننا يجب ان نهتم بالصحة الفكرية للشباب حتى لا نتعرض الى خسائر في هدر طاقاتهم وابداعاتهم ، وحتى لا نفسد قيمة شبابنا الفكرية في اشياء ليس لها علاقة في بناء مستقبلهم ، وحتى لا يصبحوا في ظل الانتخابات القادمة سلعة تباع وتشترى ولا في ظل تزايد نسبة البطالة ،وان نستثمر شبابنا بالعديد من المجالات التي ترفع من قيمتهم الفكرية والعملية والانتاجية كل حسب اختصاصه .
فهي ثقافة جديدة تعيد للعاطلين عن العمل توازنهم النفسي والاطمئنان الروحي وتعطيهم مزيداً من الضوابط ، وهذه الثقافة الجديدة هي ثقافة المستقبل ، وحتى لا نتركهم لقمة سائغة لاطراف تسعى لاندفاعهم بتحريك الغرائز نحو حاجاتهم الضرورية خاصة ان البعض يستجيب لذلك ليكون الضحية .
فهناك حلقات مفقودة لاستراتيجيات وطنية شاملة تعنى بالشباب فكر ومجتمع ودولة ، حيث ان استثارة المشاعر لدى الشباب على خواء في مؤسسات غائبة عن الوعي لاحتياجاتهم انما هو تجنيد للطاقات نحو الجنوح والانحراف ، خاصة اذا تم تحفيز تلك الطاقاتواستثارتها بلا برامج وطنية .
ان طريق النهضة سارت فيه امم لكن لم ينجح منها الا من توفرت لديهم الارادة السياسية ، وقررت الاحتشاد واطلاق طاقات الشباب في الاتجاه الصحيح كما هو الحال في ماليزيا وسنغافورة ، ونحنلن نستطيع الخروج من اسر التخلف ما دمنا لم نكشف عن سر التخلف ووضع النقاط على الحروف واصلاح الاخطاء لتصويب المسيرة .
وكلنا شركاء في التفكير حتى نتجنب تنمية التخلف نحو التميز ، فالفكر الحركي هو من يرسم سبيله ويشق طريقه نحو الاصلاح والتغيير مرتكزاً على همم شبابنا واستثمار طاقاتهم .