رغم برودة الطقس الا ان الاجواء الخليجية الحارة تسيطر على المزاج الاردني العام , مع اطلالة العيد الوطني لدولة الكويت الشقيقة اليوم , وزيارة امير قطر الى العاصمة عمان , مما رفع من منسوب النشاط الاردني على مواقع التواصل ومنح الاجواء حزمة تفاؤل , ليست على غرار حزم الحكومة الاقتصادية , فالمزاج الاردني العام حساس حيال العلاقة مع الخليج , ليس على قاعدة اقتصادية بقدر ما هو على قاعدة قومية , ترتاح الى علاقات دافئة مع الخليج الاقرب الينا تركيبة اجتماعية وسياسية .
العيد الوطني للكويت , بات عيدا شعبيا لمعظم الوان الطيف الشعبي في الاردن , بعد المواقف الصلبة والواضحة من الكويت حيال صفقة القرن والقضية الفلسطينية بشكل عام , فالدولة الشقيقة وبقيادة اميرها الحكيم تقدم سلوكا سياسيا صلبا حيال الغطرسة الصهيونية تجلت في مواقف رئيس البرلمان الكويتي الشجاع مرزوق الغانم وفي سلوك سفيرها في الاردن عزيز الديحاني الذي رفض ويرفض مصافحة السفير الصهيوني في المناسبات الديبلوماسية وهو ايضا السفير الكويتي في فلسطين .
الاشقاء في قطر قادوا تحريضا حميدا للشارع العربي ضد صفقة القرن من خلال قناة الجزيرة وبشكل انعكس ايجابا على اجواء استقبال امير قطر في العاصمة عمان , فالحالة التحريضية ضد صفقة القرن وتعزيز الموقف حيال الوصاية الهاشمية على المقدسات تحتاجها الحالة الاردنية والدولة , ولا اظن وسيلة اعلام قادرة على التحريض كما قناة الجزيرة التي فرضت نفسها سيدة الشاشات العربية بلا منازع , سواء اتفقنا مع كثير من مواقف القناة او اختلفنا مع مواقفها .
قطر بذراعها الاعلامي النشط واشتباكها مع القضايا الجدلية , والكويت وصلابة موقفها الداعم للاردن وللقضية الفلسطينية , فرضتا ايقاعهما على اجواء عمان ومزاجها العام الذي كشف عن ارتياحه لعودة العلاقات الاردنية القطرية الى طريقها الصحيح , ويحمل قدرا كبيرا من الامتنان للاشقاء في الكويت اكبر المستثمرين العرب في الاردن وثاني اكبر مستثمر عالمي , وطبعا اكبر داعم للاردن وقيادته ولا زالت جملة امير الكويت حاضرة حين وصف الملك عبدالله الثاني " إبن أخي " .
قد تنظر شوارع عربية وغربية الى الخليج العربي ودوله كفرصة عمل واستثمار , او ابار نفط وحقول غاز , لكن الاردنيين لا ينظرون الى الخليج من هذه الزاوية المصلحية الضيقة او يربطون العلاقة معه من بوابة النفط والغاز , فالاول محترق والثاني متطاير , والاردني نقش تراثه على الصخر منذ اجدادنا الانباط , ويعشق الثبات على الموقف حتى لو كان جمره حارق , وحين اشتد الظرف انحاز الاردنيون الى شرفهم القومي وما التفتو الى جوائز الكون على حساب الدم العربي والانسجام العربي وعدم التدخل الخارجي في الشؤون العربية .
الموقف الاردني الشعبي والرسمي مربوط على وتر القضية الفلسطينية ومقدساتها , وكل وتر يعزف لحنا قوميا يطرب له الاردنيون على اختلاف مشاربهم وتلاوينهم السياسية , ومن هنا جاء الاندياح الشعبي الى الكويت وغانمها وعزيزها وقبلهم اميرها وشعبها , ومن هنا جاء الاحتفاء بزيارة الامير تميم الذي تقوم بلاده بدور استثنائي في التحريض ضد صفقة القرن السوداء , وتحمّل وبلده تبعات هذا الموقف من حصار وتضييق طالت حتى تنظيم قطر لكأس العالم .
نفرح كلما ازداد العزف القومي وإن كان اللحن حزين , ونفرح ونحن نرى وجدان الاردنيين صافٍ مثل عين الديك حيال الاشقاء العرب حتى وان جاروا علينا احايين .
omarkallab@yahoo.com