د. غيداء القلاب

كينونات الذات!

نبض البلد -

لكل واحد منهم قصة وحكاية..

منذ اعتلاء الشمس عرشها حتى أسرِها بجيوش القمر..

فذاك له نفسه.. وما يحتويه دفتره الامامي من معلّقات وقصائد..

وذاك له بيته.. وما ينضوي تحته من التزامات وواجبات..

إلّا أحدهم..

فتراه يقبع في مكانه منذ سنين .. اغبرّت عيناه دمعاً.. ونَمَت لحيته ألماً .. وما زال يُخربش بالحيطان على الأوراق.. ويزرع ألف شارعٍ وطريق للعوده وتأبى كل محاولاته إلّا الفشل...

أتُراهُ طفلاً.. كهلاً.. عاجزاً أم شيخاً.. تتراود لك الاسئلة دوماً في مرآه..

فشريط ذكرياته المعبّق بالحزن محى الطفل المرح من داخله..

وخطواته المتعثره قُدُماً أماتت الأمل من بين أنامله..

أمّا عيناه المكتحلةِ رماداً تنطقان كلمات الصمت ليغفو حيناً بين جنباتِ الحب.. وحيناً بين عتبات الأمل.. وتارةً أخرى تستوطن الأحلام ذاكرته المتمزقة الأشلاء..

أعرِفُ أنك ستبحث عنه جيداً في عتباتِ أبوابك ولكنك لن تجدهُ.. فالبحث هذه المره عن ذاتك في ذاتك .. وليس عن الذات في كينونات الآخرين..

ستجده بالتأكيد.. لأن خطواتك اللاهثه نحو اللامنتهي واللامستحيل والروح المتعبه.. العاشقة للحزن في كل لحظه.. تستهويها هي بحثُك الآن..