لا تزال أمراض القلب السبب الرئيس للوفيات في العالم. ولعلّ الاتصال بالإسعاف هو أول شيء يفعله معظم الأشخاص، في حال حدوث نوبة قلبية. ولكنه ليس رد الفعل الذي يقوم به جميع المرضى، إذ أنّ البعض يعتقد أن لديه الوقت الكافي للذهاب إلى غرفة الطوارىء، أو إلى الطبيب المعالج.
حوالي 10 في المائة من ضحايا النوبة القلبية يتوفون خلال ساعة من الإصابة. مما يبرز الحاجة إلى التصرف بسرعة في حال حدوث نوبة قلبية. ومن شأن إدارة الوضع والسيطرة على الأمور خلال الساعتين اللتين تعقبان ظهور الأعراض الأولى أن تقلل بفعالية خطر التداعيات الخطيرة.
المشكلة: إنّ متوسط الوقت بين ظهور العلامات الأولى للنوبة القلبية والوصول إلى المستشفى هو 4 ساعات، وذلك وفقاً لدراسة أمريكية نشرت في المجلة الأوروبية لأمراض القلبEuropean Journal of Cardiology Nursing.
احتشاء عضلة القلب: طلب الإسعاف رد فعل ضروري
إن ظهور الأعراض تدريجياً يجعل بعض الاشخاص يعتقدون أنّ لديهم الوقت للذهاب إلى الطوارىء. ولكن الدراسة أثبتت أن نسبة 52 في المائة من 474 مريضاً يختارون الذهاب إلى المستشفى بمفردهم. وهذه الخطوة قد تساهم في تمديد وقت الانتظار في غرفة الطوارىء.
وتشير توصيات الأطباء إلى ضرورة الإتصال بالإسعاف، وهذا لسبب وجيه: إن فريق الإسعاف مدرب ومكلف لمعالجة الحالات الحيوية الطارئة مثل النوبة القلبية، ويسمح لهذا الفريق بإدارة الحالة على وجه السرعة في المستشفى، من دون الحاجة إلى المرور بغرفة الطوارىء.
ويؤكد د. ليونيل ناس، رئيس قسم الطواريء في المستشفى المركزي التابع للمستشفى الجامعي في نانسي، في مقابلة صحفية مع Est Républicain : "من الضروري عدم الذهاب إلى قسم الطوارىء في حالة الاشتباه بالسكتة الدماغية أو احتشاء عضلة القلب – النوبة القلبية. وبدلاً من ذلك يجب بالضرورة الاتصال بالإسعاف"، بحسب "فام أكتويال".
أعراض النوبة القلبية التي يجب أن تثير الانتباه
من أجل العمل بسرعة واستدعاء الإسعاف في أقصر فترة ممكنة، يجب معرفة أعراض النوبة القلبية، وهي كالآتي:
• الشعور بألم حاد ومستمر في منطقة الصدر ويمتد إلى الذراع الأيسر والظهر والفك؛
• الشعور بالمرض والألم؛
• الغثيان؛
• الدوخة.
قد تكون أعراض النوبة القلبية غير نمطية أحياناً، وخصوصاً لدى النساء، حيث يمكن أن تظهرالأعراض على شكل اضطرابات في الجهاز الهضمي وضيق التنفس أو حتى التعب المستمر.
احتشاء عضلة القلب: ابقي هادئة في انتظار الإسعاف
أثناء انتظار الإسعاف والمساعدة، يُنصح بتهوئة المكان، لأنَّ المريض قد يشعر بضيق في الجهاز التنفسي عند حدوث النوبة القلبية، ولكن الأهم من ذلك هو الاستلقاء في وضع يسمح بتهوئة الممرات الهوائية بحرية، مع رفع الساقين من أجل تحسين ضغط الدم الشرياني.
أما الأشخاص الذين يكونون بمفردهم، فيمكنهم كذلك دعوة أحد المقربين بعد الاتصال بالإسعاف. فقد يكون وجود شخص آخر مفيداً للتعامل مع أي احتمال: إذا كان قد أخذ مبادىء الإسعافات الأولية، فقد يستطيع عمل تدليك للقلب، إذا لزم الأمر.