"ميلاد".. تبشّر الأسير وليد بالأبوة بعد 34 سنة

نبض البلد -
نبض البلد -وكالات 

رُزق بها عبر نطفة مهّربة من سجون الاحتلال

بعد 34 عامًا خرجت امس "ميلاد" من رحم أمها إلى نور الحياة، لتقول لأبيها الأسير وليد دقة "ها أنا قد جئتُ يا أبي رغمًا عنهم" مبشّرة إياه بالأبوة التي لطالما كتب عنها في رواياته حينما قال مخاطبًا السجّان: "أتحسبني يا عزيزي قد جُننت؟؟ أكتب لمخلوق لم يولد بعد؟، سأظل أحلم رغم مرارة الواقع".

وضجّ منزل الأسير دقة في باقة الغربية بالاراضي الفلسطينية المحتلة امس بالفرح والزغاريد والدموع احتفاءً بقدوم أول مولودة للأسير دقة وأسماها مسبقًا "ميلاد"، رُزق بها عبر النطف المهّربة من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

و"ميلاد" هو اسم رواية أصدرها دقة سابقًا وتحدث كثيرًا فيها عن طفله حيث كان يحلُم أن يكون أبًا في يوم من الأيام بعدما أهدر الاحتلال أجمل أيام شبابه خلف أقبية السجون.

سناء دقة التي ناضلت وتحدّت المنع الإسرائيلي وإفشاله لمحاولات إنجابها من زوجها طوال السنوات الماضية لم ولن تعطّ فرحتها لأحد إلا لوليد، وقالت: "الحمد لله انتصرنا بالحب والإرادة وجاءت ميلاد رغمًا عن الاحتلال". وأضافت "وليد لم يعرف بعدْ، وكل همّي أن يرتاح قلبه بهذه البشرى والأهم أن يرى ميلاد ويحضنها". بكّت مرددة "إنه يرتل سورة يس لميلاد من اليوم الأول لبشرى حملي، سيفرح كثيرًا بها".

وسبق أن حاول الزوجان الإنجاب بواسطة النطف المهرّبة خمس مرّات ولم يضعف إصرارهما رغم الفشل، وحاولت إدارة السجون التحقيق مع زوجته عدة مرّات، في إطار التضييق على وليد في أسره، كما سبق وأن فرض "الشاباك" عقوبات عليه بسبب رواياته وكتبه التي أصدرها داخل السجن. ومن أبرز ما أصدره: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت".

سناء التي أصبحت أمًا للمرة الأولى بعد عقديْن قالت: "قريبًا بإذن الله سينتهي هذا الحكم وسيحضنها وليد محررًا"، فوليد المعتقل منذ عام 1986 أمضى حتى الآن 34 سنة ونصف في السجون، وبقي 4 سنوات ونصف لتنتهي محكوميته.

وكانت سلطات الاحتلال أضافت إلى حكم الأسير دقة الذي يقبع في معتقل "ريمون" عامين لتصبح مدة حُكمه (39) سنة. والأسير دقة فقدَ والده وهو في الأسر عام 1998 وارتبط بزوجته عام 1999، علماً أن والدته لم تزره منذ سنوات.