جاء إهتمام الباحثة المصرية بتتبع أهم دراسات وأبحاث مراكز الفكر الصينية – بصفتها خبيرة فى الشأن السياسى الصين- تجاه المملكة السعودية والشرق الأوسط عموماً، مع ملاحظة تنامى إهتمام المجتمع الأكاديمى الصينى مؤخراً بالشرق الأوسط، وعلى الأخص بإدارة ملف العلاقات مع ولى العهد الشاب السعودى الأمير "محمد بن سلمان"، ومحاولة قراءة ملامح تفكيره كقيادة شابة مستقبلياً تجاه الصين والعالم.
ومن هنا جاء إهتمام الباحثة المصرية المتخصصة فى الشأن السياسى الصينى بتتبع رؤية مراكز الفكر الصينية بعلاقات الصين بالسعودية والمنطقة خاصةً مع حدوث تغيرات عديدة طالت المنطقة. والشئ الذى تؤكد عليه الباحثة دوماً هو قوة مراكز الفكر الصينية فى صياغة ملفات الصين تجاه المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، حيث تمتلك الصين ثالث أكبر عدد من مراكز البحوث والدراسات فى العالم، بعدد وصل إلى 507 مراكز فكر.
وهناك عدد كبير من مراكز الفكر الصينية معنى بالأساس بتقديم الدراسات والمشورة لصانع القرار فى الصين، من بينها: معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، معهد الصين للدراسات الدولية، مركز بحوث التنمية بمجلس الدولة، معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية لجامعة بكين، مركز الصين والعولمة، معهد شنغهاى للدراسات الدولية.
من هنا، ليس غريباً أن تحظى العلاقات السعودية - الصينية بإهتمام كبير من جانب الخبراء، والإستراتيجيين الصينيين كونها تعكس أكبر تغيير فى السياسة العالمية، إضافةً إلى تعزيز النمو الإقتصادى للصين على الخارطة الإستثمارية العالمية؛ بسبب التغيرات الإقتصادية الدولية. وهذا ما جعل من زيارة صاحب السمو الملكى ولى العهد الأمير"محمد بن سلمان" إلى الصين من 13 – 15 مارس 2018 ذات أهمية من ناحية التوقيت، وبثقل مكانة من يقوم بها، والنتائج الإيجابية التى ستتمخض عنها تلك الزيارة.
وفي إطار الربط بذلك يشير"لتيم نيبلوك"، أستاذ (دراسات الخليج العربى) فى جامعة "إكستر" بالمملكة المتحدة، بأن: "الصفقات التجارية المتزايدة للنفط بين الصين والسعودية تعد إنعكاساً للعلاقة المتبادلة والمستقلة بين البلدين، والتى شهدت تقدماً منذ عام 2000".
-أولاً: دراسة مركز دراسات غرب آسيا وإفريقيا التابع لمؤسسة شنغهاى للقضايا الدولية (SIIS) Center African Research& Asia West: Institutes For International Studies Shanghai حول: المشترك بين رؤية المملكة 2030 لسمو ولى العهد السعودى الأمير"محمد بن سلمان"وحلم نظيره الصينى "شى جين بينغ"
جاء إهتمام (مركز دراسات غرب آسيا وإفريقيا) (SIIS) المعنى بالأساس بتقييم علاقات الصين مع الشرق الأوسط بالربط بين رؤية ولى العهد للمملكة 2030، والحلم الصينى للرئيس الصينى "شى جين بينغ" المتمثل فى مبادرة (الحزام والطريق)، حيث أكدت أحدث الدراسات التقييمية لمركز دراسات غرب آسيا وأفريقيا، بأنه وفى ظل هذه الظروف التى تعيشها المنطقة، خاصةً وأنها تتأثر بالمتغيرات الدولية، والإقليمية التى يشهدها العالم، وفى ظل بوادر تغير فى موازين القوى العالمية، فإن دعوة ولى العهد السعودى الأمير"محمد بن سلمان" إلى تطور التعاون الإستراتيجى مع الصين؛ أضحى خياراً مطلوباً، خاصةً مع تبنى ولى العهد "محمد بن سلمان" لسياسة جديدة وشعار للمرحلة القادمة هو "رؤية المملكة 2030"، وهو نفس الشعار الذى يتقاطع مع "حلم" نظيره الرئيس الصينى "شى جين بينغ" بتبنى سياسة الإنفتاح فى مختلف المجالات، والذى أصبح يمثل حجر الزاوية فى خدمة المصالح العليا وفق إستراتيجية بعيدة المدى؛ من أجل إرساء قواعد جديدة للوفاق الإقليمى والدولى.
-ثانياً: دراسة مؤسسة معهد شنغهاى للدراسات الدولية SIIS)) Shanghai Institute For International Studies حول: التقييم الصينى العام للسياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية فى عهد ولى العهد السعودى الأمير "محمد بن سلمان"
أكدت أحدث دراسات مؤسسة شنغهاى للدراسات الدولية SIIS)) التى تضم أكثر من 60 باحثاً صينياً، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع الخارج، فضلاً عن تنظيمها للعديد من الندوات داخل وخارج الصين كل عام. ويشير التقييم الصينى العام – وفقاً لإحصائية معهد شنغهاى للدراسات الدولية - للسياسة الأمريكية - وفقاً تجاه المملكة العربية السعودية فى عهد ولى العهد الأمير "محمد بن سلمان" إلى أنها "سياسة "مآلها الفشل" إذ أن الولايات المتحدة لديها إحساس سيكولوجى مبالغ فيه بالقوة، وأن الإمكانيات الأمريكية هى أقل من هذا الإحساس". وذلك يعنى أن الإستراتيجية الصينية لا تمانع فى غرق الولايات المتحدة فى المزيد من المشكلات فى الشرق الأوسط، بالقدر الذى يقلل القيود على الدبلوماسية الصينية فى السعودية والمنطقة.
إن الدرس المستفاد من نجاح التعاون الصينى السعودى الخليجى فى مجال الطاقة هو أن تحقيق تطور شامل ومتين للعلاقات الصينية السعودية فى عهد ولى العهد الأمير "محمد بن سلمان" مشروط بأن تقوم هذه العلاقات على أساس تحقيق مصالح الطرفين. ولعل أهم أسباب بطء تطور التعاون الصينى الخليجى عموماً فى المجالات الأخرى هو أن العلاقات الخليجية السعودية الصينية مازالت مبنية على الصداقة التقليدية وآرائهما القديمة حول بعض القضايا الدولية، فى ظل وضع دولى يتغير بسرعة، وتتغير معه أسس العالقات التقليدية وفقاً لواقع التطور السياسى والإقتصادى لكل دولة.
ثالثاً: دراسة معهد بحوث الشرق الأوسط التابع لجامعة الشمال الغربى (شيه بيه)
The Institute of Middle Eastern Studies of Northwest University
حول: تشابه وتشابك (رؤية المملكة 2030) للأمير "محمد بن سلمان" مع نمط التنمية الصينى
جاءت دراسة معهد بحوث الشرق الأوسط التابع لجامعة الشمال الغربى (شيه بيه) والتابع مباشرةً لمجلس الدولة الصينى، والذى يصدر عنه مجلة سنوية تحمل إسم (الشرق الأوسط) كى تؤكد أن (رؤية المملكة 2030) للأمير "محمد بن سلمان" تتشابك مع نمط التنمية الصينى، وذلك يتناقض مع الرؤية الأمريكية القائلة "بأن تعلم الأسلوب الصينى قد يوقف عملية التغلغل الأمريكى فى الشرق الأوسط".
مع تأكيد الدراسة لهذه الحقيقة القائلة بأن الصين لم ولن تفكر فى تصدير نمط تنميتها، لكنها لا تمانع أن تتشارك مع الدول الخليجية، وعلى رأسها "السعودية" في الإستفادة من تجربة نجاح الصين ودروسها أثناء عملية الإصلاح والإنفتاح، وهذا هو ما يثير رغبة الدول الخليجية فى تنمية الصين. لكن واشنطن التى تسعى إلى تنفيذ إستراتيجية مختلفة فى الشرق الأوسط تخشى أن يسىء نمط التنمية الصينى لمصالحها السياسية فى المنطقة، ولهذا فإنها تراقب بحذر التبادلات الصينية السعودية لولى العهد السعودى الأمير "محمد بن سلمان" فى مجالات السياسة والثقافة والإصلاحات المختلفة.
-رابعاً: دراسة معهد بحوث الشرق الأوسط التابع لجامعة اللغات الأجنبية بشنغهاى Middles East Research Institute Foreign Language University حول: الرؤية الصينية الجديدة لأمن الخليج وللشرق الأوسط الجديد وإيران فى عهد سمو الأمير "محمد بن سلمان"
إهتمت آخر دراسات معهد بحوث الشرق الأوسط التابع لجامعة اللغات الأجنبية بشنغهاى بأقسامه الثلاث، التى تضم مكتب الشرق الأوسط للأبحاث الثلاث (السياسية - الإقتصادية - الثقافية)، ودائرة تحرير مجلة"العالم العربى"، ويترأسه البروفيسور الصينى المعروف فى دراسات الشرق الأوسط (جو ويه لى) Zhu Weilie بأمن منطقة الخليج العربى، وعلى رأسها السعودية فى عهد ولى العهد (محمد بن سلمان)، حيث أصبحت قضية أمن الخليج العربى من القضايا المطروحة بشكل قوى فى العلاقات العربية الصينية أثناء وفى أعقاب الحرب العراقية الإيرانية 1990 – 1991.
وبشكل عام، تميل الصين عادة إلى إستخدام مصطلح "غرب آسيا وشمال أفريقيا" كبديل عن مصطلح "الشرق الأوسط" لتعريف تلك المنطقة، ووفق هذا التقسيم الجغرافى تقوم الصين بهيكلة مؤسساتها الحكومية والحزبية المعنية بإدارة هذه العلاقات مع دول المنطقة. ومن المعروف أن الصينيين بمجملهم - بمن فيهم بعض المسئوليين الحزبيين والحكوميين - عادةً ما يخلط كثير منهم بين الإسلام كدين والعروبة كقومية، ويعتبرون إيران دولة عربية وأن خلافاتها مع جوارها الإقليمى تعود فى مجملها إلى خلافات ذات جذور دينية.
كما تناولت دراسة أخرى للباحث الصينى "لى وى تيان" التغيرات التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط حديثاً، وإسقاط أنظمة ظلت لعقود طويلة فى المنطقة، إذ يرى الباحث"لى" أن إندلاع الإضطرابات فى المنطقة أدى إلى إعادة تشكيل الأدوار الإقليمية فى المنطقة. من هنا، تواجه الصين هذا الوضع الجديد فى منطقة الشرق الأوسط لتطوير دبلوماسيتها إزاء التغيرات الراهنة فى منطقة الشرق الأوسط، والتركيز على المستقبل، وأخذ زمام المبادرة لخلق بيئة مواتية لتعزيز النفوذ السياسى للصين فى منطقة الشرق الأوسط.
وفى هذا الإطار، ترى الدراسة أن الحديث عن سياسة خارجية صينية جديدة فى منطقة الشرق الأوسط الأفريقى بعد التغييرات السياسية الواسعة التى شهدتها هذه المنطقة، هى محل إهتمام صينى. فالدبلوماسية الصينية الجديدة فى هذه المنطقة ستقوم فى إطار التعاون مع جميع الفاعلين الجدد، خاصةً فى عهد القيادة الشابة السعودية للأمير (محمد بن سلمان) بما يحقق المصالح المتبادلة بين مختلف الأطراف الفاعلة فى المنطقة والصين.
- خامساً: دراسة معهد البحوث والدراسات الأفريقية التابع لجامعة شيفانغ (المعلمون) فى تشجيانغ Institute of African Studies Zhejiang xi fang University حول: هل الدور الصينى المتصاعد فى منطقة الشرق الأوسط يمثل مؤشراً على تراجع دور الولايات المتحدة؟
أكدت أحدث دراسات معهد البحوث والدراسات الأفريقية التابع لجامعة شيفانغ فى تشجيانغ، - والذى يعد من أولى المعاهد البحثية المتكاملة فى الشئون الأفريقية، كما يعد المعهد رافداً فعالاً للدراسات والتقارير البحثية والإستشارية المهمة للدوائر الصينية المعنية - بأنه قد يرى البعض أن الدور الصينى المتصاعد فى منطقة الشرق الأوسط يمثل مؤشراً على تراجع دور الولايات المتحدة، وقد يراه آخرون فرصة لتحالف مصالح جديد بين الصين والسعودية - خاصةً فى عهد القيادة الشابة السعودية الجديدة للأمير (محمد بن سلمان) - لم يكن موجوداً تمثله الصين، وهو ما يمكن التوصل من خلاله إلى حلول سلمية لمشكلات المنطقة، وعلى رأسها الصراع العربى – الإسرائيلى.
وتؤكد تلك الدراسة الصينية بأن أحد مصادر الخلل الراهن فى العلاقات العربية – الصينية يعود إلى الطرف العربى، فالصوت العربى ليس متجانساً كما ينبغى، كما أن المصالح العربية فيما يتعلق بالتعامل مع الصين ليست متماثلة، وبالتالى، فإن تطوير العلاقات العربية – الصينية، وبالأخص بين الصين والسعودية، يقع جزء آخر منه على عاتق الصين لحماية مصالحها التجارية، والنفطية، والإستراتيجية فى الوطن العربى. وهناك تحديات مشتركة يواجهها العرب والصينيون فى ظل نظام عالمى يصر على "تنميط" العالم فى قالب غربى.
وكل تلك الأسباب مجتمعة أدت إلى تحديد هامش المناورة أمام بكين ووضعتها فى زاوية تفرض عليها البحث عن آفاق جديدة، وكذلك الإصطفاف إلى جانب قوى كبرى تشاركها القلق وتتفق معها بالتكتيك، وإن إختلفت معها بالإستراتيجية. وهذا ربما ما يفسر إصطفافها إلى جانب موسكو فى العديد من قضايا المنطقة.
وقال السفير "آن هوى هوه" من وزارة الخارجية الصينية إن مكانة الشرق الأوسط فى الإستراتيجية الأمريكية ترتفع بلا إنقطاع، وأن الولايات المتحدة تضع مركز ثقلها فى إستراتيجيتها فى الشرق الأوسط فى مقاومة الأرهاب، ومركز ثقل إستراتيجيتها الأآنية حالياً هو (ترتيب شئون الشرق الأوسط). وقد رفعت مكانتها فى الشرق الأوسط بتنفيذ إستراتيجيتها المذكورة، إلأ أنه يصعب عليها أن تسيطر على الشرق الأوسط كاملاً.
ولوحظ فى مراحل لاحقة أن الصين تسعى إلى زيادة التورط الأمريكى فى قضايا المنطقة بشكل مباشر والتخبط أكثر فى وحولها ورمالها، بل والعمل على إطالة أمد هذا التورط قدر المستطاع لكسب مزيد من الوقت عند الصين لبناء قدراتها الذاتية بعيداً عن "نكد الأمريكيين وتدخلهم فى شؤونها الداخلية". غير أن قرار الرئيس أوباما بالإنسحاب من العراق وإعلانه عن إستراتيجيته الجديدة بالتحول إلى الإهتمام إلى "منطقة آسيا والمحيط الهادئ" وإعتبارها على رأس أولويات الإستراتيجية الأمريكية, قد أثار هواجس دفينة وكبيرة لدى بكين، وأدى إلى تغيير رؤيتها الإستراتيجية وقلب حساباتها وفرض عليها إعادة النظر مع التحديات القادمة والمتسارعة والتى تشاركها موسكو فى بعض منها.
هناك عوامل التاريخ والدين والأيديولوجية والثقافة تؤثر فى توجه الصين الخارجى فمثلاً وجد "جون كرانمر – باينغ" أن فكرة الصين التقليدية القائمة على أساس أنها تتمتع بتفوق وأنها الرائدة و "المملكة الوسطى" التى يدور من حولها الغير قد وجدت تطبيقها فى عهد الصين الشعبية من خلال إتخاذها سياسات وطنية وأخرى ثورية تعطى المثل للغير بأنها يمكن أن تكون قائدة لآخرين فى العالم، ويمكن للعالم أن يتعلم منها فى الوقت ذاته.
كانت الصين تنظر دائماً إلى الشرق الأوسط – وبالأخص السعودية - بثرواته وموقعه الإستراتيجى بإعتباره "منطقة تشابك" فى الصراع المحتدم والمتواصل بين القوى الدولية المتنافسة على مناطق النفوذ، وترى أن حسم الصراع لصالح أية قوة دولية سيتحدد فى رمال هذه المنطقة الملتهبة.
وقد تبلورت هذه العظمة فى المثل الصينى الذى يقول "بالحكمة فى الداخل والنبل فى الخارج".
وكناحية تاريخية، تؤكد الدراسة الصينية بأنه عندما إندلعت أزمة الغزو العراقى للكويت، فبعد يوم واحد من الغزو إستدعت وزارة الخارجية الصينية السفير العراقى والقائم بأعمال الكويت فى بكين، وسلمتهما مذكرتين رسميتين طالبت فيهما بإنسحاب القوات العراقية من الكويت بدون قيد أو شرط وطالبت العراق بإحترام سيادة الكويت. وعندما إستدعت السعودية القوات الأمريكية للمساعدة فى حماية أراضيها أكدت الصين للسعودية تفهمها للموقف السعودى، وذلك أثناء لقاء وزير الخارجية السعودى بنظيره الصينى فى بكين فى سبتمبر سنة 1990.
-سادساً: دراسة مركز أبحاث التنمية الآسيوية والأفريقية التابع لمعهد وزارة التجارة الصينى لدراسات التجارة والإقتصاد العالمى Asia-Africa Development research center: Chinese Academy of International Trade and Economic Cooperation حول: المشترك بين منطلقات الأمن القومى الصينى والسعودى فى عهد الأمير "محمد بن سلمان"
لم يرق مفهوم "الأمن القومى الصينى" إلى درجة "حماية المصالح" وظل محكوماً عدة عقود منذ تأسيس الجمهورية الشعبية الصينية بقناعة راسخة تقتصر على "حماية الحدود" أطلق عليه نظرية ما يعرف بـــ "سور الصين العظيم"، وهو كناية عن التقوقع داخل الحدود والأنكفاء عن لعب أى دور حيوى خارج هذه الأسوار. لكن مع التطورات الأخيرة يبدو أن الصين شرعت بتوسيع رؤيتها لمفهوم الأمن القومى آخذة بالأعتبار النمو المتسارع لإقتصادها، وإتساع رقعة المصالح الصينية فى الخارج، وبروز "أمن الطاقة" كأحد أهم مرتكزات الأمن القومى الصينى الذى يضمن إستمرار عجلة الإقتصاد الصينى بالدوران. ولذلك يبدو أن إهتمام الصين بمنطقة الشرق الأوسط – وبالأخص السعودية فى عهد ولى العهد "محمد بن سلمان" - سيكون أكبر من السابق - لكن دون الإنخراط الفاعل فى قضاياها مراعاة للأسس التى تحكم سياستها الخارجية - لأنها أهم مصدر من مصادر الطاقة فى العالم كما أنها أحد أهم الأسواق الإستهلاكية. ويمكن القول حالياً: "إن ميزان التبادل التجارى مع أية دولة هو المقياس الوحيد لمستوى تطور العلاقات مع الآخرين من وجهة النظر الصينية، وقد هيمنت العلاقات الإقتصادية على معظم تحركات الصين وسلوكها الدبلوماسى فى منطقة الشرق الأوسط فى التأكيد على تصدر القرار هذه العلاقة ضمن أولويات الصين.
وتجيب الدراسة على أهم سؤال يشغل بال منطقة الشرق الأوسط، بأنه كانت بكين إذا ما إضطرت تحت وطأة ظروف إقليمية أو دولية ضاغطة لتحديد موقف واضح، تقوم بذلك وفق خطوات حذرة وقلقة ومرتبكة، أو تصر على التموضع فى المنطقة الرمادية والتمسك بدعوة الأطراف المعنية بأية أزمة إلى الحوار والتفاوض دون الخوض بأية تفاصيل أو تقديم أية مبادارت؛ فالمنطقة - وفق الرؤية الصينية- تعج بالمتناقضات الدينية والعرقية وبؤرة خطرة فى الصراع والتنافس الدولى، واللعب فيها محفوف بالتحديات والمخاطر ويحتاج إلى الكثير من الأدوات السياسية والعسكرية والأمنية والأقتصادية والثقافية والإعلامية، وإن إمتلكت بعضها فإنها لا تجيد إستخدامها بمهارة كافية.
- سابعاً: دراسة معهد بحوث قومية هوى والإسلام التابع لأكاديمية نينغشيا للعلوم الإجتماعية Institute of the Hui Nationality and Islam: Ningxia Academy of Social Sciences حول: التحولات الجديدة فى العلاقات السعودية – الصينية فى عهد الأمير "محمد بن سلمان"
أتت أخطر دراسة قدمها معهد قومية هوى فى "نينغشيا" - كأهم مركز بحثى معنى بالدراسات الإسلامية فى الصين، ويترأسه عدد من القادة الإسلاميين الصينيين الذين يتمتعون بسمعة طيبة داخل وخارج الصين – حيث أكدت تلك الدراسة إعتراف المسئولين السعوديين على نحو متزايد أن الصين ستكون أكبر سوق للنفط مستقبلاً، لذلك فإن تعزيز العلاقات مع بكين مهم جداً. ففى الماضى كانت الصين تظن أن الولايات المتحدة لها دور رئيسى فى القرارات السعودية، مما قد يؤثر على العلاقات الصينية - السعودية. لكن مع زيادة الطلب الصينى على النفط، وتوسيع التعاون فى التنقيب والتكرير عن النفط مع السعودية، جعل تحولاً آخر فى الوضع. وهذا يدل على أن هناك المزيد من التعاون فى مجال الطاقة بين البلدين مستقبلاً.
وإستناداً إلى التعاون والمصالح المشتركة بين البلدين – خاصةً فى عهد ولى العهد "محمد بن سلمان" - قد يساعد تعزيز التعاون العلاقات السياسية بين الصين والمملكة السعودية. ومن هذا المنطلق، فإن مفتاح الإستراتيجية الصينية لضمان الوصول إلى نفط الخليج، هو العلاقات المميزة مع المملكة العربية السعودية، حيث شهدت العلاقات الثنائية تطوراً تدريجياً مع مرور الوقت، خاصةً فى عهد سمو ولى العهد السعودى الأمير "محمد بن سلمان".
- ثامناً: دراسة مركز الدراسات للعلاقات الإقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية فى نينغشيا The Center for China-Arab Economic and Trade Relations حول: تنمية العلاقات النفطية بين الصين والسعودية والتغيير فى السياسة العالمية فى عهد الأمير "محمد بن سلمان"
تم تأسيس مركز الدراسات للعلاقات الإقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية فى نينغشيا فى 8 إبريل 2011، بالتعاون بين جامعة الإقتصاد والتجارة وحكومة منطقة "نينغشيا" ذاتية الحكم لقومية "هوى" المسلمة، وذلك لرصد وتحليل كافة جوانب العلاقات التجارية والإقتصادية الصينية – العربية.
وتؤكد أحدث دراسات مركز الدراسات للعلاقات الإقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية فى نينغشيا بأن تنمية العلاقات النفطية بين الصين والسعودية –فى عهد ولى العهد "محمد بن سلمان" - تعكس أكبر تغيير فى السياسة العالمية لضمان إستمرار النمو الإقتصادى العالمى ومكانة المنطقة فى العالم، وجهود بكين لحماية إمدادات النفط، فى حين أن مسئولية واشنطن عالمية، بما فى ذلك حماية منطقة الخليج المنتجة للنفط.
وفى الإتجاه المعاكس، تركز الدراسة أيضاً على حجم إستثمارات الشركات السعودية أيضاً فى الصين؛ حيث تستثمر شركة أرامكو السعودية) Saudi Aramco الشركة النفطية الأكبر فىالعالم) على مصفاتين للتكرير فى الصين، توجد واحدة منها في مقاطعة) تشينغداو) Qingdao المملوكة بالكامل والأخرى في مقاطعة (فوجيان) Fujian تعمل كمشروع مشترك مع شركة (سينوبك) Sinopec إحدى الشركات الصينية البترولية العملاقة وشركة (إكسون موبيل) Exxon Mobil الأمريكية.
- تاسعاً: دراسة مركز الدراسات الصينى - العربى التابع لجامعة "شينخوا" حول: أسباب التقارب الصينى مع إيران بما يخدم رؤية المملكة (2030) لولى العهد "محمد بن سلمان"
يعد مركز الدراسات الصينى - العربى الذى يعمل بالتعاون مع معهد العلوم الإنسانية والإجتماعية التابع لجامعة "شينخوا" بمثابة بنكاً صينياً – عربياً يتمتع بقوة تأثير عالمية من حيث المعلومات النوعية والدراسات الإستراتيجية تحترئاسة البروفيسور/ لى تشيانغ Li Qiang وهو منصة هامة للتعاون والتبادلات بين الصين والعالم العربى، إلا أن المركز مازال حتى هذه اللحظة قيد التأسيس وبحاجة للمزيد من التشاور مع الجانب والمؤسسات الأكاديمية العربية.
وتعد أخطر أنواع الدراسات التى أطلعت عليها الباحثة المصرية على الإطلاق، هى تلك الدراسة الجماعية من مركز الدراسات الصينى – العربى فى جامعة "شينخوا" الصينية، وتتمثل خطورة تلك الدراسة – من وجهة نظر الباحثة المصرية – فى تحليل تلك الدراسة بأن إستراتيجية الصين فى الخليج العربى تتمثل بالحفاظ على الخليج مفتوحاً من خلال المواءمة مع إيران بسبب الخوف من قيام حظر بحرى أمريكى على إمدادات الطاقة إلى الصين فى حال حدوث أزمة بين بكين وتايوان.
وفى نفس سياق هذه الدراسة تحديداً، فقد جاءت مقال فى صحيفة "إستراتيجى آند مانيجمنت" عام 2014 للكاتب الصينى (تانغ شى بينغ) محللاً بأن الصين يجب أن تصطف مع إيران لمواجهة الهيمنة الأمريكية فى الخليج عن طريق حلفائها العرب مثل السعودية ودول الخليج الأصغر. وبما أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسيطرون على الضفة الغربية من الخليج، ستصطف الصين مع إيران من أجل السيطرة على ضفة الخليج الشرقية لمنع إغلاقه التام من خلال فرض حصار بحرى. وعلى المدى القصير، تشرع الصين ببناء إنشاءات لخطوط الأنابيب والسكك الحديدية، وكذلك طرق سريعة لتجاوز خطوط الإتصالات البحرية الخاضعة لحراسة دوريات البحرية الأمريكية، بينما تعمل بثبات على بناء قدراتها البحرية على المدى الطويل.
- عاشراً: دراسة معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية لجامعة بكين Institute Of International and Strategic Studies at Peking University حول: مصالح الصين مع الولايات المتحدة أكبر مقارنة مع مصالحها مع إيران فى عهد ولى العهد "محمد بن سلمان"
تكمن أهمية معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية التابع لجامعة بكين المرموقة فى جملة من الأهداف التى يسعى المعهد لتحقيقها، ومن أهم أهداف المعهد، هى: إجراء الدراسات التى تهم الطرفين العربى والصينى، وتنظيم حلقات بحثية متخصصة، ووضع نتائج دراساته كمراجع أكاديمية لخدمة مجالات التعاون العربى – الصينى، ووضع آليات دورية لإقامة المنتديات المتخصصة والتبادلات الأكاديمية لدفع التفاعلات العربية – الصينية.
وفى أحدث إصدارات المعهد تحت رئاسة مدير المعهد البروفيسور "وانغ جيسه" Wang Jesse الأستاذ فى قسم الدراسات الدولية بالتعاون مع البروفيسور "وو بينغ بينغ" Wu Ping Ping الأستاذ فى قسم اللغة العربية فى جامعة بكين فى حلقة نقاشية، جاء التأكيد أنه رغم تنامى المصالح بين بكين وطهران، بيد أن مصالح الصين مع الولايات المتحدة أكبر مقارنة مع مصالحها مع إيران فهى تسعى بالأساس إلى حماية مصالحها الأقتصادية مع الولايات المتحدة. خاصةً أن حجم الأستثمارات الأمريكية فى الصين يبلغ حوالى 21بليون دولار، فضلاً عن أن الفائض فى الميزان التجارى الصينى الأمريكى لصالح الصين يبلغ 352 بليون دولار. وجاءت تصريحات (جيانغ يوى) المتحدثة السابقة بإسم الخارجية الصينية لتؤكد صحة ذلك الطرح، إذ قالت: "تؤيد الصين إستراتيجية المسار المزدوج وهى تؤمن دائماً بأن الحوار والمفاوضات هما القناة الأمثل لتسوية القضية النووية الأيرانية". ويعنى المسار المزدوج تقديم حوافز إقتصادية وسياسية لطهران إذا علقت تخصيب اليورانيوم، والتهديد بفرض عقوبات فى حالة رفضها، وهو ما يتفق مع مصالح واشنطن والرياض فى عهد ولى العهد السعودى "محمد بن سلمان".
- الحادى عشر: دراسة معهد دراسات الثقافة الإسلامية التابع لجامعة لانتشو The Institute of Islamic Culture of Lanzhou University حول: تعزيز الدور الثقافى الصينى مع السعودية كأحد وسائل دعم قوتها الناعمة فى عهد سمو ولى العهد "محمد بن سلمان"
جاء تركيز معهد دراسات الثقافة الإسلامية – الذى يركز منذ بداية تأسيسه ونشأته فى عام 2006 على مستجدات أوضاع تطور علاقات الصين الثقافية وقضايا التنمية المستدامة مع الدول الإسلامية وبالأخص السعودية – وأشارت دراسات المعهد لخطاب الرئيس الصينى السابق "هو جين تاو" الذى ألقاه فى المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعى الصينى إلى أهمية تعزيز الدور الثقافى الصينى كأحد وسائل دعم قوتها الناعمة والذى لن يساعد فقط على تحقيق وضمان الحقوق الثقافية لشعبها، بل أنه أيضاً وسيلة فعالة لتحقيق أهدافها الخارجية والتى تأتى على أرسها السعى لخلق صورة إيجابية حول التطور والنمو الصينى والعمل على نشر القيم والثقافة الصينية لتنافس بدورها الثقافات الموجودة وتخلق لنفسها مكانة على الساحة الدولية.
إن إهتمام الصين بالقوة الناعمة ليس بالأمر الغريب خاصة فى ظل إعلان القيادة الصينية بقيادة الرئيس "شى جين بينغ" بشكل مستمر عن فكرة التطور السلمى، وتأكيدها على ضرورة توفير البيئة الدولية المناسبة لعدم عملية تطورها. كما أن تصدير الصين لقيمها ومبادئها ونجاحها فى تقديم صورة جذابة عن نفسها للمجتمع الدولى، وبالأخص المسلمين فى منطقة الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية – كقائدة للعالم الإسلامى - من شأنه أن يدعم عملية إندماجها فى النظام الدولى وبالتالى سوف يكون له تأثير إيجابى على علاقة دول العالم بها سواء على المستوى الإقتصادى أو العسكرى. والأهم من ذلك أن الصين ترى فى بناء قوتها الناعمة الحل الأمثل للترويج لدعاية مضادة لفكرة التهديد الصينى التى تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية.
-الثانى عشر: دراسة معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة China Institute of Contemporary International Relations (CICIR) حول: هل الصين خصماً إستراتيجياً أم شريكاً إستراتيجياً للولايات المتحدة والسعودية فى عهد سمو ولى العهد "محمد بن سلمان"؟
وجاء تأكيد الدراسة الصينية بأنه قد عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن مخاوفها من الصعود الصينى أكثر من مرة، وأشارت أن مثل هذا الصعود تهديداً لمكانتها على قمة النظام الدولى. وقد أعتبر الرئيس السابق "جورج بوش" الإبن ونظر فى ذلك الصعود بأنه يشكل تهديداً فى وقت مبكر من حكمه إلى أن الصين تعد (خصماً إستراتيجياً وليس شريكاً إستراتيجياً) متفقاً فى ذلك مع رؤية الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة "ترامب"، وذلك فى إطار ما أعلنته الصين عن رغبتها فى خلق نظام دولى متعدد الأقطاب، وهو ما يتعارض مع مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك لم تتاون الولايات المتحدة الأمريكية عن الهجوم على الصين، وعلى نظام حكمها بإعتبارها النموذج الرائد للنظم التسلطية الشمولية، ونظام الحزب الواحد عبر العالم. كما أنها نجحت فى إثارة الرأى العام الأوروبى والعربى والإسلامى ضدها فى إطار إتهام الصين بإنتهاكها الدائم لحقوق الإنسان خاصةً فى إقليم "شينغيانغ". لذا، وفقاً لهذا المبدأ كان هذا الهجوم وتلك الإنتقادات جديرة بدفع الصين للدفاع عن نفسها، وتحسين صورتها دعماً لتطورها السلمى. وفى إطار رغبتها فى تحقيق ذلك الهدف بدأت تهتم بشكل أكبر بقوتها الناعمة داخل عدد من الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها "السعودية"كقائدة للأمة الإسلامية فى العالم. .
وقد تم تصنيف الصين وفقاً لثقافتها – خاصة الكونفوشوسية – وتلك الجاذبية التى تحظى بها من اللغة والفلسفة الصينية بالمركز الثامن على مستوى العالم بعد أسبانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، والمملكة المتحدة وفرنسا.
- الثالث عشر: دراسة مركز الصين والعولمة The Center for China and Globalization (CCG) حول: جاذبية الثقافة والأفلام والمنح الدراسية الصينية لدى جمهور "هيئة الترفيه السعودية" فى عهد سمو ولى العهد "محمد بن سلمان"
مركز الصين والعولمة (CCG) هو مركز أبحاث صينى غير حكومى رائد يقع مقره فى بكين. كما أنه مكرس لدراسة السياسة العامة الصينية والعولمة. يتمتع افريق بحث قوى ، ويتمتع بسجل عالمى مثير للإعجاب للمنشورات والأحداث ذات التأثير الواسع فى السياسة العامة. تركز أجندة أبحاث مجموعة (CCG) على دور الصين المتزايد فى العالم ، مستمدة من قضايا الحوكمة العالمية، التجارة والإستثمار العالميين، الهجرة العالمية، العلاقات الدولية، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالتنمية الإقليمية والعالمية.
وجاءت أحدث دراسات مركز الصين والعولمة عن تأثير الثقافة والأفلام الصينية فى الداخل العربى والغربى، فلقد أكدت تلك الدراسة أنه وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأفلام الصينية بدأ يتشكل لها جمهور غربى وسعودى كبير فى الآونة الأخيرة، خاصةً أفلام الفنون القتالية، فقد نجح فيلمان صينيان بعنوان "التنين الخفىDragon Hidden " وThe Tiger Crouching (النمر الرابض) فى السينمات الغربية، وحققا أعلى الأيرادات. ومؤشر آخر على زيادة جاذبية الثقافة الصينية هو تضاعف أعداد الطلاب الوافدين السعوديين للمدارس والجامعات بالصين ليزيدوا خلال العشر سنوات الماضية.
- الرابع عشر: دراسة الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية Chinese Academy of Social Sciences (CAS) حول:تشابه رؤية ولى العهد "محمد بن سلمان" مع مبدأ الرئيس الصينى "شى جين بينغ" "الناس أولاً"
تعتبر أكاديمية العلوم الإجتماعية فى بكين أكبر منظمة أبحاث فى العالم، حيث تضم حوالى 60.000 باحث يعملون فى حوالى 114 معهد، ولديها مؤسسات فرعية فى جميع أنحاء البر الرئيسى الصينى، ترتيبها بين أفضل المنظمات البحثية فى العالم. تعتبر أكاديمية العلوم الصينية المؤسسة البحثية الأولى فى العالم حسب تصنيف مؤسسة "ناتشر الدولية للنشر" الصادر عام 2017.
وفى واحدة من أبرز دراسات الأكاديمية الصينية لرصد ملامح قيم الرئيس الصينى"شى جين بينغ" ومدى تشابهه مع نظراؤه حول العالم فى نفس ملامح القيم والشخصية، جاء تأكيد الدراسة بأن القيم السياسية لأية دولة تنعكس فى مجالين أساسيين، المجال الداخلى الذى يشمل دور الحكومة، وكيف تحكم الشعب؟، والمجال الخارجىالذى يشمل المبادئ والسياسات التى تتبعها الدولة تجاه الدول الأخرى. غير أن الصين – وفقاً لهذه الدراسة- قد أخذت على عاتقها تطوير تلك القيم وتغييرها على النحو الذى يحسن صورتها أمام المجتمع الدولى، ولذلك إهتم الرئيس "شى جين بينغ" والحزب الشيوعى الصينى بتبنى (نظام الأستماع)، وإحترام مفهوم المجتمع المدنى، وحماية الملكيات الخاصة التى تمت إضافتها بتعديل دستورى لاحق.وبدأت القيادات الصينية تنادى بشعارات مثل "الناس أولاً" – متوافقة فى ذلك مع رؤية ولى العهد "محمد بن سلمان" - وتطوير مجتمع متناغم أو متجانس. إن تلك المجهودات والتطورات هى مساع لا يمكن الأستهانة بها من الجانب الصينى الذى يسعى إلى تبنى القيم المقبولة والمرغوب فيها دولياً كوسيلة لزيادة نفوذ قوتها الناعمة، غير أنها مازال أمامها طريق طويل. أما على المستوى الدولى فقد عنيت الصين وأسست كافة علاقاتها الدولية وتعاملاتها مع المجتمع الدولى على أساس مبدأ "التعايش السلمى" القائم على إحترام السيادة الأقليمية للدول الأخرى، وعدم التعدى عليها، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، والعمل من أجل المصلحة المشتركة.
- الخامس عشر: دراسة مركز بحوث التنمية بمجلس الدولة The Development Research Center of the State Council (DRC) 国务院发展研究中心(Guówùyuàn Fāzhǎn Yánjiū Zhōngxīn) حول: تشابه رمز "التنين" الصينى القوى مع رؤية سمو ولى العهد "محمد بن سلمان" للمملكة 2030
إن مركز بحوث التنمية بمجلس الدولة الصينى (DRC) هى مؤسسة عامة مسئولة عن بحوث السياسات والمراجعة الإستراتيجية والإستشارات للقضايا المتعلقة بالتنمية الإقتصادية والإجتماعية فى الصين القارية. وهى هيئة إستشارية توصى بالسياسات للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى ومجلس الدولة.
وتقوم معظم دراسات مركز بحوث التنمية بمجلس الدولة الصينى (DRC) على التأكيد أن الصين تسعى من وراء معظم خطواتها إلى التأكيد على وضعها ودورها كقوة جديدة وصاعدة، وفى الوقت نفسه تريد أن تثبت أن ذلك الدور أو المهام الجديدة التي أضطلعت بها تتم فى إطار إحترامها لمبدأ التعايش السلمى. وتشير الأدبيات الصينية إلى أن "التنين" الرمز الصينى الشهير، ما هو إلا مخلوق خيالى مركب تم إستخدامه فى إطار تسويه تاريخية توحيدية للقبائل الصينية القديمة، حيث كان لكل قبيلة رمزها الخاص فى شكل حيواناً ما، فجاء قائد وقام بتوحيد هذه القبائل، وبالتالى تم توحيد كل الرموز فى شكل "التنين "الذى يرمز إلى التنوع، والوحدة، والتناغم، وبالتالى فهو يختلف عن معناه الغربى Dragon والذى يرمز للسيطرة, والهيمنة، والإقتحام، لذلك دعا أحد كبار المفكرين الصينيين إلى ضرورة الترويج للمعنى الصينى لكلمة التنين وهى "لونج"بدلاً من المعنى الغربى Dragon حتى لا يتشوه رمز التنين بمعناه المقصود أى بمعناه الصينى. بل والأكثر من ذلك إقترح "وو يو فو" نائب "مؤسسة شنغهاى للعلاقات العامة" أن يستبدل رمز التنين برمز "الباندا" ليمثل الرمز القومى للصين.
إن الهدف من وراء الإهتمام بالرمز الذى يمثل الصين سواء كان الباندا أو التنين دليلاً على رغبة الصين – متشابهة فى ذلك مع سياسة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان - فى رسم صور تنم عن الرغبة فى السلام والتعايش السلمى دون الدخول فى أية صراعات مع دول أخرى، فهى بمثابة رسالة ضمنية عن نوايا كلاً من الصين والسعودية ورغبتهما فى الصعود أو التطور السلمى. ففى النهاية كلما كانت قيم الدولة ذات أبعاد عالمية كلما زاد ذلك من تأثيرها ونفوذها على المستوى الدولى.
- السادس عشر: دراسة معهد الصين للدراسات الدولية China Institute of International Studies (CIIS) حول: تحذير مراكز الفكر الصينية من طبيعة القوى المحركة للربيع العربى، والتأكيد على صعود الدور السياسى للصين فى السعودية والمنطقة
معهد الصين للدراسات الدولية (CIIS) هو مركز الفكر الرسمى بوزارة الخارجية الصينية. إنه يركز إهتمامه بشكل أساسى على قضايا السياسة الطويلة الأجل والمتوسطة المدى ذات الأهمية الإستراتيجية للصين، لا سيما تلك المتعلقة بالسياسة الدولية والإقتصاد العالمى.
وفى واحدة من أهم إصدارات المعهد أشار فيها لشكوك بعض الدراسات الصينية حول طبيعة القوى المحركة للربيع العربى. وفى نفس السياق تساءلت وكالة "شينخوا" الرسمية Xinhua عن: لماذا حظيت المظاهرات العربية بتغطية واسعة من الأعلام الأمريكى، بينما لم تحظ مظاهرات "وول ستريت" بنفس التغطية، وإعتبرت ذلك دليلاً على نفاق سياسى أمريكى .
وحول ذلك، فقد طرح وزير الخارجية الصينى الحالى "وانغ يى" رؤية للسياسة الدولية للصين تجاه منطقة الشرق الأوسط فى شقها الآسيوى، حيث أشار"وانغ يى" فى حديث أجراه مؤخراً أن الدور السياسى للصين فى الشرق الأوسط الآسيوى سوف يقوى ولن يتضاءل. ورداً على مزاعم بأن دور الصين فى الشرق الأوسط إقتصادى إلى حد كبير، قال أن الصين مستعدة دائماً للتعاون من أجل المنفعة المتبادلة مع جميع الدول فى المنطقة والدول العربية الآسيوية بصفة خاصة وعلى رأسها "السعودية" فى عهد ولى العهد "محمد بن سلمان"، ليس فقط فى المجال الإقتصادى ولكن فى المجالات السياسية والأمنية والعسكرية أيضاً. وقال: "ومع ذلك، فإن هناك حاجة دائماً لوجود أولويات وحاجة الصين لبناء قدراتها من أجل توسيع مثل هذا التعاون على نحو مستدام". وأضاف أنه صحيح أن التعاون الصينى العربى فى الشرق الأوسط فى الأعوام الأخيرة ركز بصفة أساسية على المجال الإقتصادى، لكن هذا لأننا نعتقد أن المفتاح يكمن فى التنمية التى تمثل أساساً لحل جميع المشاكل. وأن أى حل للقضايا الساخنة والسياسية يتوقف على النمو الإقتصادى وحياة أفضل للمواطنين".
وقال "وانغ يى" إن الصين ستواصل القيام بذلك فى المستقبل وستلعب دوراً فى المجال السياسى أيضاً، وتابع "إن دور الصين السياسى فى الشرق الأوسط الأسيوى سيقوى ولن يتضاءل".
وأخيراً، قد يرى البعض أن الدور الصينى المتصاعد فى منطقة الشرق الأوسط يمثل مؤشراً إلى تنافس مع ما قد يراه آخرون فرصة لتحالف مصالح جديد لم يكن موجوداً فى الماضى بين الغرب الذى تمثله الولايات المتحدة، والشرق الصاعد الذى تمثله الصين، وهو ما يمكن التوصل من خلاله إلى حلول سلمية لمشكلات المنطقة، وعلى رأسها الصراع العربى – الإسرائيلى.
وتؤكد الباحثة المصرية فى الختام، بأن الصين فى حاجة للدور السعودى فى عهد ولى العهد "محمد بن سلمان" من أجل موازنة وحل القضايا العالقة فى منطقة الشرق الأوسط، مع رغبة الصين (فعلياً) فى لعب دور سعودى ومصرى أقوى للوساطة بين الصين ومسلمى الإيغور فى "شينغيانغ" بإعتبار أن مصر بلد الأزهر الشريف، والسعودية هى قائدة للعالم الإسلامى.