هاشم نايل المجالي

اعادة تأهيل مجتمعات الظلام !!!

نبض البلد -


كثير هي المجتمعات العربية بالدول التي عانت من ويلات الحروب والارهاب بانواعه اصبحت تعيش في عصر الظلام اكثر منه في عصر النهضة ، لذلك فهي تحتاج الى امكانيات كبيرة جداً لاعادة تأهيل مجتمعاتها من كافة النواحي فكرياً وثقافياً واجتماعياً ، من خلال مؤسسات واكاديميات متخصصة بذلك بسبب ترسخ مفاهيم وعقائد وسلوكيات تركتها خلفها المنظمات الارهابية ، سبّبت تخلفاً مجتمعياً.

اي ان تلك الدول بسبب هذه الحروب وبسبب هذه المنظمات الارهابية والفكر المنحرف الذي زرعته في المجتمعات ليولد صراعات دائمة قد ادى الى النوم الحضاري لتلك الدول ، وتوقف الابداع الفكري والتطور الاجتماعي بكافة جوانبه ، وترسيخ مفاهيم وعادات وتقاليد وانماط فكرية وسلوكية ، حيث تكوّن فكر اجتماعي مغلق ، وظهرت بعض المحاولات الفكرية نخبوية طامحة لاحداث تغيير حضاري .

الا ان تلك المحاولات بقيت محدودة وجاءت باسلوب وعظى من منبر فوقي وغير مدروس ، مما يستدعي الوضع لاستجلاب منظمات اجتماعية ثقافية من مجتمعات متطورة لبناء فكر نهضوي متحضر حتى لا تنهار وتتهاوى المجتمعات في الفكر المغلق المنحرف ، لتبقى في سجن الزمن وليستمر الهرم كضريبة الانغلاق الفكري ، ولتتخبط المجتمعات دون السعي لتحديثها ، فلا بد من طرح برامج تحديثية اصلاحية نهضوية بابداعات فكرية وفلسفية لمنظمات اجتماعية وانسانية عربية بدلاً من الغربية ، فالنهضة والاصلاح بحاجة الى رواد فكر اصحاب خبرة ومعرفة وتجربة عربية والمام بالعادات والتقاليد والمفاهيم القيمية والاخلاقية .

فهنك فكر اجتماعي يحتاج الى تخليصة من الشوائب الذي علقت فيه على مدار سنين طويلة من الصراع تغلغل وترسخ في عقول المواطنين رجالاً ونساءاً واطفالاً، وهم بحاجة الان الى اعادة تكوين وبناء لمجتمع معاصر مبدع ومدرك لمسؤولياته الاجتماعية ضمن منظومات مختلفة ومتفاعلة ، يكون فيها الفرد مبدعاً لمحو الامية الفكرية الارهابية من عقولهم واصبحت مجتمعاتهم بدائية ، فنحن امام صورة قاتمة وتحد خطير يواجه تلك المجتمعات التي عانت من الدمار والتفكك .

والاردن لديه من الخبرات والكفاءات والجمعيات مختلفة التخصصات ، ولدينا الكثير من متقاعدين من الوزارات والمؤسسات اصحاب خبرة بهذا المجال ، وبالامكان تشكيل منظمات اجتماعية وانسانية وثقافية في مختلف الاختصاصات لتدريب وتأهيل في الاردن ، ابناء تلك المجتمعات بالتنسيق مع الجهات المعنية الرسمية لدولهم ، لاعادة تمكينهم وفق برامج تدريبية وتأهيلية متخصصة .

خاصة اننا متقدمون ومتطورون بهذا المجال وليتم تصدير خبراتنا ذات الكفاءة المشهود لها بذلك لتلك الدول وفق برامج ، فالتمويل للبرامج الاجتماعية والانسانية متوفر من الدول والمنظمات الداعمة لمثل هذه البرامج .

Nayelmajali11@hotmail.com