عباس وحيدا بضريح عرفات ويرفض اتصال ترامب

نبض البلد -
للمرة الأولى.."فتح" تطالب بفك الارتباط مع الاحتلال وتلوح بـ"حل السلطة"

عباس وحيدا بضريح عرفات ويرفض اتصال ترامب

الثلاثاء والأربعاء يومي غضب.. جيش الاحتلال يتأهب وتحذيرات للمستوطنين بالضفة

خطة تحرك سياسية لقيادة السلطة واخرى ميدانية شعبية في الاراضي المحتلة

نبض البلد - عمان-عبد الرحمن ابو حاكمة

 

تستعد القيادة الفلسطينية لعقد اجتماعات عاجلة لتحديد الآليات التي ستقرها لمواجهة خطة "صفقة القرن"، فيما زار الرئيس محمود عباس الذي رفض تلقي اتصالاً هاتفيا من الرئيس الامريكي ضريح الراحل ياسر عرفات وحيدا، يأتي ذلك في وقت اعلنت حركة فتح الاستنفار والاستعداد للمواجهة مطالبة للمرة الاولى بتطبيق قرارات المجلسين المركزي والوطني بتطبيق قرارات فك الارتباط مع الاحتلال.

ونصحت وسائل الاعلام الاسرائيلية المستوطنين في القدس والضفة الغربية المحتلة بعدم الخروج اليوم الثلاثاء الذي اعلن عنه فلسطينيا "يوم غضب"، واعلنت حالة التأهب القصوى في كافة وحدات جيش الاحتلال العاملة في الضفة وعلى حدود قطاع غزة، كما اعلنت عدة انذارات ساخنة حول احتمال اطلاق صواريخ من غزة، فيما بدأت فعليا في الضفة وغزة والاراضي المحتلة عام 1948 خطة الحراك الشعبي على الأرض، لمواجهة الصفقة.

وعلمت " الانباط" ان الرئيس عباس اصر ان يكون وحيدا خلال زيارته لضريح الراحل عرفات امس وطلب من مدير المخابرات ماجد فرج ووزير الشؤون المدنية عضو اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ انتظاره خارج الضريح، وقالت مصادر رفيعة المستوى ان عباس تواجد داخل الضريح لعدة دقائق وخرج وعلامات الغضب والحزن بادية عليه، مضيفة ان الرئيس عباس طلب من فرج والشيخ البقاء لوحده في مكتبه الخاص في مقر المقاطعة في مدينة رام الله وانه لم يذهب لمنزله كعادته يوميا بعد الانتهاء من زيارة ضريح عرفات.

وفي رام الله ايضا اكد المجلس الثوري لفتح، "أنه الاوان لوضع قرارات المجلسين الوطني والمركزي موضع التنفيذ والتصرف على هذا الاساس في كل مناحي الحياه والعمل والتحرك الوطني والاقليمي والدولي. وأِضاف إن "فتح" تعتبر نفسها بحاله إستنفار كامل وعلى مستوى اطرها كافة لمواجهة هذا التحدي المفروض علينا وتدعو كافة القوى الوطنيه والاسلاميه للالتقاء معنا على ارضية ثوابتنا الوطنيه والتمسك بحقوقنا الوطنيه كاملة كما كفلتها الشرعية الدولية.

وجاء في بيان "الثوري"، "أمام تسارع الاخبار عن إعلان الرئيس ترمب لصفقتة، فإن فتح ليست بحاجه لإنتظار أي اعلان مسرحي لموقف من الإدارة الامريكية التي لم تفوت اي فرصة لتصبح شريكاً اسياساً باحتلال ارضنا وتوسيع وشرعنة الاستعمار الاستيطاني، حيث أننا في حالة دفاع مستمر عن النفس والارض والحقوق، وفي هذا لن نخضع لأي ضغوط او ترهيب او إغراء فإجراءات ترمب مرفوضه وسنقاومها بكل الوسائل المشروعة ولن تجد فلسطينياَ واحداً يقبل التعاطي مع الغاء حقوقه وتقويض مشروعه الوطني .

وواصل مسؤولون فلسطينيون التلويح بحل السلطة، ردا على خطط الإدارة الأمريكية، ومن المقرر أن يدعو الرئيس عباس القيادة لعقد اجتماع، فور إعلان الإدارة الأمريكية عن "صفقة القرن"، وسيتزامن ذلك مع إعطاء التعليمات لوزارة الخارجية بالتحرك الدبلوماسي في عدة أروقة عربية وعالمية، تبدأ بدعوة وزراء الخارجية العرب لاجتماع في مقر الجامعة بالقاهرة، لمناقشة خطة التصدي العربية. حيث تريد القيادة الفلسطينية، في هذا الوقت، أن يعاد إصدار بيان رسمي باسم الدول العربية، يعلن رفض "صفقة القرن"، أو أي خطة تنتقص من الحقوق الفلسطينية، واي تجاوز لبنود "مبادرة السلام العربية" بما فيها "التطبيع" مع الاحتلال، الذي زادت وتيرته مؤخرا، لمنع الإدارة الأمريكية من التحرك العملي مع دول عربية، لتطبيق بنود الصفقة.

وكشف مسؤول فلسطيني عن رفض عباس، تلقي مكالمة هاتفية، من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، خلال الأيام الماضية. وقال: "كانت هناك محاولات من ترامب لإجراء محادثة هاتفية مع عباس، ولكن الأخير رفض ذلك".

وهوت العلاقات الأمريكية الفلسطينية إلى الحضيض، بعد قرار ترامب في 2017 المتعلق بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للإحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها، ثم قطع واشنطن مساعداتها المالية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وأعلن عباس، مرارا، رفض الفلسطينيين لـ"صفقة ترامب"، لأنها تُخرج القدس واللاجئين والحدود من طاولة المفاوضات.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "صفقة ترامب" ستشمل "فترة تحضير" مدتها 4 سنوات انطلاقا من قناعة أمريكية بأن عباس سيرفض تنفيذها، "لكن ربما يقبلها خليفته".

وبالتوازي مع خطة التحرك السياسية، بدأت عمليا خطة التحرك الميدانية الشعبية على الأرض، وذلك بإقرار فعاليات عدة، تشمل جعل الثلاثاء "يوم غضب شعبي".

هذا وبدأت "فتح" في قطاع غزة بعقد اجتماعات مع قيادة الفصائل، لإقرار سلسلة فعاليات شعبية مناهضة للخطة الأمريكية.

وفي هذا السياق، قال ماجد الفتياني، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح: "الاحتلال سيكون في وضع صعب خلال الأيام القادمة، إذا أقدمت الإدارة الأمريكية وسلطات الاحتلال على تطبيق بنود ما سيعلنه ترامب"، مؤكدا أن أحدا من الفلسطينيين لن يتعاطى مع الخطة التي لا تلبي الحقوق الفلسطينية، وأضاف: "ستفجر الأرض الفلسطينية وربما ساحات أخرى، في وجوه الذين يريدون المساهمة في تنفيذها".ملوحا بخيار "حل السلطة"، في حال جرى تطبيق الخطة، وقال: "السلطة ستكون خلف ظهورنا إذا أقدمت الإدارة الأمريكية على تنفيذ خطتها، وطبقت إسرائيل أيا من هذه الإجراءات على الأرض".

من جهتها دعت حركة حماس، السلطة لترجمة رفضها لـ"صفقة القرن" إلى خطوات عملية، وقالت: "خطورة المرحلة والإعلان المرتقب لصفقة القرن، يُحتّم على رئيس السلطة التقاط مبادرة رئيس المكتب السياسي للحركة (إسماعيل هنية) وعقد لقاء مع كل الفصائل".

وكان هنية أكد رفض الحركة لمؤامرة صفقة القرن واعتبر "معركة التراجع فيها حراما علينا"، وأعلن جاهزية حماس للقاء عاجل مع فتح وجميع الفصائل في القاهرة.

وطالب واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير القيادة باتخاذ خطوات عملية ترتقي الى مستوى التحديات الخطيرة التي تواجه حقوق الشعب الفلسطيني". ومن ضمنها، "انهاء المرحلة الانتقالية والتي تعتبر السلطة نتاج لها و"علينا وقف كل اشكال العلاقات والاتفاقيات مع الاحتلال بما فيها سحب الاعتراف باسرائيل ..ووقف كل اشكال العلاقات السياسية والامنية بما فيها التنسيق الامني".

بدورها، دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية لاعتبار اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء، أيام غضب في جميع الساحات، وجاءت هذه الدعوة عقب اجتماع طارئ للجنة امس بمكتب فتح بغزة، نوقش خلاله سبل المواجهة الوطنية والشعبية الشاملة للإعلان الأمريكي المرتقب عن صفقة القرن.