نايل هاشم المجالي
ليس هناك بين الناس اي شخص لا ضمير له حيث ان الضمير كالشخصية موجود في كل انسان ، ولكنه يختلف في الاتجاه الذي يتجه اليه وفق مصلحته ، اي انه ضمير متحيز لفرد او الى جماعة يرى فيهم مستقبلة ومصلحته وفائدته .
فعقل اي انسان اياً كان موقعه ومكانته ليس حراً كما نعتقد ، فهو محصور باطار فكري متغلغل في اعماق عقله الباطن ومرتبط بالضمير حيث القيود النفسية والاجتماعية والسياسة ، فهو من خلالها يرسم توازناته للحفاظ على مكانته ومنصبه حتى لو كان يرى الخطأ خطأً ففي سبيل مصلحته يتناسى عن كل شيء ويرى الخطأ صواباً مخالفاً لضميره .
فالحقيقه اصبحت تأخذ جانباً نسبياً اكثر منه جانباً موضوعياً، فيختار الشخص طريقه التفكير التي تناسب موقفه من اي ازمة او حدث او اي طرح ،وهذا ينعكس عليه من حيث عدم قدرته على تطوير ذاته ، التي اصبحت محكومة ومقيدة في اتجاه ومسار واحد .
ففي ظل الانفتاح الفكري والوعي الجماهيري تصبح هذه الشخصية مكشوفة لدى الكثيرين ، ويصبح كأنه يسير على الجمر او المشي على الزجاج المهشم فلقد اصبح تطور المجتمع البشري ناجم عن المنافسة الحادة بين الافراد وبين تلك الشخصيات سياسية او اجتماعية وغيرها والتي تدفع كل شخص لان يبرع ويتفوق على غيره بالطرح والحلول للازمات .
فالتطور يبنى على الطرح السليم الواقعي وليس الطرح الذي فيه مجاملات او ارضاءات ومحاباة ، لذلك هناك شخصيات قد فشلت في حياتها العملية لانه كانت مملوكة فكرياً لاطراف اخرى تسيرها وتتحكم بطرحها حتى لو كان مخالفاً للواقع والحقيقه والمصلحة العامة ومخالفاً لضميره .
وهؤلاء ينجحون بالحصول على المناصب على اكتاف الناجحين الغيورين على المصلحة العامة أي أن هناك قيود اصبحت تكبل عقولنا اثناء التفكير وهي بمثابة عراقيل في طريق النجاح لتجاوزالازمات والتحديات ، والكبت الفكري يعيق التقدم والانجاز ويبقى الشخص يعيش صراعاً داخلياً نفسياً وفكرياً من اجل اخراج الرغبات المكبوتة في داخله .
لذلك نجد شخصيات انعكست في طروحاتها على مبادئها التي كانت تسير عليها اثناء عملها بمجرد مغادرته لمنصبه .