حسين الجغبير

السياحة من جديد.. متى ننطلق؟

نبض البلد -

حسين الجغبير

طرق جلالة الملك مجددا باب السياحة، وأكد خلال اجتماع الاسبوع الماضي على أهمية الالتفات لها، وهي قد حققت نجاحات كبيرة العام الماضي، بعد رفعت نسبة النمو بها لتطال نحو الـ 10 %.

في معظم الدول، خاصة غير النفطية أو المصنعة، تعتبر السياحة هي السبيل الأنسب لتحقيق دخل مالي يساهم في النمو الاقتصادي، فتسعى إلى اقامة المشاريع الاستثمارية السياحية، والاهتمام بالبنية التحتية، وخلق أفكار جديدة بهدف جذب السواح من كل أصقاع المعمورة، تنفذ خطط تحفيزية، ما يساهم في الحد من البطالة، بعد أن تكون وفر هذا القطاع فرص عمل للجميع.

الشباب، قال جلالة الملك أنه لا بد من تحفيزهم نحو هذا القطاع، وقد شاهدنا سابقا أمثلة بسيطة لعدد من المبادرين والرياديين الذين اقدموا على تنفيذ مشاريع سياحية بسيطة ساعدتهم على تحقيق أهدافهم وأدرت عليهم مدخولات مالية تنقذهم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الأردنيين، وندرة الوظيفة في القطاع العام، وصعوبة توفرها في القطاع الخاص.

نقابة الأدلاء السياحين دعت الأسبوع الماضي الطلبة إلى دراسة السياحة نظرا للنقص الحاد في عدد هؤلاء، وتحدثت عن أن دخل الدليل السياحي شهريا يصل إلى 5 الاف دينار، وهو مبلغ كبير في الأردن، قادر على توفير حياة رغدة لمن يمتهن هذه الوظيفة، ويتقدم بها.

للأسف طلبتنا ما تزال عقولهم مرتبطة في تخصصات مشبعة، يتخرجون ليجدوا أنفسهم عبارة عن أرقام في ديوان الخدمة المدنية، ينتظرون دورهم لسنوات وسنوات، وخلال هذه الفترة يسابقون الزمن للحصول على وظيفة في القطاع الخاص، ليصطدموا بأنه يطلب شهادة خبرة، ومن أين لهم هذه وهم لم يعملوا من قبل.

المملكة زاخرة سياحيا، وتنفرد بطبيعة خلابة، وبطقس جذاب خصوصا للأشقاء من الدول الخليجية الذين يعانون من درجات حرارة مرتفعة، ورطوبة عالية في فصل الصيف، لذا يجب استغلال ذلك في ظل الأزمات التي تعاني منها دول سورية ولبنان، وهي الدول التي كانت أكثر جاذبية لهؤلاء من الأردن.

علينا أن ننفق في التسويق السياحي، فالأردن من أقل الدول انفاقا على ذلك، والأرقام المسجلة تقل كثيرا عن تلك التي تخصصها دولة مثل تركيا على سبيل المثال، وهذا يعني أننا غير قادرين على الوصول إلى السائح في موطنه، وبالتالي فستكون وجهته دول أخرى لسنا من بينها.

كما لا بد من تطوير البرامج السياحية في المملكة، بحيث تكون خلاقة وأكثر جاذبية، نستهدف بها جميع الفئات العمرية، فالطلبة العرب الذين يدرسون في الأردن مثلا، لا بد من استثمار تواجدهم هنا وجذبهم للقيام بجولات سياحية تساعد زيادة عدد السواح لكافة مناطق المملكة.

إن الحديث عن الاهتمام بالسياحة يجب أن لا يمر مرور الكرام، ولا بد من الاسراع بذلك والبدء بتحسين البنية التحتية للمواقع السياحية، التي تعاني الأمرين، فلا بد من خطة استراتيجية قابلة للتطبيق من شأنها دفع العجلة السياحية نحو الامام وبالتالي تحقيق النمو الاقتصادي الذي تعاني الحكومات من ضعفه، وهو المؤثر الأكبر على موازنة الدولة.