في مقالتي السابقة اذكر باستمرار الحاجة إلى خطة وطنية في حل قضايا البيئة يشارك بها الجميع وهو مطلب وطني وانساني هدفه الحفاظ على البيئة ولن يكون ذلك ولن يتم الا بالانتماء لبيئة اردننا الغالي ،وتحقيقاً لرسالة جلالة الملك المعظم عبد الله لثاني في مشاركة الجميع.
وبعد تحرير وزارة البيئة من عبء وزارة الزراعة، والتي كانت تستنفد نصف وقت وجهد الوزير السابق في وزارته الأولى التي جمعت البيئة والزراعة، بدانا نشعر بوجود وزارة البيئة على الساحة ، والتي بدأت بجهود وزير البيئة الدكتور صالح الخرابشة، بمجرد صدور الإرادة الملكية السامية، والبداية بتصريح من معاليه قال فيه: " أننا نعاني من مشاكل وتحديات بيئية مختلفة سببها الأول قلة الوعي البيئي، ولابد من العمل على ايجاد الحلول المناسبة لها".. هنا استطيع القول ان الوزير الخرابشة قد نجح في وضع يده على الجرح ، وهو يعلم اين يكمن الألم .. حتى تحول هذا الكلام الى تطبيق على ارض الوقع عبر صدور قرار وزارة البيئة بحظر إنتاج الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل والذي تم تطبيقه على التجار نتيجة الأضرار التي تتسبب بها الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل على قطاع الثروة الحيوانية، وأثرها السلبي على قطاع السياحة، إضافة إلى تراكمها في مناهل تصريف مياه الأمطار.. ولم يكتفي وزير البيئة بهذه الحملة بل حمل اوراقه وبداء زيارته لتفقد اوضاع الجمعيات البيئية في الوسط والشمال والجنوب يستمع الى معاناتهم ،والاطلاع على أهم المشاريع التي تقوم بها الجمعيات بالشراكة مع الوزارة والاستماعإلى الملاحظات والمقترحات لتحسين سير العمل وتعزيز الشراكة وإنفاذها على أرض الواقع للوصول إلى النتائج المرجوة بشكل ملموس.
ولم تمضي ايام وتعلن وزارة البيئة انطلاق الخطة الوطنية للتوعية البيئية التي تهدف إلى رفع درجة الوعي والتثقيف البيئي لدى المواطنين من فئات المجتمع جميعها ، ودعوة الجمعيات البيئة المشاركة في حفل الانطلاق الذي يقام على مسرح مركز الحسين الثقافي .
هنا أرفع قبعة الاحترام والتقدير للجهود الجبارة التي يقوم بها وزير البيئة الدكتور صالح الخرابشة وفي وقت قياسي ، ومشاركة الجمعيات البيئية التي كما ذكرت بعضها كان يعاني من عدم الاهتمام والتهميش ومصيرها الإغلاق بعد شهور من ترخيصها لعدم مقدرتها على الاستمرار!! .
اتمنى من وزير البيئة الاهتمام أكثر بالجمعيات البيئية في المحافظات الأقل حظًاً ، وتقديم الدعم لهم ، وتشجيع المشاريع البيئية من خلال مشاركتها وتحفيزها بالإضافة الى دعمها من صندوق حماية البيئة التابع للوزارة والذي للأسف ومن خلال الإدارات السابقة لم يواكبها العدل والمساوة وتكافؤ الفرص في الدعم للجمعيات البيئية في المناطق الأقل حظاً ، هناك مناطق مهمشة وأخرى محظوظة، ولا نريد أن تنحصر المشاريع البيئية في عمان فقط .. قانون صندوق حماية البيئة يقضي بدعم الأنشطة والمبادرات التي تساهم في حماية البيئة في كافة محافظات الوطن .
أكرر الشكر والتقدير لمعالي الدكتور صالح الخرابشة ، هو الطبيب الجراح الذي جاء لينقض الجمعيات البيئية من الموت ويعيد لها الأمل والاستمرار ، ولا أكتب كلماتي هذه من باب المجاملة، هناك بعض الأشخاص يفرضون علينا احترامهم بأخلاقهم فلا نجد حرجاً بأن نقول فيهم كلمة حق ووقفة إنصاف يستحقونه
mediacoverage2013@gmail.com