د. عصام الغزاوي.
بسبب احتجاج نشطاء استراليون زاروا الاردن العام الماضي على ما أسموه "العنف في طرق الذبح للخراف الاسترالية" من قبل بعض المواطنين في عيد الأضحى، طالبت الحكومة الاسترالية ببجاحة الاردن الإلتزام "بالتعامل الإنساني" للخراف التي تصدرها إلى المملكة، وحسن معاملتها ورعايتها خلال عمليات النقل والإيواء والذبح، وفقاً للتعليمات الدولية للرفق بالحيوان، معنى جميل وحضاري أن ينبري نشطاء استراليون للحديث عن التعامل الإنساني مع الخراف والعجول، وهذا المعنى الراقي تم التوجيه إليه من قبل ديننا الحنيف الذي جعل الرفق بالحيوان من مقتضيات الإيمان قبل 1450 عام، اقف اليوم مندهشا وانا اشاهد نفس السلطات الاسترالية تقوم بإعدام جماعي لألاف الجمال من خلال إطلاق الرصاص عليها بواسطة محترفين يحلقون بطائرات هيليكوبتر بحجة المحافظة على البيئة وسط تجاهل النشطاء وجمعيات الرفق بالحيوان الذين اعترضوا على ذبح الاضاحي عن هذه ”المجزرة الوحشية”، أقول وبأسف شديد ربما المعاملة الانسانية الاسترالية لا تشمل الإبل العربية، حالها حال الانسان العربي، والا لماذا لا يُطبق قرار الاعدام على الكوالا والكنغر الاسترالي ايضاً !! استوردت استراليا الجمال للمرة الأولى سنة 1840 بهدف استكشاف الصحراء الأسترالية، وكان لها الفضل بفتح طرق الإمداد والنقل والاتصال بين التجمعات السكنية المعزولة في الصحارى الشاسعة، مما جعل التنمية الاقتصادية للمناطق القاحلة من أستراليا أمرا ممكناً، وبلغ ما تم استيراده من شبه الجزيرة العربية والهند وأفغانستان في الفترة بين الاعوام 1870 - 1920 حوالي 20 ألف جمل، وبما أن الاستراليين لم يكونوا على دراية بهذا الحيوان الجديد جُلِبَ مع هذه الإبل حوالي ألفي راعي من المناطق نفسها، الذين رغم انتمائم الى بلدان مختلفة وثقافات مختلفة كان يجمع بينهم دين الاسلام وكانوا نواة الجالية الاسلامية في استراليا، حالياً يتراوح عدد هذه الإبل ما بين مليون ومليون ومئتي ألف جمل المفروض ان تقوم حكومات الدول التي استوردت استراليا الجمال منها والمنظمات التي تعني بالتعامل الانساني والرفق بالحيوان بالإحتجاج والضغط على الحكومة الاسترالية لوقف هذه المجزرة البشعة التي تتنافى مع القيم الإنسانية لأنه لا يمكن تحقيق حياة سليمة عبر العنف ضد الحيوانات والطبيعة !