د. غيداء القلاب
في هذا العالم أمور كثيرة.. تتمعن فيها..وتحدق جيدا.. فتراها تختلف كثيرا عن الصورة التي رسمتها مخيلتك...
تتداخل الاشياء في بعضها.. تتشابك الخطوط.. تعجز الأفكار.. تموج الحروق وتموت الارواح...
أرواحنا تخدش بلحظاتنا.. تُكسر بأحلامنا .. تضيع بآهاتنا .. تنازع أصابعنا.. تختنق أقلامنا.. تصفرّ أوراق أفراحنا ...
تصبح اجمل لحظات عمرنا خريفيه ماضيه.. وأبشعها واشدها قرباً لوحل الألم ربيعا حاضرا في ذاتنا ...
خُدشت ايادينا.. جرحت بأنامل الغدر والخيانه.. تمزقت حروفنا .. تناثرت بين فوانيس النهار .. تحتضر سطورنا ...
وتسقط شبابيك عمرنا وزجاجه في ازقة شوارع روحنا ...
تتطاير ابتساماتنا.. ترن اصداء ايامنا.. تدق عيون الماضي على سراب عمرنا الذي نعيش عليه...
نقاط تتبع نقاط.. وثم حرف.. كلمات .. وآهات .. أصداء .. وآلام.. لا تستطيع الاوراق مهما كتبنا عليها ان تخرج هذا الشيء الذي يقطن داخلنا ويحتل كل جميل في الاعماق.. ويستعمر اوردة قلوبنا .. ويقطع شرايينه .. احاسيسا على الاوراق.. حروف .. او ما يكون .. لتقل ميزانية الاهات في المستقر ..
ان تتلاشى ارواحنا .. ويبدأ المجهول ببناء نفسه كلمات تجرح .. تقتل .. تخنق.. تحاصر.. تُقيّد .. امر يجعل الحياة بمرها .. بأشواكها التشرينيه.. بترانيمها الكسلى .. شيء يستحق ان يُعاش.. ويحيا فيه الانسان بكل قوته .. لنقتلهم .. تنتقم منهم بأسلوب يجعلهم يندمون من ان جروحنا كمانٌ منهمر ...
أزقة شوارع روحنا مهمله ... تَعِبَه .. ولكنها تستحتق ان نمتلئ بالتحدي.. ان تُعاش هذه الازقه بالنغم وموسيقى ايقاعها غافٍ ...