"فتح" تساوم البرغوثي.. التخلي عن الترشح للرئاسة مقابل ترؤس قائمتها بانتخابات التشريعي

نبض البلد -

في ظل تحركات للإفراج عنه.. مروان البرغوثي محور تجاذب "فتحاوي"

نبض البلد - وكالات

على رغم توقّف عجلة المفاوضات في ما يتصل بصفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال، يدور حراك في مكان آخر عنوانه، الضغط لإدخال مروان البرغوثي في قائمة الأسماء، في ظلّ تليين القاهرة موقفها الذي كان رافضاً في زمن المسؤول السابق للمخابرات المصرية، الراحل عمر سليمان، من تشدّد في ألّا يكون اسم البرغوثي ضمن «صفقة شاليط» (2011) بحجة الرفض الإسرائيلي المتوقع وإجرائها مقاربة أخرى للأزمة "الفتحاوية" الداخلية.

وتقول مصادر "فتحاوية" انه منذ بدء الحراك السياسي حول الانتخابات الفلسطينية، شرعت شخصيات من اللجنة المركزية لحركة فتح وأخرى خارجها في عقد لقاءات مع مسؤولين مصريين، بهدف الطلب إليهم الضغط على العدو حتى يقبل إدراج القيادي "الفتحاوي" البارز مروان البرغوثي، في أيّ صفقة تبادل مقبلة. وتأتي هذه المطالبات بالتزامن مع إعلان البرغوثي نيّته الترشح للانتخابات الرئاسية، على رغم لقاء الرئيس محمود عباس، زوجته نهاية الشهر الماضي، وإيصاله رسائل في اتجاه معاكس.

وتوضح المصادر، أن "مركزية فتح" أرسلت عرضاً عبر محامي البرغوثي إليه، تساومه فيه على التخلّي عن المشاركة في الانتخابات مقابل ترؤسه القائمة "الفتحاوية" في الانتخابات التشريعية، وهو العرض نفسه الذي سبق أن قدّمته قيادة الحركة إليه عام 2006، وقَبِله البرغوثي آنذاك نظير وساطات تجريها السلطة للإفراج عنه في حينه. وهي مساع لم تلقَ اهتماماً كافياً، "بل تعرّض لإهمال الجهات الرسمية" في ذلك الوقت.

حاتم عبد القادر القيادي في "فتح" اكد بقوله إن "لدى البرغوثي توجّهاً ونية للترشح".

وكان ممثلون عن جمعيات المجتمع المدني وبعض الفصائل قد طالبوا وفداً من الأمم المتحدة، خلال زيارته لغزة قبل أسابيع، بالحديث مع "الإسرائيليين" كي يسمحوا للأسرى عامة بالمشاركة في الانتخابات ترشحاً وانتخاباً، وهو ما تلقّفته المخابرات المصرية التي تبنّت مطلب إدراج البرغوثي ضمن القوائم، وفقا لذات المصادر.

وتأثرت العلاقة بين البرغوثي وعباس منذ إعلان الأول "إضراب الكرامة" في 2017؛ إذ حمّلت أوساط مقربة منه "الرئيس" مسؤولية إحباط الإضراب.

يأتي ذلك في وقت لم يعد فيه خافياً وجود خلافات بين شخصيات في "المركزية"، ظهر بعضها أخيراً على السطح في تغريدات متداولة لوزير الشؤون المدنية حسين الشيخ من جهة، ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب من جهة أخرى، ليصير البرغوثي بيضة القبان في التحالفات الجديدة.

وهنا، تكشف المصادر نفسها أن الرجوب، الذي تصالح مع القاهرة منذ مدّة، التقى في الأسبوع الماضي مسؤولين مصريين، وأبلغهم تأييده وترحيبه بترشّح البرغوثي كشخصية متوافق عليها في الحركة، خلافاً لموقفه السابق. فالرجوب يشتكي من تحالف يجمع الشيخ ورئيس المخابرات ماجد فرج ورئيس الحكومة محمد اشتية، الذين يريدون اشتية خلفاً لأبي مازن، ولذلك قرر تعديل موقفه، كما أنه بادر إلى الاتصال بالبرغوثي في السجن وزيارته أكثر من مرة.

وكان لافتاً أن تعثّر التفاهمات عبر الوسيط المصري تزامن مع لقاءات بين مسؤولين في السلطة وممثلين عن (الشاباك)، نتج منها إصرار إسرائيلي على رفض إدراج اسم البرغوثي، ما يوحي بضغوط أوقفت الصفقة.

وعن موقف «حماس»، يقول عبد القادر إن هناك تمسّكاً من الحركة بإدراج البرغوثي في أيّ صفقة مقبلة، وهو ما يتقاطع مع الرؤية المصرية الجديدة. كما قلّل من أهمية تدخل "رام الله" للحيلولة دون الإفراج عن الرجل، "لأن الموضوع لدى حماس". لكن مصادر متعددة في الحركة تنفي وجود حراك حالي في ملف التبادل بسبب التعنت الإسرائيلي، مؤكدة رفض تل أبيب إدراج البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، في القوائم.