نايل هاشم المجالي
لقد ولدنا ونحن تحت رعاية الابوين لتوجيهنا الوجهة السليمة والسلوك السوي القائم على القيم والمباديء والاخلاق وحسن التعامل والصدق ، كذلك الامر في المدرسة والمجتمع والمساجد عند الصلاة نستمع الى خطب تحمل الموعظة والحكمة وقصص الانبياء ، كذلك الندوات والمحاضرات اي ان هناكمن يرعى عقولنا اثناء المسيرة في هذه الحياة ، اي ان هناك اشخاص بارعون في صناعة التوازن الحيوي بين الشك والانفتاح ، في كل ما يجري من حولنا من افعال وازمات ومعطيات في عالم اصبحت الشياطين تسكنه هنا وهناك ، فالتوعية والارشاد شمعة في الظلام فالنور يواجه الاكاذيب المبطنة المزروعة في الظلام .
فهناك اشخاص محترفين في كشف الهراء والخداع الذي من الممكن ان يتعرض له الانسان سواء من المتعصبين او اصحاب الاجندات الخاصة ، وهناك من يسعى الى تحصين العقل لمنع اختراقه من قبل الاكاذيب عندما يتعرض الى ارهاب فكري او افكار مضللة ، دون ان يتأكد الفرد من مصادر تغذية تلك الابواق المشبوهة او مناقشتها بكل موضوعية ، وجمع الادلة واعطاء الحجج وزناً كافياً من التحليل والتقييم من منا لا يخطيء لكن الاسلم ان نصحح أخطائنا فلكل فرضية تفسير .
وهناك اختبارات منهجية نستعملها لدحض اية افتراضات غير ملائمة ، فهناك فرص وطرق كثيرة للوصول الى الاجابات الصحيحة ، مما لو كنت قد صدقت اي طرح او قول او فرضية خطرت ببالك وظننت انها صحيحة ، او هناك من سعى لادخالها في فكرك لتعشعش طويلاً دون معالجة .
فالعاطفة يجب ان لا تتعلق بالفرضية بل هي محطة للسعي وراء المعرفة الحقيقية ، فهناك حقائق لا نعرفها الا عند السؤال والاستفسار للحصول على الاجابة ، فهناك تناقض وتنافس في الطروحات وعلينا ان نكون قادرين على التمييز بينها ، وهناك فرضيات مزورة وهناك فرضيات غير قابلة للنقض .
والانسان يستيقظ يومياً باحثاً عن راحة البال ويكمن في نفسه كنوز في صندوق محكم اقفاله عليه ان يكتشفها لتبني راحة البال والسعادة ، رغم كل المنغصات والازمات فالانسان خلق ليتكيف مع بيئته مهما كانت صعوبتها .
Nayelmajali11@hotmail.com