الأردنيون وأمنيات عام2020"

نبض البلد -
نبض البلد -خوله كامل الكردي

جاء العام الجديد، وقلوب الأردنيون مفعمة بأن يكون عام خير وانفراجة للعديد من التحديات التي تواجههم، وعلى رأسها الوضع الاقتصادي والذي ما زال يمر في نفق صعب، فالبطالة كانت ولازالت الهم الأكبر للعديد من الشباب، وإلى الآن لم توضع الحلول المناسبة للقضاء على هذه المشكلة، والتي باتت تؤرق المجتمع الأردني، و قد باتت الحاجة ملحة إلى تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية، لإيجاد مخرج يرضي طموحات جمهور الشباب وبما يتلاءم والقدرات الحكومية المتاحة، فالبرغم من التوصيات والمقترحات التي وعدت بها الحكومات المتعاقبة للحد من البطالة، إلا أنها لا تزال حبيسة الادراج لم يتم الأخذ بها بصورة جادة.

أما بالنسبة للوضع التعليمي، والذي هو بحاجة إلى الارتقاء بنوعيته وأهدافه ووسائله، فاضراب المعلمين كان بمثابة ناقوس تحذير ، إلى ضرورة اعتماد رؤية حكومية واضحة، وارساء قاعدة مدروسة من القوانين والأنظمة، لتدعيم العملية التعليمية بجميع عناصرها، والقيام بعملية تجديد وإصلاح للمنظومة التعليمية. 

من جانب آخر، من الأهمية بمكان العمل وبصورة حثيثة للنهوض بنوعية الخدمات المقدمة للمواطنين وعلى قاعدة "الوطن للجميع"، فبعض الشوارع تحتاج إلى إعادة إصلاحها وصيانتها، للمساهمة وبشكل مباشر للحد من الحوادث المرورية، وبالتالي الحفاظ على ارواح المواطنين، فقد اصبحت الحوادث المرورية هاجس يؤرق الانسان الاردني. 

من ناحية اخرى، ان تعزيز مفهوم "الثقافة البيئية" و ذلك بنشر الوعي بين افراد المجتمع أصبح من الأمور الهامة في العصر الحالي،  وتوجيههم باهمية المحافظة على البيئة، وامدادهم بالمعرفة الكافية في كيفية القيام بذلك، وتوحيد الجهود الحكومية و جهود المنظمات المحلية والدولية لمكافحة التلوث البيئي والاحتباس الحراري.

ولا يمكن هنا التغاضي هنا عن دور العامل الاردني، وحاجته إلى تصميم خطة لتدعيم دوره في المجتمع، وهذا طبعا منوط بوزارة العمل، بتفعيل القوانين بخصوص حقوق العامل، ووضع الحد الادنى للاجور موضع التنفيذ، بحيث لا يهضم حق العامل وصاحب العمل على حد سواء، والأخذ بعين الاعتبار وبشكل اساسي المعاناة التي يعانيها العامل في سبيل بناء الوطن، فهو الحامل لراية البناء والتعمير والتشييد في المجتمع، مع ضرورة مشاركة نقابة العمال الأردنية في اي تصور لإصلاح أوضاع العمال، بالتنسيق مع وزارة العمل.

وبناءا على ما سبق، التعويل كبير على مؤسسة الخدمة المدنية، لسن انظمة تصب في صالح المواطن، بحيث تعمل على تيسير حصوله على الوظيفة التي تناسب وشهاداته وخبرته العملية، وسد الطريق امام اي محاولة للالتفاف على تلك الانظمة، والتماهي مع مطالب ورغبات طالب الوظيفة بشكل واقعي، كي يتم استيعاب اكبر عدد منهم، بالتوازي مع إبرام اتفاقات وتفاهمات مع القطاع الخاص للقيام بدورها خير قيام.

ختاما كثيرة هي أمنيات الأردنيون في العام الجديد، وكثيرة هي الوعود المقدمة لهم، وقليل تنفيذها، فهم ينتظرون افعال لا اقوال، تطبق على ارض الواقع، ويتلمسون آثارها ونتائجها في جميع نواحي حياتهم، حتى يشعروا بالطمأنينة على مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة