رسالة من البابا فرنسيس في عيد الميلاد

نبض البلد -
نبض البلد -

يوجه البابا فرنسيس، الأربعاء، رسالته التقليدية السنوية بمناسبة عيد الميلاد للسنة السابعة منذ بدء حبريته، التي يتوقع أن يستعرض فيها النزاعات في العالم، أمام الآلاف في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

ويلقي الحبر الأعظم هذه الرسالة التقليدية إلى "المدينة والعالم” مرتين في السنة، في عيدي الفصح والميلاد.

وفي رسالته السابقة هذه السنة، في 21 أبريل/ نيسان الماضي، عبر البابا عن "حزنه” بعد اعتداءات سريلانكا، التي أوقعت أكثر من 250 قتيلا وحوالي 500 جريح في أحد الفصح، مؤكدا قربه من "كل ضحايا عنف وحشي كهذا”.

ووجه البابا، حينذاك، نداء أيضا من أجل "وقف القتال، الذي يدمي ليبيا” وعبر عن أسفه لوقوع الشعب السوري "ضحية نزاع يطول”، كما تحدث عن أطفال اليمن الذين "أنهكهم الجوع والحرب”.

وفي عظة عشية عيد الميلاد مساء الثلاثاء، شدد البابا، أمام الآلاف الذين احتشدوا مثل كل عام في كنيسة القديس بطرس في روما، على الحب "غير المشروط” و”المجاني” في مواجهة منطق المتاجرة.

وقال رأس الكنيسة الكاثوليكية، التي يبلغ عدد أتباعها 1,3 مليار نسمة في العالم، إن "عيد الميلاد يذكرنا أن الله يحب جميع البشر حتى أسوأهم”، وأضاف أن "حبه غير مشروط” و”بلا مقابل”.

وتابع الحبر الأعظم "علينا ألا ننتظر أن يصبح الآخر جيدا لنقدم له الخير، وأن تكون الكنيسة مثالية لنحبها، وأن يقدرنا الآخرون لنخدمهم، لنكن لمبادرين إلى ذلك” في عالم "يبدو فيه أن كل شيء يستجيب لمنطق أن تعطي في مقابل أن تأخذ”.

وأكد البابا الأرجنتيني، الذي احتفل مؤخرا بعيد ميلاده الثالث والثمانين، أن "نتغير وتتغير الكنيسة ويتغير التاريخ عندما نبدأ في عدم الرغبة في تغيير الآخرين، بل تغيير أنفسنا”.

واحتفل مئات المسيحيين بالقرب من كنيسة المهد، حيث ولد يسوع المسيح، حسب التقليد المسيحي، في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، بعيد الميلاد مطلقين الاحتفالات بهذه المناسبة.

وتابع مئات المسيحيين الآخرين القداس من خارج الكنيسة عبر شاشات.

وقال المطران بييرباتيستا بيتسابالا المدبر الرسولي لبطريركية القدس للاتين، الذي ترأس قداس منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا المحاذية لكنيسة المهد، "في عيد الميلاد العالم أجمع ينظر إلينا، ينظر إلى بيت لحم” .

وكان المطران بيتسابالا صرح، للصحفيين قبل القداس، "إنه وقت عصيب، ولكن هناك سبباً للأمل، عيد الميلاد بالنسبة لنا هو للاحتفال بالأمل”.

ومنذ الإثنين اكتظت ساحة المدينة، الواقعة مقابل كنيسة المهد، بحشد كبير يضم العديد من الأطفال الذين ارتدوا لباس بابا نويل.

وعند وصول المطران بيتسابالا استقبله السياح عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم وعزفت فرق الكشافة الموسيقى، بينما اصطف داخل كنيسة المهد، الحجاج الذين قدموا من إيطاليا والهند وتنزانيا وغيرها، لزيارة المغارة.

وقرعت فرق الكشافة الفلسطينية الطبول ضمن استعراضات كشفية خاصة بالمناسبة.

وحضر القداس مسيحيون من قطاع غزة، لكن عددهم سيكون أقل من السنوات الماضية، إذ إن إسرائيل لم تمنح سوى عدد قليل منهم تصاريح لدخول الضفة الغربية المحتلة.

وقال الناطق باسم مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأراضي المقدسة، وديع أبو نصار، إن إسرائيل سمحت لنحو 300 شخص فقط بمغادرة قطاع غزة لهذه المناسبة، من أصل 950 طلبا، وأضاف "على الرغم من كل التحديات والصعوبات والألم والمشاكل التي تواجهنا، ما زال لدينا أمل في الله والشعوب”.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 2006، والقطاع مفصول جغرافيا عن الضفة الغربية.

في الفيليبين، يفسد الإعصار "فانفون” يوم عيد الميلاد أهم مناسبة في العام في هذا البلد ذي الغالبية الكاثوليكية، وقد اضطر آلاف الفيلبينيين للبقاء في منازلهم، بينما علق آخرون في مرافئ أو مراكز إيواء.

وكما يجري كل عام، وجه عدد من القادة رسائل عيد الميلاد التقليدية.

فقد دعا العاهل الإسباني، فيليبي السادس، في خطاب ألقاه في القصر الملكي، إلى الاتحاد، مشيرا إلى أزمة كتالونيا، وحض ملك إسبانيا مواطنيه على الابتعاد عن "الانقسامات”، التي "تضعف تعايشنا”.

وتحدث عن "زمن يسوده شك كبير وتغييرات عميقة وتسارع في الكثير من المجالات ما يثير قلقا في المجتمع”، مشيرا إلى أن "تراجع ثقة العديد من المواطنين في المؤسسات، وكذلك كتالونيا، هما من القضايا التي التي تثير قلقنا”.

من جهتها، اعترفت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بأنها شهدت سنة "مليئة بالعثرات”، ودعت البريطانيين إلى تجاوز انقساماتهم، وقالت في دعوة إلى المصالحة في بلد منقسم بسبب بريكست، إن "خطوات صغيرة تم القيام بها بإيمان وأمل يمكن أن تسمح بتجاوز الخلافات القديمة والانقسامات العميقة لجلب الانسجام والتفاهم”.

أما في باريس، وللمرة الأولى منذ أكثر من قرنين، لم يجر قداس ليلة الميلاد في كاتدرائية نوتردام، فقد أحيا المسيحيون الكاثوليك عيد الميلاد في كنيسة تبعد مئات الأمتار عن الكاتدرائية المغلقة منذ الحريق الذي دمر أجزاء منها.

وفي فرنسا أيضا، أفسد إضراب قطاع النقل المستمر منذ نحو ثلاثة أسابيع، احتجاجاً على تعديل نظام التقاعد، خطط السفر لعشرات آلاف المسافرين، الذين حصلوا على تذاكر السفر لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى وجهاتهم في الوقت المناسب.

وفي أستراليا، أصيب عشرات الأشخاص في أحد المجمعات التجارية بجروح بسبب تدافع من أجل شراء الهدايا.