الدمج الأمني يعزز المناعة ضد الإرهاب

نبض البلد -

فايز شبيكات الدعجه

من المتوقع ان تفضي عملية الدمج الأمني فيما تفضي اليه الى زيادة تعزيز المناعة الوطنية ضد الإرهاب خاصة مع الوفر الهائل في الإمكانيات المادية والبشرة الهائلة الناجمة عن الدمج إضافة لرفع مستوى التنسيق وتوحيد القيادة وجهة اصدار الامر.

ثمة ما يثبت أن الإرهاب ليس طارئا ، وان اختفاء الأنشطة الإرهابية هو اختفاء ظاهري ،وتوقفها لا يعني نهايتها بالضرورة وذلك بالنظر الى سياقها التاريخي ،وارتباطه بمفاهيم ودوافع عديدة وأسباب معقدة منتجة للتطرف والشذوذ الفكري والسلوكي ، وهي حالة انحراف بشري مزمنه شديدة الإصرار عانت منها المجتمعات البشرية على مر العصور، ولا تزال أصولها الحقيقية تبرر الممارسة الإرهابية، ما يعني ان الاعتقاد بالانتصار المطلق على التطرف او التوصل الى حلول نهائية موضع شك مؤكد .

عادة ما تؤدي حالة السكون الإرهابي الى ما يسمى بالارتخاء الأمني ،وما يصاحبها من مظاهر السكون وتخفيف حدة الإجراءات المحورية المانعة للجريمة الإرهابية ،خاصة بعد انقضاء فترة متشنجة حافلة بالتطورات والاحداث المخلة بالاستقرار ،واتجاه مؤسسات الامن الى التركيز على مهام وخدمات روتينية أكثر نعومه واقل توترا ترى انها ضرورية وكانت قد انشغلت عنها لملاحقة شؤون اكثر خطورة وأهمية ،ويدخل في نطاق هذا المفهوم الممارسات الجنائية ،واغلب الظن ان هذه الحقيقة يدركها الجناة ومن ضمنهم الإرهابيين بطبيعة الحال. لكن الهيكلة الأمنية الجديد ستنهي أي حالة اختلال في هذا الجانب المهم .

تعزيز ثقافة اليقظة الدائمة وتجويد الأداء الأمني ستكون محور المرحلة القادمة فيما قد تأكد من مضامين الرسالة الملكية السامية الموجهة لمدير الامن العام ،وتعني هذه الثقافة باختصار الوعي الدائم لحقيقة ان اختباء الإرهابيين اختباء مؤقت ومنشغلون بالإعداد والتخطيط وتحين الفرص ،استنادا لاستقراءات تاريخ تنظيمات الإرهاب والى ما تتضمنه التقارير العالمية الموثوقة من توقعات لقفز مستوى عملياتها ، والخوف من تمددها بخصوصيتها الفارقة الى نطاق أوسع ومحاولة فرض هيمنتها من جديد.

ووفقا لهذا ليس ثمة مجال للحراسة الوطنية بعين واحدة ، او الهبوط بمستويات اليقظة ،وفتح ثغره في السياج الأمني لدخول الإرهاب بأشكاله وممارساته المختلفة عندما تتولد قناعات بانحسار مساحته وتدني احتمالات عودته ،او شل حركته وعدم تمكنه من الضرب مجددا.

قيادة الامن العام التقطت الرؤية الملكية وبدأت بوضعها موضع التنفيذ وهي تدرك تمام الادراك ان الارتخاء الأمني ازمة خفية ، واحدى اهم الامراض المرصودة التي تصيب أجهزة مكافحة الإرهاب، وتكون ذات اثر سلبي على التجارب الناضجة وتضعف درجة التفوق على الأساليب المعاصرة للتنظيمات الارهابية ،وهي تقف وراء وقوع الاحداث المتكررة بسب خلل في اسس المناعة الوقائية والاحاطة الأمنية، واعتلال الوعي والجاهزية والاستعداد ،وفي ادراك الطبيعة الحقيقة للمتطرفين وأساليب ديمومة إدارة الحرب المحتدمة معهم