لم تتوقف سلطات الاحتلال منذ العام 1967 حتى اليوم عن عمليات الحفر التي تنفذها أسفل القدس المحتلة، والتي زادت عن 104 حفريات سعيا منها لتغيير طابعها العربي والإسلامي، وتهجير أهلها.
ووفقا للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، فإن الحفريات التي تجري تحت القدس منذ عام 1967، بلغت نحو 104 حفريات، منها 22 فاعلة، و4 تحت "الأقصى" وحوله و5 في سلوان، و5 في البلدة القديمة، و8 في مواقع مترفقة، و57 حفرية ونفقا تخترق المسجد الأقصى.
وحذرت من خطورة بناء مقبرة يهودية ضخمة أسفل المقبرة القديمة التي تمتد من جبل الزيتون وحتى بلدة سلوان، تبلغ مساحتها أكثر من 1600 متر مربع بعمق 50 مترا وتتسع لأكثر من 23 ألف قبر بتكلفة 90 مليون دولار.
ورصد تقرير الهيئة في مدينة القدس 29 مستوطنة، منها 15 في الجزء الشرقي والباقي في الغربي، أما حولها فهناك 43 مستوطنة على 46 ألف دونم تهدف إلى تغيير طبيعة القدس من خلال الحفريات والتهويدات الجارية على قدم وساق، فيما يحيط بالأقصى الآن 105 كنس يهودية، علما أن عدد المساجد بالقدس 107، منها 43 في البلدة القديمة، و95 كنيسة. وقال، إن عناصر من شرطة الاحتلال اقتحموا مسجد قبة الصخرة المشرفة، ومنعوا أعمال الترميم بداخلها حيث تحاول حكومة الاحتلال منذ عام 2003 تطبيق قانون آثار إسرائيل على المسجد، وعطلت عشرات المشاريع القائمة، ومن بينها: منع الأوقاف من إزالة أكوام الأتربة من المنطقة الشرقية، وتبليط ساحات المسجد والمصاطب، إضافة إلى البنية التحتية التالفة لم ترمم منذ ستينيات القرن الماضي.
ويتخوف أهالي البلدة القديمة من تأثر منازلهم خلال فصل الشتاء بأضرار جسيمة، بسبب حفريات الاحتلال أسفلها، التي سببت تشققات وانهيارات في أجزاء من بعضها.
وكان شتاء عام 2016، أضرّ بعشرات المنازل في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، ثلاثة منها تضررت بشكل كبير ولم تعد صالحة للسكن، تعود للأشقاء حامد وعبد وسليمان عويضة، حيث أحدثت مياه الأمطار تشققات وتصدعات في أساساتها. حينها، أصدرت شرطة الاحتلال قرارا يقضي بإجلائهم من منازلهم التي تأوي نحو 30 وهي عبارة عن شقق في عمارة تتكون من 3 طوابق، ودفعتهم إلى الرحيل، حيث استقر جزء منهم في بلدة العيزرية شرق القدس والآخر في بلدة صور باهر في جنوبها، ولم تسمح لهم بإصلاحها أو ترميمها، ليتسنى لهم العودة إليها.
وتتخوف العائلة مع اقتراب الشتاء من انهيار منزلها بالكامل، في ظل الخراب المتزايد جراء استمرار الحفريات أسفله، الأمر الذي يؤدي إلى فقدانهم أرضهم.
ويقول سليمان عويضة، إن أعمال الحفريات الإسرائيلية أسفل المنازل في وادي حلوة مستمرة، وتشكل خطورة عالية على سكان المنازل، وأجبرتنا شرطة الاحتلال على مغادرة منزلنا عنوة، ولم يسمحوا لنا بترميمها وينتظرون انهيار المنزل كاملا ليستولوا على الأرض".
ويتحدث عضو لجنة وادي حلوة أحمد قراعين (48 عاما)، الذي يملك منزلا من ثلاثة طوابق تأوي 13 فردا في الحي، "إن نحو 8 مباني سكنية في سلوان تتعرض لتشققات وانهيارات جزئية في أساساتها، ناجمة عن الحفريات الإسرائيلية، التي تهدف إلى تهويد الوجود العربي الإسلامي في القدس، وتهجير المقدسيين.
ويشير إلى أن الاحتلال يعمد بين الفينة والأخرى إلى إغلاق طرق وحدائق عامة في سلوان، ويمنع مرور المواطنين منها ويغير اتجاهاتها، نتيجة الحفريات، حتى يتم الانتهاء من الأعمال وتأمينها لاحقا. ويبين أن أمطار الشتاء تتسبب بحدوث انهيارات في المنازل والمدارس والطرق، دون أي متابعة أو اهتمام من قبل سلطات الاحتلال للبنية التحتية، المسبب الرئيسي لهذه الانهيارات.