نبض البلد -
نبض البلد
الدوحة
بعد ثلاثة أيام من الزخم الثقافي والمناقشات والمناظرات والقراءات الأدبية التي اتخذت من الكتب محورًا والأدب موضوعًا، اختتم اليوم مهرجان جايبور الأدبي -الدوحة، أول مهرجان دولي للأدب في قطر والعالم العربي، فعالياته المتنوعة بمشاركة المئات من عشاق الأدب والكتب وما يزيد عن 25 شخصية مرموقة من الكتاب والأدباء والصحفيين والأكاديميين البارزين سواءً في قطر أو على مستوى العالم.
اختُتم المهرجان بحوار شائق بين الروائية شوبها دي، وهي كاتبة عمود ومؤلفة سيناريو ومحللة سياسية حققت روايتها الأولى "ليال مرصعة بالنجوم" شهرة كبيرة وأصبحت من أفضل المبيعات فور صدورها، وسانجوي ك. روي، المدير العام لشركة تيمويرك آرتس المنظمة لمهرجان جايبور الأدبي المرموق في الهند.
وحول مشاركتها في مهرجان جايبور الأدبي -الدوحة قالت شوبها دي: "يا لها من وجهة مثيرة! فتبادل الكلمات والأفكار في مبنى مذهل وجلسات أُحسن تنظيمها وفرت منصة طالما كانت مطلوبة للمؤلفين والقراء للتفاعل على نحو مثمر وبنّاء. إنها تجربة ثرية! أشكركم يا شعب قطر على هذه الفرصة الرائعة".
وقد مثّل مهرجان جايبور الأدبي -الدوحة فرصة متميز ة لالتقاء المجتمع الأدبي لدولة قطر، ولإجراء نقاشات وحوارات جمعت بين عشاق الأدب والكتاب الناشئين وكتابهم ومؤلفيهم المفضلين، كما أضفت أكشاك الطعام الهندي في المنطقة الواقعة أمام مدخل المكتبة على المهرجان أجواء احتفالية خلابة.
وبالنسبة لعدد كبير من آلاف الزائرين، قدم المهرجان منصة ممتازة للكتاب والأدباء والمفكرين المرموقين في قطر للحديث عن إبداعاتهم الأدبية. فقد ألقى سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة، كلمة ملهمة بعنوان "عالميّة المأدُبة الثقافية" حول أهمية المهرجان للتنوع الثقافي في قطر، قال فيها: " إنّني أجد في انطلاقة هذا المهرجان العالمي امتداداً طبيعيّاً لتقاليد التّواصل في المجتمع القطري، فقد زخرت مجالسنا بدور التّواصل والحوار الاجتماعي والثقافي، وتربّينا جميعًا في هذا الفضاء. وما تأسيس هذا المهرجان الفريد من نوعه في المنطقة إلاّ تفاعل إيجابيٌّ مع البيئة الثقافيّة الحاضنة لهُ".
بلغت مشاركة الأدباء والأكاديميين من قطر في ذروتها خلال اليوم الثالث والأخير من المهرجان، وكان من أبرزهم الدكتورة أمل محمد المالكي، العميدة المؤسّسة لكليّة العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة؛ والدكتورة كلثم جبر الكواري، الشاعرة والأديبة الفائزة بعدة جوائز والأستاذ المساعد في قسم العلوم الاجتماعية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر؛ والدكتور جيمس أونلي، مدير شؤون البحوث التاريخية والشراكات في مكتبة قطر الوطنية ومؤلف كتاب "الحدود العربية للراج البريطاني"؛ وسام ميكينغز الشاعر والروائي أستاذ الكتابة الإبداعية المساعد في جامعة نورثويسترن في قطر.
استمتع جمهور المهرجان بمأدبة ثرية من القراءات الشعرية والمناقشات الفكرية والعروض الموسيقية التي احتفلت بالأدب والثقافة في جنوب آسيا، بينما قدم خبراء مبدعون مثل مشرّف علي فاروقي وكيم بيريرا ورشًا عملية حول فنون الأداء المسرحي وسرد القصص للأطفال بطريقة تفاعلية. وكان من بين المؤلفين والكتاب الذين شاركوا في المهرجان مانو س. بيلاي، وألكس شو، وويليام دالريمبل، وبراناي لال، وبراياغ أكبر، وتوني جوزيف وغيرهم الكثير.
وانسجامًا مع شعار المهرجان "لنتبادل سرد حكاياتنا"، تطرقت العديد من الجلسات لموضوعات حول التجارب الشخصية للمشاركين، ومنها جلسة "مطبخ أسماء الهندي" الذي كشفت فيه الطاهية الشهيرة أسماء خان أسرار نجاحها وتحكي قصتها كمهاجرة، وكيف كان وصفات الطعام والأكلات التقليدية وسيلتها لتعويض مشاعر الحنين إلى وطنها. أما الأديبة التركية اللامعة بوكيت أوزونير فقد حاورت الأكاديمي فيرات أوروك، الأستاذ المساعد في جامعة جورجتاون حول الوجوه المتغيرة وتجاربها الشخصية حول التطورات التي شهدتها مدينة إسطنبول العريقة وانعكاس ذلك في كتاباتها.
وعلق السيد فرحان عثمان، عن مشاركته بالقول: "حضرت إلى المكتبة في الأيام الثلاثة للمهرجان، وحضرت محاضرات محفزة للتفكير، وأتيحت لي فرصة الالتقاء بمؤلفي المفضل. أعتقد أنني محظوظ لقضائي عطلة نهاية أسبوع مليئة بالمحادثات الأدبية".
أما السيد محمد رحمن، فقال: "من الرائع أن نشهد إقامة مثل هذا المهرجان الأدبي في الدوحة. لقد كنا بحاجة ماسة لمثل هذه المهرجانات، شكراً لمكتبة قطر الوطنية لتنظيمه. لقد استمتعت كثيراً بالمحادثات وورش العمل ومقابلة أشخاص جدد ".
جدير بالذكر أن المكتبة تستضيف مهرجان جايبور الأدبي -الدوحة برعاية وزارة الخارجية وشركة Ooredoo، كبرى شركات الاتصالات في دولة قطر، وبالشراكة مع شركة "تيمويرك آرتس" المنظمة، وذلك ضمن احتفالات المكتبة بالعام الثقافي "قطر - الهند 2019