زاوية سناء فارس شرعان
رغم الصراع الهائل والمدمر الذي تتعرض له منطقة الشرق الاوسط مثل الحرب الاهلية السورية والحملة التركية على شمال شرق سوريا والحراك الشعبي الايراني والحراك الشعبي العراقي والحراك الشعبي اللبناني والحرب الاهلية الليبية الا ان هناك صراعا صامتا يلف منطقة شرق البحر الابيض المتوسط وتمتد من تركيا الى اليونان فقبرص فليبيا فمصر بالاضافة الى مصر هذا الصراع وهما السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
ما فجر هذا الصراع الاتفاق الذي ابرمه رئيس حكومة اليونان مع ليبيا التي تتخذ العاصمة الليبية طرابلس مقرا لها فايز السراج مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيث تعول عليه عدة دول واطراف في المنطقة ان حكومة السراج في طرابلس غير مؤهلة لعقد اتفاق دولي وفق اتفاق الصخيرات وترى هذه الدول ان هذا الاتفاق باطل وغير شرعي بل ان البرلمان الليبي شكا لمجلس الامن الدوليهذا الاتفاق مطالبا باعلان بطلانه وعدم شرعيته لحكومة الوفاق في طرابلس رغم انها الحكومة الشرعية المعترف بها وفق مجلس الامن الدولي تواجه مشكلة دولية بابرامها مثلهذا الاتفاق الدولي …
من الواضح ان هناك اطرافا ليبية عديدة واقليمية ترفض مثل هذا الاتفاق وتعتبره رئيسيا للحدود التركية البحرية والبرية الامر الي يزيد من طموحات تركيا وخاصة في مجال التنقيب عن البترول والغاز في السواحل على البحر المتوسط وخاصة السواحل القبرصية واليونانية كما انها تزيد من توسيع الحدود التركية على البحر الابيض المتوسط ما يعطي لتركيا افضلية على غيرها في مجال التنقيب عن البترول والغاز في مياه البحر المتوسط التي تشمل سواحل مصر وفلسطين المحتلة وسوريا ولبنان وتركيا وقبرص واليونان وخاصة جزيرة كريت وصولا الى السواحل الليبية حيث تجد ليبيا صعوبة في تسويق انتاجها النفطي رغم التكالب الدولي على البترول وحرمان ايران من تسويق نفطها بسبب العقوبات الامريكية المفروضة عليها والتي قد تتحول الى عقوبات اممية بسبب ما يحمله الموقف الاوروبي من احتمال التغيير والانضمام الى العقوبات الامريكية على النفط الايراني …
الاتفاق بين حكومة الوفاق الليبية برئاسة السراج وتركيا اثار العديد من المواقف بين مؤىد ومعارض حيث رفضت كل من مصر وقبرص واليونان في هذا الاتفاق باعتبار ان حكومة السراج غير مؤهلة لابرام اتفاق دولي وان هذا الاتفاق يدعم تركيا في مساعيها الرامية الى ترسيم مجالها البحري والتوسع في اكتشاف البترول والغاز … من هذا المنطق طردت اليونان سفير حكومة الوفاق في طرابلس الامر الذي اغضب تركيا واثارها وها هو رئيس مجلس النواب الليبي عقيله صالح يتأهب للسفر الى اليونان لاجراء مباحثات مع الاتفاق مثار الجدل ..
الموقف المصري مدعوبا بالموقف السعودي والاماراتي حيث ترفض هذه الدول الثلاث اي تواجد الاخوان المسلمين على الارض العربية وها هي تجارب وجود جماعات الاخوان على الاراضي الليبية التي ترى فيها دعما للوجود التركي على الاراضي الليبية …
الضباب يهيمن على الشاطئ الشمالي للبحر الابيض المتوسط بانتظار زيارة عقيله صالح لليونان وتحديد موقف مجلس الامن الدولي من الاتفاق بين السراج وتركيا …!!!