زاوية سناء فارس شرعان
في الجمعة الثانية والاربعين من حراك الجزائر الذي تجاوز ٩ اشهر احتجاجا على عزم الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بو تفليقه ترشيح نفسه لولاية خامسة بعد عشرين عاما من حكم البلاد امتلأت شوارع العاصمة الجزائرية وساحاتها وميادينها الرئيسية بالمحتجين الذين اعلنوا رفضهم المطلق لاجراء انتخابات رئاسية في الثاني عشر من الشهر الحالي اي قبل اقل من اسبوع فيما رفضوا المشاركة في الانتخابات وحثوا الشعب الجزائري بكافة اطيافه السياسية والحزبية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية على مناطق الانتخابات وعدم المشاركة فيها.
ورود الكثير من الجزائريين المشاركين في الحراك الذي ضاقت به شوارع العاصمة وطرقاتها انه لن يشاركها في الانتخابات وان المطلوب من الجزائر بين كافة عدم المشاركة فيما رفضت اعداد كبيرة من الحراك منع المشاركة في الانتخابات بالقوة بعد ان قالوا كلمتهم على مدى ٩ اشهر برفض الانتخابات ما لم يتم الغاء رموز نظام بوتفليقه وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الحالي ورئيس الدولة المؤقت ورئيس هيئة الاركان وغيرهم من كبار القادة وكانت الساحة الجزائرية على مدى ٩ اشهر مسرحا للحراك الشعبي الجزائري الذي شارك فيه الملايين من الرجال والنساء والشباب حيث طالب المشاركين في الحراك باقالة رموز نظام بوتفليقه جميعهم قبل اجراء الانتخابات الرئيسية …
الا ان رئاسة اركان الجيش الجزائري التي ساهمت بدور كبير في عزل بوتفليقه قبل ان يفكر في عدم ترشيح نفسه لولاية خامسة رفضت اي تغيير في الجزائر غير دستوري اي بالقوة ورفض شروط الحراك لاجراء انتخابات رئاسية … ومن خلال المسيرات التي شهدتها الساحة الجزائرية طوال الـ ٩ اشهر الماضية مطالبة بعدم اجراء الانتخابات الا بعد تغيير الطاقم القديم واصرار رئاسة الجيش الجزائري على اجراء الانتخابات بعد تحقيق الشروط التي يطالب بها المشاركين في الحراك وبين وبين موافقين على اجراء الانتخابات …
وكانت الجمعة الاخيرة من الحراك الجزائري يوما عاصفا بالاحداث والمسيرات اعرب خلالها الجزائريون عن رفضهم القاطع للانتخابات الرئاسية ما لم تتحقق مطالب الحراك باقالة من بقي من عهد بوتفليقه مثل الرئيس الجزائري المؤقت ورئيس الحكومة الذي تم تعيينه في عهد بو تفليقه ورئيس هيئة الاركان المشتركة …
وتسود في الجزائر اجواء ملبدة بالغيوم والضباب بحاجة الى وقت كبير حتى تزول وتنتهي … في هذه الاثناء التي لم يبق فيها سوى اقل من عدد اصابع اليد الواحدة على اجراء الانتخابات في الثاني عشر من الشهر الحالي تسود الجزائر روح القلق من شك على مستقبل البلاد ومستقبل الديمقراطية … ويخشى الجزائريون ان تمر الانتخابات الرئاسية وتجري السلطة التنفيذية ما تريد وترغب من انتخابات رغم ان عدد الراغبين في المشاركة في هذا الحدث قليل جدا قياسا بعدد افراد الشعب الجزائري الذي يزيد عن ٤١ مليون نسمة …
ومن هذا حتى اجراء الانتخابات في الثاني عشر من ديسمبر الحالي سيبقى الشعب الجزائري يحبس انفاسه بانتظار يوم الانتخابات لاوضاح الصورة وبيان الرؤيا … !!!