كشف مختصون ونشطاء عن نية سلطات الاحتلال تنفيذ عمليات تغيير موسّعة في معالم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية المحتلة. وتداولوا صورًا للمخطط الذي يشمل بناء جسر للمشاة داخل "الإبراهيمي"، إضافة إلى وضع أساسات لمصعد في أروقته الداخلية.
وتأتي هذه المخططات بعد تداول مقاطع مصورة لمستوطنين ينقلون أتربة في أكياس مغلقة، من داخل القسم الذي يسيطر عليه المستوطنون كاملًا.
وتأتي هذه الإجراءات، في ظلّ إعلان سلطات الاحتلال نيّتها الاستيلاء على محال تجارية في منطقة سوق الخضار المغلق وسط الخليل، تمهيدًا لهدمها وإقامة بؤرة استيطانية فوقها. وتتزامن هذه الأحداث مع قرار آخر يقضي بالاستيلاء على محل تجاري يؤدّي إلى "حوش" مساكن وبيوت القديمة، في باحات الإبراهيمي.
بدوره، كشف الصحافية "الاسرائيلية" عميره هاس عن خطة استيطانية جديدة لمصادرة "الإبراهيمي" وأحياء البلدة القديمة في الخليل.
واشارت الصحفية التي تعتبر من ابرز الاسرائيليين المدافعين عن الفلسطينيين، ان "المستوطنين وسلطات الجيش والإدارة المدنية أثبتوا القدرة على إخلاء موثق ومعروف للجميع لمركز الخليل من الفلسطينيين بواسطة التنكيل المستمر بهم. وتحديداً من خلال أوامر ومنع الحركة التي فرضها الجيش لحماية اليهود".
واضافت، ان المستوطنين لم يتفاجأوا من رسالة وزير الحرب نفتالي بينيت ووجه فيها الإدارة المدنية للبدء في خطوات لخطة "إخلاء – بناء" في الموقع. أي هدم مبنى بملكية البلدية، وإقامة وحدات سكنية لليهود مكانه.
واوضحت ان "طموحات مستوطني الخليل، يمكن إيجادها في الخريطة المشمولة في كراسة "مغارة الماكفيلا – جذور الشعب اليهودي" التي نشرها الاستيطان عام 2014، ويتم بيعها على بسطة أمام "مغارة الماكفيلا – الإبراهيمي". وتشير إلى ثلاث مناطق بثلاثة ألوان، منطقة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية واخرى "استيطان يهودي" وثالثة تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية مبينة ان أسماء الشوارع في المنطقة الملونة بالأزرق الفاتح تم تهويدها.
واضافت، انه "لا يمكن اعتبار تهويد الشوارع في الخليل، هذياناً لغريبي الأطوار. الوضع في البلدة القديمة بالخليل في الجزء الذي يقع تحت سيطرة المستوطنين، سريالي، لكنه حقيقي جداً: قلب المدينة فصل عنها. وبات السفر بالسيارة محظوراً على الفلسطينيين، في شارع الشهداء محظور على الفلسطينيين أن يسيروا على أقدامهم، ومن بينهم من يسكنون في الشارع نفسه. عشرة حواجز مليئة بالجنود تحيط بالمنطقة، وهناك أيضاً عشرات الحواجز الثابتة تفصل بين الشوارع والأزقة".
"وليس من الغريب أن ثلث الـ 3400 وحدة التي في البلدة القديمة أُخلي منها السكان مع مرور الوقت. معظم الشقق الفارغة تقع تحت سيطرة المستوطنين المباشرة. 1500 محل مغلق منذ عشرين سنة تقريباً، وفي الوقت الذي كانت فيه سيارات إسرائيلية وحافلات تسافر ذهاباً وإياباً، فإن المصلين المسلمين كانوا يسيرون ببطء "الإبراهيمي".
"الشوارع هنا مثلما هو الوضع في حظر التجول"، قال للصحيفة أحد سكان تل الرميدة الذي تجرأ وظل يعيش هناك. من أجل الخروج من بيته يجب عليه أن يمر عبر حاجز تمار وانتظار الجندي إلى أن يتفضل بالضغط على زر يفتح بوابة تؤدي إلى غرفة مغلقة ويقوم بفحص بطاقة هويته، وبتفتيش ملابسه".
واشارت ان قرارات حكومات "إسرائيل" المتعمدة الواعية، (بما فيها حكومة رابين التي عاقبت الفلسطينيين على المذبحة التي نفذها ضدهم باروخ غولدشتاين)، وقرارات الجيش والإدارة المدنية والمستشارين القانونيين، مكنت "مجددي الاستيطان في الخليل" من خلق هذا الوضع السريالي الآن".
وفي وقت سابق حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من محاولات الاحتلال تغيير الوضع القائم في الإبراهيمي، "سواء من خلال الاعتداءات المتعلقة بالإغلاقات التي تفسح المجال للمستوطنين للسيطرة عليه ومنع المسلمين من دخوله لأداء عباداتهم بسلام وأمان، أو من خلال السماح بإضافة مصعد كهربائي تحت مبررات واهية".