زاوية سناء فارس شرعان
لم تقتصر الاحتجاجات في العراق على عمليات العنف والقوى المفرطة التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب التي تحصد عشرات الاشخاص يوميا في ضوء تعليمات الحكومة العراقية باخماد الحركات الاحتجاجية وانما تشمل مواجهة المحتجين بمنتهى القوة والقمع وتكريس قوات الامن والجيش لمواجهة المحتجين حتى النهاية …
الاسبوع الماضي اتسمت احتجاجات العراق بمنتهى القمع والوحشية واطلاق الرصاص الحي بوحشية على المتظاهرين ما ادى الى ارتكاب مجزرتين في النجف والناصرية ذهب ضحيتهما عشرات القتلى ومئات الاصابات ما دفع سكان المدينتين الى اعلان الحداد على الضحايا والمصابين حيث امعنت قوات الامن ومكافحة الشغب ومواجهة الارهاب في قتل المحتجين بلا هواده بحيث وصل عدد القتلى في الناصرية الى ٣٢ قتيلا و٢٢٥ مصابا ما دفع اهالي الناصرية الى اعلان الحداد لمدة ثلاثة ايام وفي النجف بلغ عدد القتلى ٢٥ شخصا واكثر من مائة جريح فيما وصلت الى المدينة المزيد من قوات الامن لحماية العناصر الامنية والمراكز الدينية وقوات الحشد الشعبي خاصة بعد احراق مبنى القنصلية الايرانية في المدينة والتهام النيران بالمبنى بعد ان فر العاملون في القنصلية من باب خلفي دون ان يراهم احد..
في العراق العنف يولد العنف بعد اصرار المتظاهرين والمحتجين على المضي في طريطقتهم واصرار السلطات العراقية على قمع المتظاهرين واخماد تحركاتهم في اقرب وقت ممكن وهكذا فان دوامة العنف لا تنتهي ولن تنتهي رغم اعلان الحكومة بان الرصاص الحي لن يطلق على المتظاهرين فيما تواصل اجهزة الامن العراقية والايرانية على حد سواء قمع المتظاهرين بلا هواده وخاصة من يشتم اجهزة الامن الايرانية وقادة ايران وضباطها …
المجتجين في العراق لا يواجهن اجهزة الامن وحدها وانما يواجهون اجهزة الامن العراقية والايرانية على جد سواء آى آخذت على عاتقلها منذ اندلاع الثورة التي اعقبت الثورة اللبنانية بايام قليلة قمع اي انتفاضة في العراق لانها موجهة ضد ايران وتستهدف السلطات الايرانية واجهزتها الامنية والعسكرية والمخابراتية ..
وفي وقت يتزايد الحراك الشعبي في العراق انذرت كتلة سائرون البرلمانية التابعة للتيار الصدري الحكومة مهلة قصيرة لتقديم استقالتها واقامة الفرصة لتشكيل حكومة جديدة كلفت حكومة عادل عبد المهدي التي تأتمر بتعليمات الايرانيين والحشد الشعبي والحرس الثوري .. اما رئيس التيار رجل الدين مقتضى الصدر فقد نصح الحكومة العراقية بالاستقالة فورا وعدم البقاء يوما واحدا والا فان الدنيا ستقوم ولا تقعد ولا احد يعرف مدى الاخطار التي سيواجهها العراق جراء الحراك الشعبي الذي لا يدو انه سينتهي قريبا …
التيار الصدري كان محقا منذ البداية في تركيزه على سرعة اسقاط حكومة عادل عبد المهدي الا ان تمسكه بالسلطة وتحقيقه سياسات الايرانيين ومطالبهم وطموحاتهم في العراق قد مكنهم من اسفاط مخططات مقتضى الصدر وكتلته النيابية وانصاره الذين يتحركون بالشارع العراقي في مختلف مدن العراق وخاصة مدن الجنوب التي تشهد لهيبا متصاعدا ضد الحكومة واسيادها وحكامها في ايران الذين يسيطرون على القرار السياسي في اربع دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن ويواصلون مخططاتهم في السيطرة على مزيد من الاقطار العربية لنهب ثرواتها والسيطرة على خيراتها … !!!