يحتل ملف العلاقات بين الجزائر والمغرب ومشروع الاتحاد المغاربي الذي لم ير النور أبدا، رُغم مُرور 30 عاما عن تأسيسه، حيزا هاما ضمن برامج الحملة الانتخابية لمُرشحي الانتخابات الرئاسية المُقررة في 12 كانون الأول القادم، إذ وضع المرشحون الخمسة للرئاسيات تسوية الخلافات الجزائرية المغربية ومشروع الاتحاد الذي تأسس في 17 شباط 1989، ضمن أولوياتهم الدبلوماسية.
وفي هذا السياق، كشف المُرشح الرئاسي عبد العزيز بلعيد، إنه وفي حال فوزه بكرسي الرئاسة، سيفتح قنوات الحوار مع المغرب ودول الجوار، وقال في تجمع شعبي نظمه بمحافظة تلمسان الواقعة بالقرب من الحدود المغربية، إن "فتح الحدود مع المغرب مُرتبط بحل الملفات العالقة ".وأظهر، تفهمه للخسائر والتداعيات التي يتكبدها سكان المنطقة الحدودية ومُعاناتهم في مسألة التنقل ونقل السلع، ووضع شُروطا مُقابل فتح الحدود أهمها عدم التدخل في الشؤون الداخلية ومُعالجة المسائل العالقة واحترام مواقف الجزائر ومصالح شعبها، في إشارة منه إلى ضرورة تفهم المغرب لموقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية.
أما المرشح ورئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، فقد أظهر نوعا من التصلب في إصلاح العلاقات مع المغرب، ووضع شرطاً أثار جدلا كبيرا في المغرب، حيث أكد على ضرورة تقدم الرباط اعتذارا رسميا قبل فتح الحدود المغلقة، وقال "هذا الشرط طرحته الدولة الجزائرية منذ مدة طويلة"، ونفى أن يكون غلق الحُدود البرية التي تمتد على مسافة 1600 كلم، بسبب النزاع القائم حول الصحراء الغربية.
ووضع تبون، شرطا ثانيا يتمثل في قُبول المغرب بالموقف الجزائري المُتعلق بالصحراء الغربية والمتضمن دعم المسار الأممي لتقرير المصير في الصحراء.
أما رئيس الحُكومة الأسبق على بن فليس، فتعهد قي تجمع شعبي نظمه في مُحافظة المسيلة، بالعمل على إعادة الحياة للإتحاد المغاربي المُعطل، وكشف غن اتصالات سيجريها في حال فوزه بكرسي الرئاسة مع الأطراف المغاربية المُشكلة لهذا الاتحاد وهي تونس وليبيا والمغرب والجزائر وموريتانيا، بهدف إيجاد حلول للخلافات السائدة في المنطقة.
وقال، في برنامج تبُثُه قناة محلية خاصة، "المطلوب هو حُسنُ الجوار مع المغرب وتونس ومالي وموريتانيا وجميع البلدان الأُخرى"، وذكر أن الملف المغربي الجزائري يجب أن ينظر إليه كاملا.
وأوضح الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني (حزب السُلطة الأول)، أن "ملف العلاقات مطروح في برنامجه الانتخابي"، وقال "لا عداوة لنا مع المغرب وليست لدينا أي خصومة مع إخواننا المغاربة"، مشيرا إلى أن الملفات الشائكة والحساسة تحتاج إلى فتح حوار جاد وشامل مع جيراننا بهدف إيجاد حلول.