نبض البلد -
نبض البلد -وصفت اللجنة الملكية لشؤون القدس مصادقة المجلس الوزاري للإسكان الإسرائيلي على مشروع إنشاء قطار تلفريك يربط القدس الشرقية بالغربية بقيمة تقدر بنحو 63 مليون دولار بانه "يأتي ضمن مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية".
وأوضحت اللجنة في بيان صادر لها اليوم الأربعاء أن الأهداف الاستيطانية التهويدية لهذا المشروع تأتي في سياق دعم الحكومة الإسرائيلية لجمعية (العاد) الاستيطانية التي تقوم بمعظم مشاريع الاستيطان في القدس وفلسطين والأراضي العربية المحتلة، مؤكدة أن هذا المشروع "اعتداء سافر على مدينة القدس ومعالمها والخصائص الثقافية والتاريخية والجغرافية والروحية لهذه المدينة، ومحاولة لفصل روح المكان والمنظر الثقافي العام عن أرض مدينة القدس، ويضفي الصبغة اليهودية على المكان في محاولة لتغيير المنظر العام للمدينة المباركة والأفق الذي يعلوها".
وأشارت الى أن المشروع الذي يأتي بذريعة توفير وسيلة نقل عامة للسياح والمصلين باتجاه حائط البراق وساحات المسجد الأقصى المبارك، يواجه معارضة من جمعيات البيئة والثقافة العالمية وبعض المهتمين العالميين، ومنهم اسرائيليون يرون في المشروع "تعدياً على معالم وجمالية وطبيعة المدينة وهويتها، ويؤكدون أن لهذا المشروع آثارا اقتصادية سلبية كبيرة على المجتمع الفلسطيني، بسبب عدم الاستفادة من مرور الكثيرين بالمتاجر العربية، كما يفوت عليهم المرور بالمعالم والمواقع التراثية والتاريخية والثقافية والاقتصادية عبر الطرقات في محيط المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والمدينة المقدسة، لاستبدال الطرق المعتادة بالتلفريك الذي يصل لوجهة مستخدميه بحوالي أربع دقائق". وأشار البيان إلى أن المسلسل الإسرائيلي اليومي من الانتهاكات والإجراءات التهويدية في مدينة القدس دليل قاطع على أن الفهم الإسرائيلي اليميني للسلام لا يضع ضمن أولوياته الحفاظ على الوضع القائم الذي يوفر حق احترام المواقع الدينية وما يتصل بها من شعائر أبسط مقوماتها الشعور بالأمان لدى من يؤديها من المسلمين والمسيحيين على حد سواء والحفاظ على تراثها الإنساني الأصيل.
وقال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان: إن اللجنة وهي ترصد بقلق جرائم وانتهاكات إسرائيل على أهلنا في القدس وعلى تراث المدينة المقدسة، لتؤكد مطالبتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والدول الكبرى المنادية بالحرية والديمقراطية، والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بوجه خاص بالتصدي للموضوع وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية خاصة تلك القرارات التي تؤكد ملكية المسلمين وحدهم للمسجد الأقصى المبارك وعدم وجود أي علاقة لليهود به، وعدم جواز تغيير أية معالم للمدينة المقدسة، وترفض كل محاولات التزييف والخداع الإسرائيلي للحقائق، خاصة أن القرار الأخير لليونسكو طالب إسرائيل بتنفيذ 17 قراراً صادراً عن اللجنة التنفيذية لليونسكو و 10 قرارات للجنة التراث العالمي، واحترام اتفاقية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972.
ودعا كنعان اليونسكو لإيقاف هذا المشروع لخطورته على مدينة القدس وتشويهه لجمالها وهويتها وتراثها الإنساني، ولا يجوز أن تقف الجمعية العامة ومجلس الأمن والدول الكبرى متفرجة على هذا الانتهاك الخطير الذي يهدد آمال السلام المنشود.
وأكد حق الاردن بالحفاظ على مدينة القدس ومعالمها ومقدساتها انطلاقاً من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها ووقوفنا جميعاً صفاً واحداً خلف صاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني، متسائلا إلى متى ستبقى إسرائيل تتحدى العالم، وإلى متى تبقى قرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عاجزة عن ردعها؟وأشارت اللجنة في بيانها الى أن "العرب والمسلمين وكل دعاة السلام والمهتمين بالتراث لن يقبلوا هذا المشروع البشع الذي يؤكد عدم ايلاء إسرائيل "السلطة القائمة بالاحتلال" أهمية للقيم أو التاريخ أو التراث، وأن جل همها هو إقامة مشاريع التهويد وإلغاء هوية المدينة المقدسة وتراثها الحضاري والإنساني"، مشيرا إلى أنه "آن الأوان لإسرائيل أن تعلم بأن القوة والعنجهية وعقلية القلعة لن تحقق لها الأمن والاستقرار الذي تنشده الأجيال".