"أبو العطا".. شهيد الفجر

نبض البلد -

عيد ميلاد "ليان" وشهيد الخليل آخر الأحداث التي علقت بذهنه

نبض البلد- وكالات

كأي طفلة في العالم، كانت ليان تبحث في كل وقت عن سعادتها وفرحتها، ومع اقتراب موعد ميلادها قررت الاحتفال مع والدها ووالدتها وأشقائها لترسم البسمة على شفاههم، فطلبت السماح من والدها الذي كان منهكًا ومجهدًا بالتفكير بطبيعة الرد على اغتيال أحد المواطنين في الخليل المحتلة.

الطفلة ليان بهاء أبو العطا والتي مر عيد ميلادها الـ 10 امس الثلاثاء، لم تكن تدرك أن الاحتلال سيقتل فرحتها قبل بزوغ الفجر حيث اغتيال والدها بصاروخ قاتل خطف روح والدها ووالدتها وقلب حياتها رأسًا على عقب.

في ساعات الفجر الاولى امس استيقظ سكان قطاع غزة على فاجعة كبيرة حيث اغتيال قائد المنطقة الشمالية في "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا والد الطفلة التي كانت تستعد للاحتفال بعيد ميلادها.

ايهاب أبو العطا شقيق القائد بهاء قال: "مساء الاثنين كان بهاء مهمومًا يفكر ويتابع تفاصيل اعدام الشهيد هيثم البدوي في الخليل برصاص الاحتلال بدم بارد، وكان يقول "أقسم انني سأنتقم لدماء الشهيد البدوي فدماء أبناء الضفة ليست رخيصة".

لحظات قليلة حتى قطعت ليان حديث والدها وعمها وتقول: "غدًا عيد ميلادي وأود الاحتفال"، فكان جواب الأب العطوف والقائد بهاء "غدًا سنشتري قطعة من الكيك ونحتفل سويًا بعيد ميلادك يا ليان".

هذا آخر ما كان يفكر به أبو العطا، الذي كان مهمومًا بقضية وطنه المحتل وشعبه الذي يتعرض للإعدام على حواجز الاحتلال بدم بارد، وكان يفكر برسم البسمة على شفاه طفلته ليان واطفاله الاخرين.

فجر الثلاثاء اغتال جيش الإحتلال، أبو العطا، المُكنّى بـ"أبو سليم"، أحد أبرز قادة سرايا القدس في غارة استهدفت منزلا شرقي غزة، تسببت باستشهاد زوجته وإصابة أبنائه بجراح مختلفة. ويعدّ "أبو العطا" أحد أبرز المطلوبين للإحتلال مؤخرا، بحسب تقرير لـ"الجهاد الإسلامي".

وكان "أبو العطا"، قد تعرّض لثلاثة محاولات اغتيال إسرائيلية، كان آخرها خلال العدوان الذي شنّته "إسرائيل" على قطاع غزة صيف عام 2014. والتحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي، عام 1990، وتدرج في العمل التنظيمي "حتى أصبح قائدا للمنطقة الشمالية في سرايا القدس".

ولد في حي الشجاعية شرقي القطاع عام 1977، وهو أب لخمسة أطفال، أصيبوا خلال الغارة، وتلقّى تعليمه في مدارس حي الشجاعية، وتخصص في المرحلة الجامعية بدراسة "علم الاجتماع".

وزعم الاحتلال في بيان، أصدره عقب اغتيال أبو العطا، إن الأخير، "نفذ عمليًا معظم نشاطات الحركة في القطاع وكان بمثابة قنبلة موقوتة".

وأضاف: "قاد أبو العطا وتورط بشكل مباشر في العمليات ومحاولات استهداف جنود الاحتلال بطرق مختلفة ومن بينها إطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص وإطلاق طائرات مسيرة وغيرها (..) كان مسؤولًا عن معظم العمليات التي انطلقت في العام الأخير من غزة". كما عمل، وفق زعم الاحتلال، في الأيام الأخيرة على "رفع الاستعداد لتنفيذ فوري لعمليات في مسارات مختلفة ضد "إسرائيل" ومن بينها تدريب خلايا لتنفيذ عمليات تسلل وقنص وإطلاق طائرات مسيرة واستعداد لإطلاق قذائف صاروخية ".