اسيا ابو طوق
كرَم الله تعالى الإنسان عن باقي المخلوقات بنعمة العقل وبين منزلته في القرآن الكريم وأهميته, قال الله تعالى : ۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) ۞ سورة الإسراء . فالعقل ميزة الإنسان لأنه منشأ الفكر وله القدرة على الإدراك والتدبر وتصريف الحياة, والعقل على اعتبار أنه أساس عمارة الأرض وفق مراد الله تعالى , فإذا تغيب عقل الأنسان , أصيب بالجنون وهذا يشكل خطرا على نفسه والآخرين فهو بدون وعي ولا إدراك , فكيف إذا أذهب الأنسان عقله بنفسه وأصبح يشكل خطرا , بتعاطيه المخدرات بكامل إرادته!.
كما نعلم أن المخدرات هي كل مادة خام أو مستحضرة تحوي عناصر أو جواهر مهدئة أو منبهة أو مهلوسة إذا ما استخدمت لغير الأغراض الطبية فهي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتؤدي إلى إحداث خلل كلي أو جزئي في وظائفه الحيوية, وتجعل المتعاطي يصاب بحالة من الوهم ومن الخيال بعيدا عن الواقع , مما يؤدي إلى إصابته بالإدمان وقد تؤدي إلى الوفاة أحيانا. والمخدرات وهم وضياع ,تسيطر على الإنسان فتفقده السيطرة على حياته ويتحول المتعاطي إلى شخص لا يستطيع القيام بالنشاطات والأعمال اليومية دون تعاطيها, وقد تدمر (الدماغ, القلب, الرئة, الكبد, والعضلات), وقد تسبب أمراضا خطيرة , وأسباب تعاطي المخدرات كثيرة منها: ضعف الوازع الديني, والإنهزام, وتوفر المال بكثرة, والتجربة والفضول لدى الشباب, ورفقاء السوء, والهموم والمشكلات الاجتماعية والنفسية, وظن بعض الشباب أنها جالبة للسعادة والراحة وغيرها من الأسباب التي تدفع الشباب نحو السقوط في دوامة الإدمان.
إن فئة الشباب هم أكثر فئة مستهدفة لخطر الوقوع بآفة المخدرات , فقد كشف الأردن عن أرتفاع نسبة تعاطي المخدرات هذا العام عن العام الماضي لمن بلغت أعمارهم مابين 18 و 22 عاما . وهذه الفئة هم الشباب صناع المستقبل والقادة, لذلك يجب علينا التصدي لهذه الآفة وحماية الشباب من الوقوع بهذا الخطر, وذلك من خلال نشر البرامج التوعوية للشباب من مختلف الفئات العمرية , ومن هذا المنطلق وحرصا من الجامعة الهاشمية واهتمامها بالشباب الجامعي , أطلقت حملة بعنوان "أوعك اتجرب" من قبل طلبة "مبادرة جامعتي" ,مكتب الأرشاد الوظيفي للمتابعة الخريجين التابع لصندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية والتأهيل ؛ للتصدي لآفة المخدرات ونشر الوعي والمعرفة بين الطلاب حول مخاطرها وأنواعها وأضرارها على الفرد والمجتمع , وبالتشارك مع إدارة مكافحة المخدرات التابعة لمديرية الأمن العام,عقدت العديد من البرامج والنشرات واللقاءات والندوات والفعاليات التوعوية بين طلبة الجامعة الهاشمية , ولايقتصر هذا الدور فقط داخل الحرم الجامعي بل تعدى ذلك ليصل إلى المدارس من خلال تنظيم برامج توعوية يقوم بها طلبة مؤهلين من طلبة الجامعة الهاشمية , وكان هدف الطلبة عندما أقدموا على الدورة التدريبية التي قدمها ضباط من إدارة مكافحة المخدرات , هو الأحاطة أكثر بكل ما يتعلق بالمخدرات وأنواعها وأضرارها والأساليب الخبيثة التي أستخدمة في ترويجها وتهريبها ,وإبتكار الوسائل الغير تقليدية في نشر الوعي والتصدي لهذه الآفة بكل السبل الممكنة .
وواصل جهود طلبة الجامعة الهاشمية لزيارة مركز علاج الإدمان التابع لمديرية الأمن العام , حيث أطلعوا على ما يوفره المركز من مرافق رياضيه ومشاغل للفخار ومختبرات للحاسب وأطباء لمتابعة الحالة , وغيرها من المساندةالنفسية التي تقدم للمتعاطي لمساعدته على التخلص من الإدمان على المخدرات . إن مركز علاج الإدمان يقدم للمتعاطي كل ما يحتاجه من علاج ويتم بسرية تامة, لذلك يجب على أي متعاطي أن لايتردد في منح نفسه فرصة للعلاج قبل أن يتفاقم ذلك الأمر , و ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) .
إن الدور التشاركي بين الجامعة الهاشمية و مديرية الأمن العام إدارة مكافحة المخدرات للتصدي لهذه الآفة والأضرار الناجمة عنه, هو ذاك النموذج الرائع الذي يمثل أبناء الأردن في الحماية والدفاع عن وطنهم وحبهم لشبابه , فإن لم نكن نحن أبناء هذا البلد الحبيب من ينشر الوعي ويسعى بكل السبل لنهوض بالمجتمع فلن نكن أهلا له, فأحساسنا العميق بالمسؤولية يدفعنا بالذود عن الوطن وأهله , وحمى الله الأردن وأهله وأدام جهود كل من يسعى للحماية والدفاع والأرتقاء بالوطن في ظل القيادة الهاشمية المظفرة.