زاوية سناء فارس شرعان
مع استقالة سعد الحريري ازداد التيار العروبي بمسلميه ومسيحيه ودروزه مواقفه وصلابته خاصة مع حصوله على تأييد القوى الاقليمية والدولية من عربية وافريقية واسلامية وغربية وتحديدا فرنسا والولايات المتحدة وبربطانيا وتراجعت قوى الشد العكسي ممثلة بالتيار الشيعي برئاسة حزب الله وحركة امل واخذ زعيم هذا التيار حسن نصر الله يتراجع وتخف تصريحاته وتختفي تهديداته شيئا فشيئا فبعد ان كان يهدد من يستقيل بالمحاكمة اخذ يلين بشأن تشكيل الحكومة ويطالب بان تراعي الحكومة الجديدة مطالبا الشارع بان لا يدير ظهره.
اما التيار الوطني الحر برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي تخلى عن زعامة هذا التيار لصهره باسيل فقد تمسك بزوج ابنته ورفض التخلي عن اي تشكيلة وزارية قادمة برغم ان باسيل هو عقدة الحكومة الجديدة حيث ترفض كافة الكتل السياسية مشاركته في الحكومة ويشترط الرئيس عون للتخلي عن صهره التخلي عن سعد الحريري رغم ان انصار تيار المستقبل يؤكدون ان باسيل ليس ندا للحريري وانما هو ند لحسن ممثل حركة امل فيما الحريري ند لنبيه بري ورئيس الجمهورية ميشال عون …
حسن نصر الله الذي ظهر ضعفه بعد ان اتهم الادارة الامريكية بأنها تقف وراء مظاهرات لبنان والعراق وبعد ان كان يهدد كل من يستقيل من الحكومة اصبح يطالب بالاستماع لمطالب الحراك والاستجابة لمطالبه وشعاراته بعد ان اتضح الدور الايراني في حراكه كل من لبنان والعراق خاصة بعد اتضاح دور قاسم سليماني في احباط جهود اقالة رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي بعد ان اوشك التيار الصدري ان يجهز عليه مع العامري احد اصدقاء الحشد الشعبي عندما تدخل سليمان في اجتماع امني في بغداد يوم الاربعاء الماضي وطلب من قادة الحشد بمن فيهم العامري وهم عبد المهدي والحيلولة دون سقوط حكومته ما احال قضية الحكومة الى البرلمان.
افتضاح الدور الايراني في دعم الحكومة العراقية والتآمر على تيار المستقبل وحكومة سعد الحريري قد اسقط في يد تيار الشيعة في كل من لبنان العراق وايران خاصة بعد الانهيار الاقتصادي الايراني بفعل الحصار الامريكي وافلاس الاقتصاد الايراني والضغط المالي لاذرعها في لبنان والعراق بسبب ضعف المساعدات التي يتلقاها حزب الله وفصائل الحشد الشعبي العراقي.
ومع ذلك خرجت الادارة الامريكية عن شطب مبلغ ١٠٥ ملايين دولا من مساعدات امريكية للبنان بسبب موقف الحكومة من حزب الله والتأييد الذي يحظى به من مختلف القوى السياسية وخاصة التيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون الذي تنازل عن زعامة هذا التيار لصهره جبران باسيل وكان من المؤكد ان يخضع باسيل مع غيره من المسؤولين اللبنانيين الى عقوبات امريكية الا ان وساطة الحريري له خلال زيارته الاخيرة لامريكا حالت دون تعرضه لعقوبات امريكية.
المشاورات التي جرت على الساحة اللبنانية بعد استقالة الحريري اظهرت رغبة عون ونصر الله وبري في تشكيل حكومة سياسية تجسد الاوضاع السياسية في لبنان خلافا لما يطالب به الحريري من تشكيل حكومة تكنوقراط عقد من الوجوه السياسية التي اعتاد عليها لبنان خلال السنوات الاخيرة والتي اوصلت مديونيته الى مائة مليار دولار … الا ان الحوار حول تشكيل الحكومة ما زال ينية اخذ ورد بين مطالب الثورة اللبنانية بالاطاحة بالشخصيات السياسية اللبنانية كلها ومطالب الحراك بتشكيل حكومة تكنوقراط … !!!