عائلة أبو شمسية بالخليل.. معركة يومية مع الاحتلال ومستوطنيه

نبض البلد -

ابو عوني: يضغطون علينا لترحيلنا وهذا لن يكون وستبقى تل الرميدة معمورة بالفلسطينيين

نبض البلد- وكالات

في بيت قديم، تحيطه الأسلاك الشائكة من كل جانب، في تل الرميدة المطلة على وسط مدينة الخليل ومركزها التجاري الرئيسي، يقطن عماد أبو شمسية وزوجته فايزة اللذان يتعرضان وأولادهما لاعتداءات متواصلة من قبل الاحتلال ومستوطنيه، والتي كان آخرها اقتحام منزلهم الليلة قبل الماضية، وإطلاق الرصاص في محيطة، وضربهم بـ"البساطير" وأعقاب البنادق، واعتقال فايزة لعدة ساعات، والتحقيق معها، وإرغامها على دفع كفالة مالية لحين المحكمة، واعتقال جارهم بسام أبو عيشة الذي حاول الدفاع عنهم.

بقلب يعتصره الألم، وروح ينتابها القلق والتوتر، قالت أم عوني، فايزة أبو شمسية، "قبل يومين ابني عوني عمل عملية في ساقة بسبب اصابته قبل 4 سنوات من قبل جنود الاحتلال، وكان أصدقاؤه في زيارتنا، وبعدما خرجوا اعتدى عليهم الجيش بالضرب، خرجنا من بيتنا بهدف وقف الاعتداء عليهم، لكننا تعرضنا للضرب، وكذلك عوني، واعتقلوني وجارنا بسام، وبعدما حققوا معي لساعات أطلقوا سراحي، ووقعوني على أقوالي، وبصّموني بكل أصابعي، وصوروني أكثر من صورة، وأرغموني على دفع غرامة، ومنعوني من مغادرة البلد حتى المحكمة".

وتابعت، "كانوا بالعشرات حول منزلنا، وكان معهم مستوطنون فوق المنزل، ومنهم 8 جنود اقتحموا منزلنا وأطلقوا الرصاص في محيطه، وتجمهر الناس لحمايتنا". وتابعت، "اقتادوني أنا وبسام بكل عنف، اعتقلوه وهو يدافع عنا بكل قوة".

من جانبه، قال أبو عوني وهو ناشط ضد الاستيطان، ومنسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان "هذه الاعتداءات المتواصلة على أفراد عائلتي ومنهم طفلي، مبرمجة من قبل الاحتلال وما يسمى ضباط الإدارة المدنية ومخابراتهم ومستوطنيهم".

وتابع: "هم يحاولون الضغط علينا لترحيلنا من منزلنا لكن هذا لن يكون، نحن صامدون هنا، وسنبقى في أرضنا ومنزلنا، ولن يستطيعوا النيل من إرادتنا، هم يستهدفونني وعائلتي لمنعنا من توثيق اعتداءاتهم ومستوطنيهم المتواصلة، بيتي هذا الذي يقع في منتصف تل الرميدة والمطل على منطقة باب الزاوية، سوق الخليل المركزي، يطمع الاحتلال والمستوطنون لتحويله لبؤرة استيطانية جديدة وثكنه عسكرية".

وأردف: "نحن سكان تل الرميدة المحاصرة ببوابات الكترونية وحديدية وأسلاك شائكة وحواجز عسكرية، لن ينالوا منا رغم اعتداءاتهم المتواصلة، والمستمرة علينا، والتي كان أبرزها الاعتداء على منزلي، ووضع السم في خزانات المياه، وحرق منزلي بالمولوتوف، واعتقالي أكثر من مرة، وضربي عشرات المرات والتنكيل بي وعائلتي".

واختتم "هذا احتلال مجرم، وسأبقى أوثق جرائمه، ولن يستطيع جنوده ومستوطنوه ارهابنا أو تهجيرنا، وستبقى تل الرميدة وشارع الشهداء المحاذي لها، معمورة بنا وبالفلسطينيين، ولن يستطيعوا إخراجنا لتحويلها لحي استيطاني كبير، لا أخاف من القادم وسأواصل توثيق اعتداءات هذا الاحتلال الغاشم من أجل محاكمته في المحاكم، وكافة المحافل الدولية، هم يحاولون تحقيق حلمهم بتهويد المنطقة وهذا لن يكون".

بدوره، قال خبير الخرائط والاستيطان بمحافظة الخليل، عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي عبد الهادي حنتش إن "اعتداءات جنود الاحتلال المستمرة والاستيطان الذي يهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم وعمليات الهدم ومصادرة أراضي المواطنين وبناء المستوطنات، تأتي في سياق مخطط إسرائيلي يقوده المستوطنون بدعم من حكومتهم، يهدف في مضمونه إلى ترحيل المواطنين وتوسيع رقعة الاستيطان".

وبين "جريمة الاعتداء على منزل أبو شمسية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فغطرسة الاحتلال هدفها الأساسي تضييق الخناق على المواطنين، وترحيلهم من أراضيهم، لتوسيع المستوطنات الواقعة في قلب الخليل، وجعل مستوطنتي كريات أربع وخارصينا، والبؤر الاستيطانية المقامة في قلب البلدة القديمة، كتلة استيطانية واحدة، عبر ربط الاحياء العربية بالمستوطنات وإصدار أوامر عسكرية بشق طرق ومصادرة أراض".