الملكة رانيا العبدالله في بلدتي كفرسوم

نبض البلد -

أ.د.محمد طالب عبيدات

كانت مسقط رأسي وبلدتي كفرسوم وسيداتها الفضليات المنتجات وجمعيتها التعاونية الزراعية لمنتجي الرمان على موعد مع إطلالة بهيّة ومفاجئة لجلالة الملكة رانيا العبدالله لتحمل هذه الزيارة العديد من الرسائل على الأرض ولتصل لشابات وصبايا ورجال هذا الوطن والزمان بأن العودة للأرض والإعتماد على الذات والإنتاجية وروحية العطاء أدوات هذا العصر للتغلّب على كل المعضلات والتحديات الإقتصادية:

1. الكل أبدى ترحابه بمقدم جلالة الملكة رانيا إلى كفرسوم التاريخ والحضارة والتي قدّمت الشيخ كايد المفلح العبيدات كأول شهيد على أرض فلسطين الطهور؛ والتي أنجبت أبناءها الصيد من العلماء والمفكرين والشعراء والقادة وربما باتت مركزاً قويماً لضخ الكفاءات المتعلمة والكفؤة من أصحاب الشهادات والمهارات القيادية والعلمية والعملية الذين يشار لهم بالبنان.

2. كانت زيارة جلالة الملكة إلى كفرسوم الزيتون والرمان وإلى خطوط الإنتاج الزراعية الأمامية ذي الجودة العالية والنوعية المتميزة؛ حيث كفرسوم تمتلك أفضل أنواع الرمان والزيتون والزيت الكفاري؛ والتي في هذا الموسم تراها محجاً لكل الأردنيين والضيوف العرب لتذوّق منتوجاتها الطبيعية والراقية.

3. شاهدت وأنا خارج الوطن لحضور ملتقى رجال الأعمال الأردني-القطري في الدوحة كرئيس لجامعة جدارا وضمن وفدها وممثلاً للإستثمار في قطاع التعليم والتشبيك لغايات الإستثمار لخلق فرص العمل؛ شاهدت النشامى والنشميات الذين إستقبلوا جلالة الملكة ببصمات العمل والإنتاج والعطاء؛ وكان بينهم أبناء العمومة والخؤولة والجيران والعزوة؛ وجلّهم شكّلوا قصص نجاح في رسم صورة أبناء الوطن المخلصين في عملهم وإنتاجهم بالعمل والعطاء لا بالتنظير والكلام.

4. كانت زيارة جلالة الملكة إلى كفرسوم البلد الزراعي والأخضر في موسم قطاف الرمان والزيتون؛ موسم الإنتاج والعطاء؛ لتكون رسالة للجميع للعودة للأرض والإستثمار فيها وعطاءها الذي لا ينضب؛ وهذه دعوة ملكية للإهتمام بالزراعة والمطابخ الإنتاجية والريادة والصناعات والمنتوجات الزراعية.

5. كانت زيارة جلالة الملكة إلى كفرسوم بلد الإنتاج والعطاء بمثابة رسالة للإعتماد على الذات والتكاتف والتعاضد للوصول لمجتمع منتج ومتعاون ومؤمن بمشاريع التعاونيات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتشغيل الذاتي دون الحاج لإنتظار الوظيفة التي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع.

6. كانت زيارة جلالة الملكة إلى كفرسوم التاريخ والحضارة مؤشر لضرورة الإيمان المطلق بأن الأرض هي مرجعيتنا والزراعة هي عنواننا والبحث التطبيقي هو طريقنا صوب الإنتاج الحقيقي والعمل الجماعي المنتج الذي يُدرّ الدخل للأسرة لتصبح أسرنا منتجة بطريقة تعاونية وتمتلك أدوات العطاء.

7. كانت زيارة جلالة الملكة إلى كفرسوم بلد العلم والعلماء والتي تمتلك الشهادات العليا بكثرة؛ هؤلاء الذين رغم كل ذلك لا يتكبّرون على الأرض فيشاركوا في قطاف ثمار الرمان والزيتون ويتعاونوا فيما بينهم لتحسين المنتج وبث روحية العطاء والإنتاجية لدى شباب اليوم والجيل الصاعد.

8. كانت زيارة جلالة الملكة إلى كفرسوم لتعزز الجهود الجمعية المترادفة لمنظمات المجتمع المدني والتي زاد عددها عن عشرة وتحاكي لغة العصر في التنظيم وحُسن التدبير والعطاء والإنتاجية لتغذّي روحية التعاون والعمل الجماعي.

9. كانت زيارة جلالة الملكة إلى كفرسوم بمثابة بصمة وإطلاق لبرامج الإعتماد على الذات وتغذية خطوط الإنتاج والتركيز على الجمعيات والتعاون ودعم لقطاع الزراعة وعمل السيدات فيه تحديداً وضرورة الإعتماد على الفرص الصغيرة والمتوسطة للقضاء على البطالة والتركيز على الأعمال المنتجة ومشاريع التشغيل الذاتي وغيرها.

10. مطلوب من الشباب والسيدات تشكيل جمعيات تعاونية إنتاجية للمساهمة في القضاء على البطالة وبؤر الفقر؛ ومطلوب منهم العودة للأرض والتركيز على مبدأ التشغيل الذاتي لبث روحية العطاء؛ ومطلوب تغذية خطوط الإنتاج بتعاونيات للمجتمعات المحلية لغايات أن نحقق الإكتفاء الذاتي في الزراعة على الأقل!

بصراحة: شكراً جلالة الملكة لأنك تمتلكي روحية العطاء والنموذج المنتج وتعكسيها على كل خطوط الإنتاج لبث روحية العمل الجماعي والإنتاجية لدى الشباب والسيدات؛ وهذا يعكس توجيهات جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله ورعاه لخلق فرص عمل إنتاجية تؤمن بالعطاء للأرض والمحافظة عليها والإيمان بفضلها والتشبّث بها وبذلك نحقق فرص الإنتماء لهذا الوطن الطهور على الأرض بالعمل والإنتاج.