كان قاب قوسين أو أدنى من الموت المحقق..اتهم باطلا بأنه ينوي القيام بعملية دهس لجنود الاحتلال واحتجز في المستشفى تحت حراسة مشددة، فيما تبين لاحقاً براءته من هذه التهمة، انه فراس محمود الحلاق "26 عاما" من القدس المحتلة، الذي تواجد بالصدفة قرب مخيم الأمعري ووجد نفسه في المستشفى مصابا، وليكون ضحية جديدة للهوس الأمني والعقلية الإسرائيلية التي ترى في كل عربي "إرهابيا"، حيث أن جميع التهم التي اتهم بها تبين بطلانها.
داخل مستشفى "تشيعاري تصيدق" حيث يخضع للعلاج، يروي الحلاق تفاصيل ما جرى معه فجر 17 تشرين الأول الجاري، :"كنت أقود سيارتي في رام الله متوجها إلى القدس عبر الطريق الرئيسي، وعندما وصلت الى منطقة مخيم الأمعري فوجئت بتواجد عسكري إسرائيلي، حوالي 9 جيبات وجنود مشاة ومركبة إسعاف عسكرية، فخففت من سرعتي وعلى بعد عدة أمتار من الجنود توقفت تماماً، فقام أحدهم بإيقافي واعتدى علي بأعقاب البندقية من خلال نافذة المركبة على عيني، فيما قام آخر بفتح الباب الجانبي وبدأ بتفتيش السيارة حيث عثر على آلة شفرة فارغة وبدأ بالصراخ بأني إرهابي مخرب".
وأضاف:"على الفور توجه جيب باتجاه سيارتي وقام بصدمها من الأمام، ثم رأيت الجنود يوجهون أسلحتهم نحوي، 3 منهم أطلقوا الرصاص من النافذة الأمامية والجانبية، فأصبت برصاصة في ذراعي وبأربعة في منطقة الحوض ".
الحلاق يذكر كيف قام الجنود بسحله على الأرض وتمزيق ملابسه وتفتيشه وتغطيته بالكيس، ونقله عبر مركبة للاحتلال إلى احد الحواجز العسكرية، ليصحو بعد حوالي 4 أيام من الإصابة وهو قيد العلاج والاعتقال داخل المستشفى، ومحاط بجنديين والقيود بقدميه وزيارته ممنوعة.
وأضاف:"بعد عدة أيام أفقت من الغيبوبة وتم التحقيق معي، ثم أعيد التحقيق معي مرة أخرى قبل أن يتم الإفراج عني لعدم ثبوت أي تهمة بحقي، لافتا انه كان من المقرر عقد جلسة له الخميس الماضي، لكن تم الإفراج عنه قبل الموعد المحدد بيوم، مما يؤكد زيف ادعاءات الجيش بأني كنت أنوي لتنفيذ عملية دهس لأفراده."
وخضع الشاب الحلاق لعدة عمليات جراحية في منطقة الحوض (باطني)، حيث اخترقت الرصاصات أعضائه الداخلية، ولا تزال علامات الأوجاع والرضوض وشظايا الرصاصات على يديه وقدميه، وبقي لمدة أسبوع قيد الاعتقال في غرفة تحت حراسة الجنود الذين كانوا ينعتونه بـ"الإرهابي" ويشتمونه وأهله.
وأشار أنه أوكل المحامي لمتابعة الموضوع مع جيش الإحتلال، خاصة أنه ما زال تحت العلاج وعلى الجيش تحمل مسؤولية تسرعهم ومحاولتهم قتله بدم بارد.
الحلاق والذي ينتظر طفله الأول، نجا بعناية إلهية، واستطاع نقل حقيقة ما حدث له من استهداف واضح دون أي مبرر فقط لأنه "فلسطيني"، فيما تختفي الحقيقة عن كثير من الأحداث التي يذهب ضحيتها فلسطينيون لا ذنب لهم.