نبض البلد -
نبض البلد -
أدان مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك، والتي كان آخرها اقتحامات المتطرفين الواسعة لباحاته، وتأدية عشرات المستوطنين صلوات علنية داخله، وبصوت مرتفع قبالة مسجد قبة الصخرة المشرفة.
واعتبر المجلس أن هذه الانتهاكات تمثل ممارسة عبثية واستفزازية غير مسؤولة ومرفوضة، وتتناقض مع كون سلطات الاحتلال قوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية المحتلة، بموجب القانون الدولي.
واستنكر المجلس في بيان له اليوم الخميس، إغلاق المسجد الإبراهيمي في الخليل أمام المصلين المسلمين، بحجة الأعياد اليهودية، معتبراً هذا الإجراء تعدياً على الحقوق الدينية وتدنيساً لهذا المسجد الإسلامي الخالص، مطالبا سلطات الاحتلال بوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات فورا، واحترام حرمة المسجدين الأقصى المبارك والإبراهيمي ومشاعر المسلمين، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم فيهما. كما استنكر المجلس اعتقال شرطة الاحتلال شابين من مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، واقتيادهما لمركز التوقيف دون سبب، مجدداً رفضه القاطع للاعتداء على حراس الأقصى، والمرابطين والمرابطات، وإبعادهم عنه، مطالباً الأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية بضرورة سن قانون يجرم كل من يسيء إلى المقدسات والرموز الدينية في العالم أجمع، واعتبار هذه الممارسات من جرائم الحرب.
ودعا الى مؤازرة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، ومساندتهم بكل الوسائل، حتى انتزاع حقوقهم من قيد السجان، ونيل حريتهم، مشدداً على أهمية دعمهم ومؤازرتهم، ووضع قضيتهم على سلم أولويات الشعب الفلسطيني والأمة بأسرها إلى جانب ضرورة رفع شكوى إلى المحاكم الدولية ضد الانتهاكات الإسرائيلية اللاإنسانية بحقهم.
وأدان المجلس بشدةً التعسف الإسرائيلي بهدم منازل المواطنين وتشريدهم، مؤكداً أن صمود الشعب الفلسطيني وإرادته القوية لن تفشلها ممارسات الاحتلال الجائرة والعدوانية الهادفة لنزع حقه في الحياة، والنيل من عزيمته. وعلى صعيد اخر، وفي ظل الهجمة الشرسة التي يمارسها قطعان المستوطنين ضد شجرة الزيتون المباركة، أهاب مجلس الإفتاء الأعلى بالفلسطينيين الوقوف سداً منيعاً في مواجهة ما يحدق بزيتونهم ووطنهم من مكائد تحاك للسيطرة عليه، وسلبه من أصحابه الشرعيين.
وقال المجلس، إن المزارعين الآمنين الذين يقطفون الزيتون يتعرضون لعربدة المستوطنين، الذين يعتدون عليهم بالضرب، ويقومون بسرقة معداتهم ومحاصيل زيتونهم، ويقتلعون أشجارهم، ويحرقون بعضها، ويعدمون البعض الآخر بضخ المياه العادمة عليها، وذلك في ظل هجمة شرسة تتعرض لها الأرض الفلسطينية وشجرها، من مصادرة وسرقة ونهب، بهدف توسيع المستوطنات، وفرض الأمر الاحتلالي الواقع على الأرض، الذي من أبرز معالمه الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري، وهدم المنازل، وطرد الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم عنها، وبناء المستوطنات في مدينة القدس ومحيطها والضفة الغربية، وتحويل المناطق الفلسطينية إلى كنتونات غير متواصلة جغرافياً وخاضعة لسلطة الاحتلال العسكرية.