زاوية سناء فارس شرعان
من الواضح جدا ان الثورات العربية استفادت من اخطائها وادركت مكان الخطأ وتجاوزته ودليل ذلك على ما حققته الثورة السودانية من انتصارات بالغة الاهمية .. اما الثورة الشعبية اللبنانية فما حققته خلال ثلاثة ايام يشبه المعجزة … فهي الوحيدة التي يمكن ان يطلق عليها ثورة بمعنى الكلمة حيث عمت كافة ارجاء البلاد من الشماء للجنوب ومن الشرق للغرب كما تجاوزت الامراض والاوبئة التي يعاني منها العرب كالطائفية والفئوية وانلجهوية عمت الثورة المناطق المسيحية والاسلامية السنية والشيعية على حد سواء والدرزية …
على ان اهم نتائج الثورة التي التي لم تتجاوز يومها الرابع يكمن في اقتلاع الحزب الشيعي الذي استوطن لبنان منذ تأسيس الاحزاب الشيعية في الثمانينيات من القرن الماضي حتى الآن وجعل من لبنان الذي عرف بالتآخي المسيحي الاسلامي ما ادى الى استقلال لبنان وابرام ميثاقه الوطني بعيدا على الطائفية والمحاصصة يدور في فلك ايران ونظامها الشعي الهادف الى التمدد على الارض العربية ما ادى الى سيطرة طهران على القرار في اربعة عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
الثورة الشعبية اللبنانية التي حققت خلال ثلاثة ايام ما عجزت عن تحقيقه الاحزاب والتيارات الفكرية البغيضة خلال عقود التي فسرها قادة الاحزاب بالشيعية مثل حزب الله وحركة امل الموالين لايران واصلا بها الامبراطورية بانها ثورة السنة والشيعة اثبتت انها ثورة الشعب اللبناني برئاسة اسلامية والمسيحية الدرزية خاصة بانهم انخرط شيعة لبنان في فعالياتها منددين بسقوط تياراتهم الموالية لدول لا تشي للفردية حيث اشتملك مدن وقرى الجنوب اللبناني في فعاليات الثورة جنبا الى جنب بيروت وطرابلس وصيدا فقد انخرطت مع الالاف في الثورة في مدن صور والنبطية معقل الاحزاب الشيعية كحركة امل وحزب الله وانقلبت الغالبية الشيعية في لبنان على قيادات الاحزاب الموالية لايران مثل حركة امل وحزب الله الذي اعلن علماؤه في وضح النهار بانحيازه الى ايران وحرصه على الدفاع عن اجوائها الامبراطية والانخراط في القتال معها اذا وقف حرب بين ايران وامريكا وحلفائها العرب والغربيين على حد سواء.
شيعةلبنان انخرطوا في الثورة في الجنوب ونددوا بقياداتهم وانحيازها لايران مرددين شعارات الثورة اللبنانية باسقاط النظام وتجاوز الطائفيةمؤكدين ان الشيعة العرب انحازوا الى مصالح امتهم وشعوبهم حيث انتفض شيعة العراق ولبنان ضد ميليشيات الحشد الشعبي وحزب الله الموالية لايران مؤكدين انهم حزء لا يتجزأ من الشعب العربي في العراق ولبنان وان ما يجمع اللبنانين والعراقيين هوالعروبة وليس الطائفية التي يرفضها العالم بعد ان لفظتها الامم والشعوب وتجاوزتها الاحداث مقابل ذلك كادت تصرفات حركة امل وحزب الله تعبر وتلاحق مثيلاتها في لبنان بكافة مكوناته ففي الوقت الذي يتجمع فيه اللبنانيين بمئات الالاف في جميع المدن والقرى في الساحات والشوارع الرئيسية كانت الميليشيات الشيعية الموالية لايران من اعضاء حركة امل وحزب الله تعمل على قمع المظاهرات الشبعية وخاصة في مدينتي النبطية وصور ما حدا بالجيش اللبناني الى حماية المتظاهرين في هاتين المدينتين والتواجد باعداد كبيرة فيها لهذه الغاية ما حدا بالمواطنين المتظاهرين الى الهتاف بحياة الجيش الذي وضح انضمامه لمطالب المتظاهرين والعمل على تحقيق اهدافهم ومطالبهم وطموحاتهم.
حركة امل حاولت تضليل الرأي العام بافكارها العمل على فض المظاهرات اما حزب الله فقد كشر عن انيابه واعلن امينه العام حسن نصر الله رفلضه القاطع لمطالب الجماهير باسقاط النظام واقالة الحكومة وابعاد كافة السياسيين عن الحكم مؤكدا اناستقالة اي مسؤول في هذه الظروف يعني تجاهل المطالب الوطنية وان كل من يقدم استقالته يعرض نفسه للمحاكمة بسبب جهد حسن نصر الله وحزبه على ابقاء الوضع الراهن نصرة لايران ضمانا لعرض الحكومة لمصالح اللبنانيين وتحسين اوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية … !!!