عصام الغزاوي
مرت سنوات الربيع العربي ونجا الاردن من تداعياتها بفضل وعي الاردنيين وحكمة قيادتهم، وخرجوا منها وقد ازدادوا وحدة وتكاتف، وانتماء لوطنهم والتفافا حول نظامهم، اكثر ما اخشاه اليوم هو ان سياسة فرق تسد الخبيثة بدأت تطل علينا بوجوه وأشكال جديدة، هذه السياسة ليست بجديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها بعض القادة التاريخيون لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى، واستعملتها الدول الاستعمارية في القرن التاسع عشر لاشاعة الفرقة في صفوف الشعوب التي استعمرتها فغرست بذور الشقاق والفرقة والخلاف بين مكونات مجتمعاتها الواحدة من اجل المحافظة على مصالحها ونهب ثرواتها، سيبقى مبدأ فرق تسد اسلوب لااخلاقي يستخدمه بعض الدهاة والسياسيين والجهلة لاشاعة الفرقة في صفوف الشعب الواحد من اجل تفريق قوة خصومهم الكبيرة الى اقسام صغيرة لتصبح اقل قوة مما يسهل تحييدها والتعامل معها في احكام سيطرتهم ونفوذهم والمحافظة على مصالحهم .. حفظ الله الاردن وشعبه وقيادته من كل سوء.