- وكالات
يواجه الفلسطينيون بمدينة القدس المحتلة، ممن يمتلكون أرضا مزروعة، مهما كانت مساحتها، خطر المصادرة من قبل الاحتلال، وذلك عن طريق مؤسسة إسرائيلية تسمى "سلطة الطبيعة" التي تصادر مئات الدونمات تحت ذرائع عدة، وتحول ملكيتها للاحتلال ثم لجمعيات استيطانية.
ويعتبر الناشط فخري أبو دياب أن المؤسسة تستهدف كل أراضي القدس بشكل عام، وهي ذات جوهر تهويدي وتغلف مشاريعها تحت إطار حماية الطبيعة وتحسين البيئة وتخضير الأراضي وزراعتها.
ويقول أبو دياب، وهو من ضحايا "سلطة البيئة"، إن عمل هذه المؤسسة "يستهدف كل المناطق المزروعة والشجرية والمسطحات الخضراء". وتابع بأنه تم تأسيسها للسيطرة على المسطحات المزروعة، ومنع المقدسيين من استخدامها وحرمانهم من البناء عليها أو الانتفاع منها، لافتا أنها تستخدم فيما بعد لاستثمار مشاريع تهويدية أو مستوطنات.
ويوضح أنها كذلك تمنع المقدسيين من تربية مواشٍ أو اقتناء طيور معينة، حيث إن لها ذراعا قوية في حرمانهم من الانتفاع بالأراضي واستغلال مواردهم.
ويؤكد أن سلطة الطبيعة تعد "من أخطر المؤسسات التهويدية لأنها وجدت لتهويد المنطقة والمسمى الذي تعمل به مسميات جميلة مغلفة لترويج الروايات التلمودية".
ويشير إلى أن أكثر من 118 دونما مزروعة بالزيتون تمت مصادرتها من أصحابها من قبل السلطة رغم أنهم يستخدمونها، ولكن المبررات جاهزة لدى الاحتلال للاستيلاء والسيطرة.
ووفقا لمنظمة "بيتسيلم" الحقوقية، فإن سلطة الطبيعة أو ما تسمى بسلطة الأراضي عملت خلال سنوات على مصادرة أراض فلسطينية بغرض إقامة حدائق يهودية عليها، تحت مسمى "الحدائق الوطنية" بزعم أنها موجودة في التوراة ويجب بناؤها في محيط "جبل الهيكل"، بينما تقوم السلطة بدورها بالاستيلاء والمصادرة.
فيما أكد الخبير في شؤون الاستيطان، جمال عمرو، أن سلطة الطبيعة أو "الدورية الخضراء" كما تشيع تسميتها في القدس، "هي عصابة إرهابية إسرائيلية بكل المقاييس، لأنها ذراع احتلالية وتتبع مباشرة لحكومة الاحتلال وكافة الوزارات، ولها نفوذ وسلطة عليا". وتابع بأن لها سطوة على البلديات، ولها دوريات يتم تحريكها على مدار اليوم.
وأوضح أنها عين للاحتلال تتابع تحت عناوين مختلفة النشاط الفلسطيني؛ إذا قام أحد المقدسيين بزراعة زيتون مثلا يقومون بخلعه فورا، كما أنهم يسجلون فترة زمنية معينة لغياب صاحب الأرض عنها لتسويغ الاستيلاء عليها.
وأشار أن سلطة الطبيعة تقوم بمتابعة الإطلالات الخضراء في القدس ويرسمونها ويعتبرون أنفسهم المسؤولين وممثلي البلدية وكأنهم المنفذ الميداني، مبينا أن 34% من أراضي القدس هي خضراء، وبالتالي فهي تتبع لسلطة الطبيعة وفقا لسياستها والهدف التهويدي الذي أنشئت لأجله.
ولفت إلى أنها تحاسب الفلسطينيين كذلك إذا قاموا ببناء إسطبلات للخيل أو حظائر للمواشي وتصدر أوامر بالهدم، فهم ظل الحكومة وظل البلدية وذراع تنفيذية في الميدان.
وختم إن "القائمين على المؤسسة التهويدية هم عبارة عن عصابة مافيا شديدة الحقد وهم من المستوطنين الأشد تنكيلا بالفلسطينيين ولهذا السبب فالأمور واضحة في منتهى السوء ونعلم جيدا أنه لا يحدث حدث في القدس إلا وما تسمى بسلطة الطبيعة حاضرة فيه بقوة".