نبض البلد -
نبض البلد -اكد متحدثون في ندوة حوارية نظمتها جمعية الحوار والفكر والتنمية الاردنية في اربد امس الاربعاء بقاعة غرفة تجارة اربد بعنوان" مستقبل المنطقة العربية في ظل التحديات الراهنة" ان عناصر القوة والاستقرار التي يتمتع بها الاردن هي عناصر غير تقليدية كما تتصف به الدول القوية او القوى الاقليمية.
وقال امين عام حزب الرسالة الدكتور حازم قشوع ان العناصر التقليدية التي تصنف الدول على اساسها كقوى مؤثرة عالميا واقليميا وفي مقدمتها الاقتصاد الانتاجي وقدرتها على حماية ذاتها ليست متوفرة بالقدر الكاف في الاردن لكنه اثبت انه اكثر دول المنطقة استقرارا وهو ما يؤكد ان عوامل قوة واستقرار الاردن تنبثق من معطيات غير موجودة في معظم دول العالم تتصدرها قدرة قيادته الهاشمية على الاشتباك العالمي والاقليمي وتقديمه خطابا مؤثرا ومقبولا ساهم باحداث توازانات جعلت الاردن دولة محورية لها دور مؤثر وهام في المشاريع الجديدة لاعادة صياغة الخارطة السياسية والاقتصادية للعالم ومن ضمنها منطقة الشرق الاوسط.
واكد قشوع ان هذا التاثير لجلالة الملك عبدالله الثاني كما ينسحب على ملوك بني هاشم والمدعوم بوحدة وطنية قد تختلف في ارائها لكنها تتفق على ثوابت الدولة الاردنية هو سر القوة والاستقرار الذي يتمتع به الاردن على كثير من الدول في المنطقة رغم ان اقتصاده رعوي وليس انتاجي ولا يمتلك دعما وقوة عسكرية كقوة عالمية وهو ما جعله يقول "لا" للضغوطات والتحديات والمشاريع المرسومة لتغيير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة.
وتوقع قشوع ان المنطقة تتجه للاسوأ وهو ما يستدعي العمل بجدية لمعالجة الاختلالات الاقتصادية وتمتين عناصر الاستقرار والقوة للدولة الاردنية بمعالجات اقتصادية كفيلة بازالة التشوهات الطبقية سواء في الرواتب او توزيع عوائد التنمية مؤكدا ان صمود الاردن بوجه التحديات الاكثر دقة وخطورة التي يتعرض لها في هذه المرحلة يعتبر اعجوبة.
واشار قشوع الى ان العالم الافتراضي الذي اصبح واسع النفوذ والتاثير ليس بالضرورة ان يكون هو الحقيقة بعينها لان العالم الافتراضي يتحدث عن اشياء لكن الحكومة تتحدث عن حقائق ووقائع اخرى تتفق احيانا وتخالف في احيان كثيرة ما يقدمة العالم الافتراضي من معلومات.
واكد قشوع ان الاحزاب الموجودة على الساحة المحلية تستطيع بالحد الادنى الذي تمتلكه من برنامج وكفاءات تشكيل حكومات برلمانية تقدم افضل مما هو موجود حاليا.
بدوره قال امين عام الحزب الوطني الدستوري الدكتور احمد الشناق ان الاردن دولة ذات رسالة وحاملة مشروع في مرحلة تاريخية غير مسبوقة لعقود مضت ما يحتم علينا ان نعيد انتاج خيوط الاشتباك افقيا وعموديا محليا واقليميا ودوليا وان نتبه الى القضايا الداخلية كباعث لانطلاقة جديدة تجعلنا اكثر قدرة على التعاطي مع السيناريوهات المتوقعة او المطروحة ومواجهته بثبات.
وحذر الشناق من ان القوى التي تريد الهيمنة على العالم وتتحكم بمصيره تنتج صراعات طائفية ومذهبية تهدف الى اخراج الامة العربية من سياقها العربي وتحولها الى دول لا تنتمي لامة ودخول الامة العربية في حروب بالوكالة تمهيدا لانشاء نظام عالمي جديد مخطط له منذ اكثر ثلاثة عقود لافتا الى انه ليس وليد الصدفة او هذه الحقبة الزمنية وانما بدات حياكته منذ تفتيت الاتحاد السوفيتي وبروز قوى اقتصادية ومحاور جديدة.
واكد الشناق ان الحضور القوي لجلالة الملك عبدالله الثاني في المجتمع الدولي والتحرك بمرونة داخله ومعرفة كيفية مخاطبته احرج قوى عالمية تفوقت علينا بالثروة وهي في ذات الوقت تجتهد في اضعافنا لتمرير مخططاتها ومشاريعها وهو ما دفع جلالته للتاكيد دائما للتحذير من الذهاب الى المكونات على حساب التعددية السياسية.
واشار رئيس الجمعية النائب الاسبق الدكتور حميد البطاينة الذي ادار الحوار الى ان حالة الصمود التي تميز الاردن تحتاج الى دعائم ثابتة وقوية تتمثل بمشاركة سياسية ومنح البرامج فرصة للتعبير عن انفسها ومعالجة الاختلالات الاقتصادية والتفاوت في الرواتب ومكتسبات التنمية لتعزيز الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية في الالتفاف حول وخلف الجهد الملكي الموصول لخدمة الاردن والقضايا العربية والمصيرية.
--(بترا)