نايل هاشم المجالي
التسويق الاجتماعي هو عملية تسويق للافكار التي تهدف لتغيير السلوك ، باستخدام مختلف التقنيات والاساليب التسويقية ، والتعاون المشترك الحكومي والقطاع الخاص والمنظمات الاهلية وغيرها ، لإحداث تغيير مجتمعي ولمواجهة الآفات المجتمعية المختلفة ، والفكر المنحرف والمتطرف ، ولخلق رأي عام يحث ابناء المجتمع على المشاركة الايجابية لمواجهة الازمات والاشاعات والفتن التي يتعرض لها المجتمع ، ويحث المجتمع للبعد عن السلبية واللامبالاة .
وليكون التسويق الاجتماعي ايضاً معنيا بالاتجاهات والمعتقدات التي تحتاج لقيادات فكرية لتصويب العديد منها بالاتجاه الصحيح ، حيث سيكون في البداية هناك رفض لكثير من الافكار التصويبية لافكار قديمة لا تحاكي الواقع الحالي ، حيث رسخت على مدى طويل ولم تعد تصلح للمجتمعات الحديثة ، مع مراعاة العوامل الاجتماعية ، والالتزام بأخلاقيات المجتمع والدوافع السائدة من اجل ذلك لتحقيق اكبر فائدة ممكنة .
فيجب ان يكون هناك بحوث تسويقية تجمع وتحلل البيانات بطريقة منتظمة تساعد على فهم التغيرات وسلوك الجمهور المستهدف ، فهناك الكثير من القضايا المجتمعية والقضايا الصحية والبيئية لا يمكن لوزارة او جهة واحدة القيام بمعالجتها ، بل تحتاج الى تظافر الجهود بشكل تكاملي مشترك بالتعاون مع ابناء المجتمع نفسه لصناعة وتقبل التغيير وعلى ديمومة الاستمرارية على المدى الطويل ، مع ايجاد مصادر تمويل مختلفة من اجل ذلك كذلك هناك كثير من المجتمعات الاقل حظاً بحاجة للعديد من الخدمات المرافقة والمساندة لاحداث التغيير الايجابي ، مثل رياض الاطفال والمرافق الترفيهية والحدائق المصغرة والبرامج الصحية والتوعوية ومكتبات ، ومن اجل استقبال القبول الطوعي لابناء المجتمع للمشاركة الفعالة في احداث التغيير .
فهي برامج وقائية تهدف الى تغيير كثير من الظواهر السلبية والآفات المجتمعية ، مثل المخدرات والتحرش والبلطجة ومعالجة القضايا البيئية والعادات والسلوكيات السلبية واستهلاك العقاقير الخطرة وعمالة الاطفال والتسرب من المدارس في غياب شبه كامل للأهالي والمدارس ورقابة الجهات المعنية ، وجميعها يهدف لغايات تطوير المجتمع .
ويعتبر التسويق الاجتماعي ابتكارا جديدا ومتجددا في مجال العلوم الاجتماعية في عصر العولمة ، ويستخدم نظريات الاندماج بالاتصال والاقناع للتأثير في تغيير المفاهيم والسلوكيات والاتجاهات لمختلف قضايا المجتمع .
كذلك فان التسويق الاجتماعي يتعامل مع الجوانب الشعورية والعقلية والانفعالية للافراد باختلاف سماتهم الشخصية ومعتقداتهم ، كذلك التوعية في عدم استهلاك كثير من المنتجات السوقية الغذائية وغيرها ، والضارة صحياً من الاطعمة المصنعة بطرق غير صحية ، او شراء مواد غذائية معلبة منتهية الصلاحية. إذن سيكون هناك توعية صحية ومعالجة لمحو الامية ، واساليب حديثة لرعاية الطفولة وتلوث البيئة .
ويجب ان يكون هناك تخطيط اجتماعي لتطوير المجتمعات خاصة التي تبرز فيها الكثير من المشكلات ، وآلية جمع المعلومات عن القدرات الذاتية للافراد والاسر لتحديد مستويات المعيشة ، والعادات والتقاليد ومدى ترسيخها وتمسك الافراد بها ، وانماط التغذية السائدة السلبية والايجابية ودراستها وتحليلها ووضع البرامج لمعالجتها .
ولا ننسى ان هناك اختصاصات في الجامعات يتناول هذا الموضوع ، وبالامكان ان يتم تكليف الطلبة المختصين لاجراء الدراسات والبحوث ، وتقديم البرامج مع الجهات المعنية لمعالجة هذه القضايا وكمشاريع تخرج حيث يظهر الأثر الايجابي على ارض الواقع والتغيير الذي تم احداثه .
Nayelmajali11@hotmail.com