"الانتخابات العامة" بين دعوة عباس "الفضفاضة" وقبول حماس "المشروط"

نبض البلد -

 فلسطين اليوم - غزة

أكَّد محللون سياسيون، أن دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى انتخابات عامة، التي اعقبها موافقة سريعة من "حماس" يشوبها بعض الغموض، مشددين على أنَّ إجراء انتخابات عامة (تشريعية، رئاسية، مجلس وطني) بشكلٍ نزيه وشفاف سيكون طوق النجاة للحالة الفلسطينية التي تعاني من أزمات متراكبة.

وكان عباس أعلن في خطابه بالأمم المتحدة أنه سيدعو إلى انتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس لدى عودته إلى رام الله، وسريعاً أعلنت (حماس) استعدادها للانتخابات الشاملة التي تتضمن الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني، وذلك تعقيبا على دعوة عباس.

الكاتب والمحلل مصطفى الصواف يرى أن دعوة عباس يكتنفها الغموض، متسائلاً "ما المقصود بالانتخابات العامة التي يقصدها؟، هل يقصد انتخابات تشريعية فقط مع استثناء الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني؟".

وأوضح أنَّ بيان حماس الذي قبلت فيه الدعوة كان أكثر وضوحاً، إذ حددت قبولها للدعوة بالانتخابات (الرئاسية، التشريعية، مجلس وطني)، مشيراً إلى أن عباس إذا كان صادقاً عليه أن يعلن صراحة عن انتخابات عامة تتضمن (انتخابات رئاسية، وتشريعية، ومجلس وطني).

ويرى أن اقتصار الانتخابات على انتخابات التشريعي لن يلقي قبولاً لدى حماس وباقي الفصائل، إذ ان المطلوب انتخابات عامة تتضمن الرئاسية، وتشريعية، ومجلس وطني.

وذكر أن إجراء انتخابات شاملة في القدس والضفة وغزة بشكل شفاف ونزيه، والإقرار بنتائجها والعمل بمقتضاها كفيل ان يخرج الحالة الفلسطينية مما هي فيه، مشيراً إلى أن المعيار الحقيقي لإنجاح الانتخابات العامة هو التوافق القَبْلي بين الفصائل وانهاء حالة الانقسام.

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب اتفق مع سابقه في أنَّ دعوة عباس بحاجة إلى تفسير أكبر، خاصة فيما يقصده بمصطلح الانتخابات العامة إذ كان يقصد رئاسة ومجلس وطني وتشريعية أم يقصد تشريعية.

ودعا الرئيس إلى إزالة الغموض واللبس من الدعوة التي أطلقها في الأمم المتحدة، وأن يحدد المقصود من وراء مصطلح انتخابات عامة.

وأوضح أنَّ عقبات كبيرة تواجه ملف الانتخابات، مثل ملف المرجعيات القضائية في ملف الانتخابات، والملف الأمني المتعلق بتأمين الانتخابات، مشيراً إلى وجود عقبات بحاجة إلى حسم حقيقي.

وذكر أن الانتخابات تشوبها العديد من العراقيل التقنية والأمنية والسياسية، لاسيما الإسرائيلية التي قد تمنع اجراء انتخابات في القدس المحتلة والتواصل السلس بين القطاع والضفة للجنة الانتخابات المركزية.

وقال الكاتب والمحلل السياسي احمد رفيق عوض "أنَّ الانتخابات العامة بمثابة مخرج حقيقي للأزمات التي تعصف بالقضية الفلسطينية مثل الانقسام وتدهور الأوضاع في غزة والضفة، إلى جانب وجود استحقاقات حقيقية تستوجب وجود اجسام فلسطينية موحدة".

وأشار أنَّ كلاً من السلطة وحركة فتح من جانب وحماس من جانب آخر يحتاجان لتلك الانتخابات في الوقت الراهن، إذ أن السلطة بحاجة إلى انتخابات في ظل وجود حكومة إسرائيلية –قيد التشكيل- يمينية، ستزيد من معدلات ضم الأراضي، وستعمل على اقصاء خيار حل الدولتين وفي ظل مطالبات عديدة ووجود استحقاقات دولية تتطلب تجديد للشرعيات الفلسطينية.

كما أن حماس بحاجة إلى انتخابات عامة لأسباب عديدة منها، أنها تريد الخروج من ازمات تعانيها، من بينها أزمات غزة الداخلية، إلى جانب حاجتها لجسم شرعي (معترف به دولياً) تنضوي فيه، مشيراً إلى أن تلك الأسباب تفسر سرعة موافقة حماس على دعوة الرئيس عباس.

وذكر أن الانتخابات الفلسطينية بحاجة إلى موافقات عديدة منها موافقة إسرائيلية وموافقات دولية، في ظل وجود عرقلة من الجانب الإسرائيلي، مشيراً إلى أن العرقلة الإسرائيلية ستكون سيدة الموقف في الانتخابات العامة.

ولم يستبعد أن تكون خطوة عباس بديل عن مبادرة الفصائل الثمانية التي قدمت مؤخراً.