يستكمل المجلس الاقتصادي والاجتماعي جلسات تقرير حالة البلاد019 2 وخصصت جلسة اليوم لمحور التنمية المجتمعية(الثقافة والشباب) والتي استضافتها مؤسسة عبد الحميد شومان وشارك بها وزيرالثقافة ووزير الشباب ونخبة من المثقفين و المختصين في قطاع الشباب,حيث ناقش المشاركون في الجلسة الاولى ورقة محور الشباب التي تناولت الاستراتيجية الوطنية التي تبنتها وزارة الشباب عام(2019-2025)وفيالجلسةالثانيةتم مناقشة ورقةالثقافةالتيتناولتالاستراتيجية الوطنية التي تبنتها وزارة الثقافة عام (2017-2019).
قال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور مصطفى الحمارنة أنه آن الأوان أن نناقش بموضوعية وانفتاح ملف الثقافة وملف الشباب وتعزيز مشاركتهم السياسية والنهوض بمشاركة المرأة التي تعتبر شريك أساسي في النهضة,وأضاف الحمارنة أن تقريرحالة البلاد 2019يتابع بشكل منهجي التوصيات التي خرج بها تقرير حالة البلاد 2018 وتحليل أعمق لمضمون الاستراتيجيات للوصول الى إعداد إطار للمسائلة والشفافية في متابعة العمل المؤسسي للقطاعات والمجالات المختلفة للمساهمة في تعزيزالانتاجية.
في الجسلة الأولى تناولتورقة الشباب قراءة تحليلية للاستراتيجية ومحاورها الأساسية وأهدافها، وخلصت الى أن الاستراتيجية وبشكل عامكان يجب أن تتضمن إطاراً تحليلياً لواقع قطاع الشباب وتعقيداته وملخصاً تنفيذياً, كما أنه غلب عليها الأنشطة ذات الطابع التوعوي والتدريبي ولم يتم تطويرها بشكل يستجيب للنوع الاجتماعي لكلا الجنسين.
بدوره قال وزير الشباب ووزير الثقافة محمد أبو رمان أن ملف الشباب ملف شائك وله علاقة مع كافة القطاعات ويترتب على ذلك رفع وتيرة التشارك والتنسيق بين هذه القطاعات.
وأضاف أبو رمان أن الوزارة تعمل على برامج تساهم في اندماج الشباب في الشأن الاقتصادي والسياسي واعتبر أبو رمان أن نقص الإمكانات المالية هو التحدي الرئيس الذي يواجه الوزارة لتنفيذ برامجها الموجهة نحو الشباب.
ونوه المشاركون الى دور الإعلامالهام كمجال محوري في تعزيز ثقافة إيجابية نحو الشباب والتعامل مع القضايا الشبابية,بالإضافة الى ضرورةاستحداث مهن جديدة في قطاع الشباب كمهنة " العامل مع الشباب" , ووضع استراتيجية استثمارية لتشجيع الاستثمار في البنية التحتية والبرامجية لوزارة الشباب والتحرك نحو استعادة الثقة التي فقدها الشباب في الحكومات.
ونوه المشاركون الى جملة من التحديات والملاحظات التي تواجه الشباب من أبرزها تنمية المشاركة السياسية للشباب ومفهوم المواطنة وحقوق الانسان وخصوصاً المرأة من خلال برامج عمل وأنشطة إبداعية وحقيقية,بالإضافة الى أهمية دعم الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشدّد المشاركون على اهمية تقوية الدور الترويجي لمراكز الشباب ودعمهم لزيادة إقبالهم على تلك المراكز وعقد برامج وفعاليات شيقة تقوم بإيصال الرسائل بشكل أفضل لتتناسب مع طرق تفكيرهم لتعزيز الايجابية والريادة لديهم وطالبوا بعدم ربط برنامج مكافحة التطرف فقط في وزارة الشباب وإنما في جميع المؤسسات والوزارات.
وفي الجلسة الثانية ناقش المشاركون ورقة الثقافة حيث تناولت الورقة مواطن القوة ومواطن الضعففي الخطة الاستراتيجية التي تبنتها الوزارةمثل وجود قانون لرعاية الثقافة في الأردنبالإضافة الى محوسبة نشاطات وأعمال وزارة الثقافة،وفي المقابل برز أن أهم مواطن الضعف وقف العمل بصندوق دعم الثقافة وعدم رصدالمخصصات المالية الكافية من قبل الحكومة, الذي أدى بدوره الى وجود نقص وضعف في تأهيل البنية التحتية وارتباط الفرص المتاحة والبرامج والفعاليات الثقافية والفنية بالدعم الخارجي المقدم من بعض الجهات.
وأشار المشاركون في الجلسة الى نسبة الأمية الثقافية وتخلف البحث العلمي وتدني الإنفاق عليه إضافة الى تردي الحالة المادية للمثقف,كما أكدوا على أنه لا يمكن إحداث نقلة نوعية في المشهد الثقافي دون الإرتقاء بالحريات السياسية وتشجيع دور المرأة وحماية المبدعين والمثقفين والاهتمام بالتشبيك بين وزارة الثقافة وكافة المؤسسات التي تعنى بالشأن الثقافي والفني الى جانب الاهتمام باللغة العربية في المنتج الثقافي.
وفي ذات السياق صرح الوزير أبو رمان أن وزارة الثقافة تعمل على عقد ملتقى وطني للإستثمار في الثقافة والفنون بحيث يحقق المنتج الثقافي دخلا إضافيا للناتج القومي.
كما أوصى المشاركون بضرورة اتخّاذ قرار سيادي بتفعيل دور الدولة الثقافي وهوالأمر الذي يتطلّب مضاعفة موازنة وزارة الثقافة وإعادة العمل بصندوق دعم الثقافةواتّخاذ خطوات لإصلاح العلاقة بين الدولة والهيئات الثقافية والفنية.
يذكران تقرير حالة البلاد 2019ختلف عن سابقه بالدرجة الأولى من حيث الاهتمام بتقييم وتحليل الإستراتيجيات الاحدث للجهات والوزارات المعنية التي تطبق هذه الاستراتيجيات في الوقت الراهن مع التركيز على المستوى التنفيذي وخطط العمل لإظهار ما طبق منها، وما لم يطبق.