عصام الغزاوي
مليون طالب لم يلتحقوا للاسبوع الثالث بمدارسهم والدولة العميقة لم تدرك بعد حجم المشكلة ولم تستشعر حجم الخطر القادم وتقف عاجزة عن تقديم حلول منطقية قبل ان تتفاقم الامور الى ما هو ابعد من المطالبة بعلاوة معلم، يبدو ان العقلية الحكومية لم ولن تنجح في استيعاب التحولات الكبيرة في المجتمع العربي، ولا المتغيرات في شخصية المواطن الاردني الذي بات ساخطا على كافة الحكومات بسبب الشعور بالظلم وعدم عدالة توزيع ثروات الوطن، وتغول الفاسدين على مقدراته واحلامه ولقمة عيشه، الحكومات التي إستمرأت تهديد استقراره ومستقبله والجور عليه، وعملت على توريث السلطة وتهميش الشرفاء من ابناء البلد، كم هو مؤلم وقاسي ان نرى الوطن يذوي ويسير الى الهاوية ولا نجد بواكي له من مسؤولين ابناء وطن حقيقيين، فالخطابات الرنانة ودغدغة العواطف والحلول التقليدية لم تعد تنفع في علاج معاناة الاردنيين، وحذاري من الاستمرار في التجاهل والمراوغة وزيادة التأزيم لانها ستجر البلد الى حيث لا تحمد عقباه، وعندها سيكون الوطن هو الخاسر الكبير .