أ.د.محمد طالب عبيدات
استثمارات صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي في دعم المناطق التنموية له أهداف سامية تتضمن خلق فرص العمل للخريجين الشباب لغايات درء شبح البطالة وكذلك دعم الأبعاد التنموية التي تعزز الإستثمارات على الأرض لتحقيق فرص العمل؛ واستراتيجية الصندوق تنبثق من خلال الرؤى الملكية السامية لدعم محافظات الأطراف وتحقيق الأبعاد التنموية في مختلف القطاعات، وأبرز المناطق التنموية التي يرعاها ويدعمها الصندوق منطقتي إربد التنموية والحسين بن طلال بالمفرق التابعتين لشركة الضمان لتطوير المناطق التنموية، ليصبّ ذلك في جهود الصندوق لإستثمار أموال الشعب الأردني بالوجه الأمثل من جهة والمساهمة المجتمعية في تشغيل أبناءنا الشباب المتسلحين بمهارات مطلوبة في سوق العمل:
1. كانت الزيارة الميدانية لعطوفة السيدة خلود السقاف رئيس صندوق إستثمار أموال الضمان الإجتماعي وفريق عملها إلى منطقتي إربد والمفرق التنمويتين مؤشرا على اهتمام الصندوق بتشغيل الشباب وتحقيق الأبعاد التنموية في المحافظات على طريق اللامركزية موازاة مع تطلعات الصندوق لتحقيق عوائد مالية من خلال الإستثمار في قطاعات مطلوبة لسوق العمل.
2. الإستثمار في منطقة إربد التنموية الواعدة يختص بالشركات الداعمة لأفكار المشاريع الناشئة الريادية، والذي يختلف عن كل الإستثمارات في المناطق التنموية الأخرى، وهكذا مشاريع تنموية نوعية تُحقق فرص عمل إبتكارية على الأرض من خلال أفكار إبداعية لشباب المستقبل ليؤسسوا لمشاريعهم وشركاتهم الخاصة من خلال حاضنات أعمال تنموية تُنشأ خصيصاً لهذه الغاية؛ كما تشكّل خزان أفكار وخدمات ناعمة وبرمجيات لدعم قطاعات بعينها كقطاعات تكنولوجيا المعلومات والتعليم والبحث العلمي والرعاية الصحية.
3. الشركات مدار البحث التي تشكّل المشاريع الداعمة الرئيسة لإطلاق الإستثمارات في منطقة إربد التنموية تشمل مشروع شمال ستارت المدعوم من الإتحاد الأوروبي لإنشاء حاضنات الأعمال والبدء بالمشاريع الريادية والطباعة ثلاثية الأبعاد ولمينوس للتعليم التقني والخطوة الثانية للبرمجيات وإكستنسيا لدعم الإتصالات وفوق السادة لصناعة التمثيل والهواة والمحترفين الفنانين.
4. منطقة إربد التنموية فكرة ورؤية ملكية سامية لغايات توفير فرص العمل للشباب وخصوصاً ممن يمتلكون الأفكار الإبداعية من خريجي الجامعات التي تُحيط بها، فجاءت فكرة إيجاد حاضنات الأعمال والريادة كترجمة واقعية لذلك، وكان إحداها مشروع لومينوس شمال ستارت والمدعوم من الإتحاد الأوروبي وبمشاركة مع الجمعية العلمية الملكية.
5. مشروع لومينوس شمال ستارت وفّر في مرحلته الأولى خلال الثلاث سنوات الماضية قرابة 300 فرصة عمل وإحتضن قرابة 100 شركة ناشئة جلّ موظفيها من الشباب المُبدع الذين يمتلكون الأفكار الإبداعية والقادرين على بلورة أفكار حواضن الإبداع لشركات مُنتجة وفاعلة في سوق العمل، كما سيستقبل مشروع لومينوس شمال ستارت في مرحلته القادمة شباب الوطن المبدعين من خريجي الجامعات ممن لديهم أفكار صناعية وكمنتج مبدئي لغايات الإستثمار في أفكارهم لسوق العمل لولوج عالم المال والأعمال والإنتاجية.
6. بيد أن شركة الخطوة الثانية المتخصصة في صناعة البرمجيات التعليمية والصحية حققت إنجازات على الأرض خلال سنتين من عمرها من حيث تشغيل أكثر من ٦٥ مبرمجا وتصدير برمجيات تعليمية وتقنية وتدريبية لمناهج مدارس الإمارات العربية المتحدة كافة؛ وهنالك تطلّع لخدمة السوق المحلي وإقليم الشرق الأوسط برمّته، وأمّا شركة إكستنسيا الداعم الرئيس لسوق العمل في قطاع الإتصالات فقد شغّلت حوالي ألف شاب جامعي للآن جلّهم من جامعات الشمال التي نعتز بها؛ وهذا هو الهدف الرئيس لخلق فرص عمل على الأرض.
7. في منطقة إربد التنموية، فإن هكذا مشاريع تنموية ستحقق فرص عمل في مجالات دراسات السوق التي تتمثّل في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والتعليم العالي والتقني والرعاية الصحية والصيدلانيات والخدمات المساندة وغيرها، وحيث أن المخطط الشمولي للمنطقة قد تم إقراره من مجلس الإستثمار في هيئة الإستثمار، وشارف تأهيل مقاولي مشاريع البنية التحتية على الإنتهاء فإن إطلاق الإستثمارات التي تُحقق فرص العمل بات قريباً في منظور العامين القادمين.
8. خصوصية منطقة إربد التنموية تختلف عن أي منطقة أخرى بأنها ستستثمر في الطاقات البشرية التي يُبدع بها الأردنيون، والزخم الكمي والنوعي لخرّيجي جامعات الشمال يشكّل رافداً تنموياً للمنطقة والتي باشرت بالإستثمار في بعض شباب تكنولوجيا المعلومات لحوسبة مناهج وبرمجيات وغيرها، فمجتمع الريادة وحاضنات الأعمال وتشغيل الشباب بالأفكار الإبداعية ميزة أردنية تنافسية، فالأردن بات مركزاً إقليمياً للإبداع الشباب التقني وغيره، والمطلوب الإستثمار الأمثل بهؤلاء الشباب ليشعروا بأهميتهم أكثر.
9. مطلوب البناء على هكذا مشاريع تنموية لتشكّل رافداً حقيقياً لسوق العمل الإبداعي وليس الكلاسيكي، فالحواضن الإبداعية تولّد الشركات، والشركات تكبُر لتُحقق فرص العمل الحقيقية لتشغيل شبابنا العاطل عن العمل والذي بات أكبر همُّه إيجاد فرصة العمل الملاءمة لقدراته ومهاراته لنساهم في كبح جماح البطالة بين صفوف الشباب الجامعي وغيره.
10. وأمّا منطقة الحسين بن طلال التنموية في المفرق فالإستثمارات بها تختلف عن منطقة إربد حيث الصناعات بأنواعها المختلفة عنوان عريض لذلك، إذ إستطاعت أن تشغّل قرابة 860 من أبناء المنطقة والأردن، وفي ذلك بُعداً تنموياً وآخر تشغيلي للشباب وأصحاب المهارات سواء التقنية أو غيرها.
بصراحة: إستثمارات صندوق الضمان في المناطق التنموية تشكّل قصص نجاح ومكسبا للشباب المبدع وللجامعات والمجتمع المحلي لتوفير فرص العمل الريادية والإبداعية للشباب، وخصوصاً أن دراسات السوق والنماذج المالية والريادية والأعمال كلها تؤشّر لنجاحات على المدى المنظور لكل الفرص الإستثمارية المتوفرة.