في منطقة هاتاي التركية توجد شجرة ضخمة جداً، تدعى «شجرة موسى» ويُحكى أنَّ الخضر الذي وردت قصته في القرآن الكريم مرَّ بهذه المنطقة، ووضع عصاه على جذع شجرة فانبثق منها الماء، وعاشت منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا.
قصة شجرة موسى جعلتني أتساءل، هل من الممكن أن تعيش الأشجار حقاً كل تلك المدة؟
وخلال البحث عن الإجابة اكتشفت أنّ أقدم شجرة في الكوكب عاشت مدة أطول من ذلك بكثير، فعمرها يقدر بحوالي 80 ألف عام وفقاً لموقعOLDESTالأمريكي.
وسأشارك معكم قائمة بأقدم 10 أشجار على سطح كوكبنا:
على الرغم من أن الجنس البشري يُدمر الكوكب على نحو أسرع من إمكانية الطبيعة الأم على التعافي، ما زالت هناك، لحسن الحظ، عجائب طبيعية في هذا العالم صمدت أمام الزمن لآلاف السنين.
تتمتع الأشجار التي نجت وضُمّنت في هذه القائمة بالحماية لمنع تدميرها، حتى إن واحدةً من أقدم الأشجار المنفردة تملك موقعاً سرياً لا يُكشف عنه للجمهور.
كانت شجرة السيناتور واحدةً من أقدم وأضخم أشجار السرو الأصلع في العالم، إذ قُدِّر عمرها بـ3,500 سنة.
قُبيل هلاكها، كان طول شجرة السيناتور يبلغ 36 متراً، بينما بلغ محيطها 10.7 متر.
وكان طول الشجرة في الأصل يبلغ 50 متراً، بيد أن قمة الشجرة دُمرت جراء إعصار في عام 1925.
لسوء الحظ، دُمرت الشجرة عام 2012 بفعل النيران التي أشعلتها سارة بارنز وصديق لها، حيث كانا يُدخنان معاً داخل الشجرة، وتركت سارة الحريق مُشتعلاً مما دمر الشجرة من الداخل والخارج.
تُعد شجرة غران أبويلو (التي تعني في الإسبانية «الجد الأكبر») الموجودة في منتزه «أليرس كوستيرو» الوطني في جمهورية تشيلي، أقدم شجرة على قيد الحياة في أمريكا الجنوبية.
يتجاوز طول الشجر الـ60 متراً، في حين يبلغ قطرها 4 أمتار، ومحيطها 11 متراً.
حُدد عمر شجرة غران أبويلو في عام 1993 بعد أن استعان الباحثون بحلقات النمو للتحقق من مدى قدمها.
إذ قدَّروا أن عمر الشجرة كان يبلغ حوالي 3,622 عاماً تقريباً في ذلك الوقت.
استناداً إلى عمر شجرة غران أبويلو، يعني هذا أنها زُرعت قبل ميلاد المسيح بـ1,500 عام تقريباً. ومن المُحتمل أن غران أبويلو لم تكن حتى أقدم الأشجار في المنطقة؛ حيث إن كثيراً من الأشجار الأكبر حجماً قُطعت فيما مضى.
يُعتقد أن شجرة سارفي أباركوه (شجرة سرو أباركوه) واحدة من أقدم الأشجار في العالم، حيث إن التقديرات تشير إلى أن عمرها يتراوح ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف عام.
من الصعب تحديد عمر دقيق للشجرة، غير أنها زُرعت منذ سنواتٍ طويلة.
تقول الأسطورة إن شجرة سارفي أباركوه زُرعت بواسطة زرادشت، وهو نبي إيراني، أو بواسطة يافث، وهو الابن الثالث للنبي نوح عليه السلام.
تُعد شجرة سارفي أباركوه معلَماً طبيعياً وطنياً، وتكفل لها منظمة التراث الثقافي في إيران الحماية. أسهمت ضخامة حجم الشجرة وماضيها الأسطوري وعمرها في جعلها واحدةً من مناطق الجذب الأكثر شعبية في مقاطعة أباركوه.
تشير التقديرات إلى أن عمر شجرة الطقسوس لانجرنيو يتراوح بين 4 إلى 5 آلاف عام.
غالباً ما تكون عملية تأريخ أشجار الطقسوس صعبة، حيث إن نواة الأشجار تكون قد ضاعت، ونمت فروع عدة خارج المنطقة الوسطى من الشجرة.
توجد أشجار الطقسوس في باحة كنيسة القديس ديجين في قرية لانجرنيو، وتمتلك الكنيسة شهادة موقعة من قبل ديفيد بيلامي، وهو عالم نباتات إنجليزي ومؤلف وإذاعي ومن دعاة حماية البيئة، تفيد بأن عمر الشجرة يتراوح بين 4 إلى 5 آلاف عام، استناداً إلى سجلات خطّية تعود إلى آلاف السنين.
تحظى شجرة الطقسوس لانجرنيو بمكانة خاصة في الأساطير الويلزية، حيث إنها ترتبط بروح إنجليستور (وهو اسم ملاك مسؤول عن تسجيل أعمال الأشخاص)، الذي يجيء كل عيد هالوين ليتنبأ بأي من الرعية سيلقى حتفه في العام المقبل.
كانت شجرة متوشالح حتى عام 2012 أقدم شجرة عرفها العالم، واكتُشِف عمرها (الذي كان يبلغ 4,789 عاماً في ذلك الوقت) عام 1957، بواسطة توم هارلان وإدموند شولمان.
سُميت الشجرة باسم أقدم الشخصيات التي وردت في الكتاب المقدس، وهو متوشالح الذي عاش إلى أن بلغ من العمر 969 عاماً.
تنمو الشجرة القديمة في بستان متوشالح في الجبال البيضاء بمقاطعة إنيو في كاليفورنيا، حيث تُحاط بأشجار قديمة أخرى، أما موقعها المُحدد فهو غير معروف للجمهور لحماية الشجرة من أعمال التخريب.
استناداً إلى عمر شجرة متوشالح، من المُقدر أنها زُرعت في العام 2832 قبل الميلاد تقريباً، ما يجعلها أقدم من الأهرامات المصرية الشهيرة.
قبل هلاكها في عام 1964، كانت شجرة بروميثيوس واحدةً من أقدم الأشجار في العالم، وفي ذلك الوقت كانت أقدم حتى من شجرة متوشالح.
وكانت الشجرة موجودة في بستان يضم العديد من الأشجار القديمة في حديقة ويلر بولاية نيفادا.
في عام 1964، مُنِح عالم الجغرافيا دونالد آر كاري تصريحاً من قبل إدارة خدمة الغابات، بأخذ عينة أساسية من الشجرة ليُحدد عمرها، الذي اشتبه في أنه تجاوز الـ4 آلاف عام.
لسوء الحظ، انحرفت عملية الاستخراج التي أشرف عليها كاري عن مسارها الصحيح، وقُطعت الشجرة بأكملها.
أحصى الباحثون 4,862 حلقة نمو على العينة الأساسية للنواة، لكن تقديراتهم تُشير إلى احتمالية تفيد بأن عمر الشجرة كان 4,900 عام على الأقل، فمن المحتمل أنها لم تُسجل نمواً كل عام نظراً لأوضاع المنطقة القاسية.
يُعتقد أن شجرة صنوبر بريستلكون غير المسماة الموجودة في الحوض العظيم هي أقدم شجرة منفردة في العالم.
نُصبت أقدم شجرة في عام 2012، متفوقة على الشجرة التي حازت الرقمَ القياسي سابقاً بفارق يزيد عن 200 عام.
استُخلصت عينة الشجرة بواسطة إدموند شولمان في أواخر الخمسينيات، إلا أن الفرصة لم تُتح له لتأريخ عينته قبل أن يتوفي في عام 1958.
قُدِّر عمر الشجرة لاحقاً بواسطة توم هارلان في عام 2010، الذي كان يعمل على العينات التي جمعها شولمان قبل أن يُتوفى هو أيضاً.
قبل وفاته، أفاد هارلان أن الشجرة لا تزال على قيد الحياة، وأنها كانت تبلغ من العمر 5,062 عاماً.
عندما اكتُشفت شجرة تجيكو المُعمرة لأول مرة في السويد في عام 2008، أُعلن أنها أقدم شجرة في العالم، وقُدر أنها تبلغ من العمر حوالي 10 آلاف عام.
على الرغم من أن شجرة تجيكو المُعمرة باتت تُعرف بأنها «أقدم شجرة في العالم»، فإنها ليست بمثل قِدم شجرة السنديان «جوروبا» (تتجاوز 13 ألف عام) التي اكتُشِفت بعد ذلك بعامٍ واحد.
شجرة السنديان جوروبا (وهي فصيلة شجر السنديان بالمر) هي شجرة مستعمرة نسيلية أخرى نجت لآلاف السنين باستنساخها لنفسها.
ويتجاوز عمر شجرة السنديان جوروبا، التي لم تُكتشف إلا في العقد الماضي، الـ13 ألف عام.
إذ قدر الباحثون عمرها بناءً على حجم المستعمرة ونمو الجذوع الفردية.
أحد الأشياء الفريدة الأخرى التي تتعلق بشجرة السنديان جوروبا هو أنها شجرة السنديان الوحيدة من فصيلة بالمر التي توجد في المنطقة، حيث تفضل تلك الفصائل العيش في مناطق أكثر رطوبة وأكثر جبلية.
في عام 2009، عندما اكتُشفت شجرة السنديان جوروبا لأول مرة، كان للشجرة حوالي 70 مجموعة من الجذوع، وبلغ عرضها 2.5 كيلومتر، وبلغ طولها متراً واحداً.
بعمرٍ يُقدر بأنه يتجاوز الـ80 ألف عام، تُعد شجرة باندو أقدم شجرة في العالم، فضلاً عن كونها واحدة من أقدم الكائنات الحية.
في حين أن معظم الأشجار الأخرى التي تتضمنها هذه القائمة فردية، تُعد باندو مستعمرة نسيلية تتشارك نظام تجذر جوفياً واحداً.
قد تبدو شجرة باندو فوق سطح الأرض كبستان من الأشجار المنفردة، بيد أنها جميعاً نسخ مُستنسخة متطابقة جينياً.
بقيت شجرة باندو على قيد الحياة لزمن طويل، لأنها كانت قادرة على استنساخ نفسها باستمرار.