"جماعات الهيكل".. أداة الاحتلال التنفيذية لتغيير الواقع بـ"الأقصى"

نبض البلد -

 - وكالات

لم تدخر ما تسمى "جماعات الهيكل" جهدًا ولا وسيلة إلا واستخدمتها لأجل الترويج لهدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم مكانه، وتكثيف الاقتحامات المركزية والبرامج الإرشادية، وزيادة ساعات الاقتحامات والوجود اليهودي في المسجد، مع دعواتها المتكررة لإغلاق مصلى باب الرحمة وتحويله لكنيس يهودي.

وطيلة السنوات الماضية، كان ولا زال الأقصى هدفًا استراتيجيًا للجماعات اليهودية المتطرفة التي بدأت تتسع دائرتها من حيث العدد والنفوذ، وباتت تتغلغل في حكومة الإحتلال، وتحدد السياسات العامة لها بشأن الفلسطينيين ومقدساتهم، وتحديدًا الأقصى.

ومع اقتراب انتخابات "الكنيست"، تستغل هذه الجماعات قضية استهداف الأقصى، والدعوات لبناء "الهيكل"، كورقة ضغط على الساسة الذين يخوضون سباق الانتخابات المقررة في 17 الجاري.

وعادةً ما تُصعد خلال الأعياد اليهودية أنشطتها الترويجية لهدم "الأقصى" وبناء "الهيكل"، ودعواتها لتغيير الوضع القائم في المسجد، وإتاحة المجال لليهود لأداء صلواتهم وطقوسهم التلمودية بداخله.

وتعتبر جماعة "إحياء الهيكل" من أبرز الجماعات الدينية المتطرفة التي تتربص بالأقصى، وهي الأكثر تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة.

وهناك جماعات متطرفة أخرى تسعى لتحقيق ذات الهدف، وهي "جماعة حراس الهيكل، بناء الهيكل، إسرائيل الفتاة، كاخ، أمناء الهيكل، حركة نساء من أجل الهيكل، التاج الكهنوتي، إعادة التاج، جماعة الاستيلاء على الأقصى، وحركة عائدون إلى الجبل".

ويعد وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان رجل "منظمات الهيكل" في حكومة الاحتلال وواحدًا من أقرب وزراء "حزب الليكود" إلى تلك المنظمات، وأكثر شعبية ومرشح لديها تقدمًا في قوائم الحزب للانتخابات القادمة. وكثيرًا ما دعا "أردان" إلى تغيير الوضع القائم في الأقصى، حيث اعتبر أن الوضع الحالي "مجحف بحق اليهود"، لأن "جبل الهيكل هو أقدس مكان بالنسبة لليهود".

ولم يتوقف هذا الأمر على "أردان"، بل اتفق رئيس "حزب الهوية" موشي فيجلن مع نتنياهو نهاية أغسطس الماضي، على حَلِّ حزبه وإدخاله بالكامل في كتلة "الليكود" بالانتخابات مقابل منحه عدة امتيازات خاصة لـ "جماعات الهيكل". ومن أبرزها، "تحسين الخدمات والمعلومات وتقصير فترة انتظار اليهود أمام "جبل الهيكل"، ما يعني تسهيل اقتحاماتهم وإطالة مدتها واحضار يافطات وأدوات تعريفية خاصة بهم في الأقصى.

وتعقيبًا على هذا الاتفاق، اعتبر اتحاد "منظمات الهيكل" أن" هذا أكبر إنجاز سياسي يحققونه منذ احتلال القدس عام 1967 في الطريق نحو بناء "الهيكل" المزعوم مكان مسجد قبة الصخرة".

وتشكل "جماعات الهيكل" رأس الحربة في تنفيذ مخطط "إسرائيلي" يستهدف الأقصى وتغيير الوضع القائم فيه، وفرض جديد، وفق الناشط المقدسي المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب

ويوضح أبو دياب أن الجماعات اليهودية الدينية والصهيونية العالمية وُظفت لأجل تقسيم الأقصى أو اقتطاع جزء منه، كي تمهد الطريق أمام هدمه، لصالح إقامة "الهيكل" فوق أنقاضه.

وتدعم هذه الجماعات الاحتلال في سياسته بتفريغ الأقصى من المسلمين، وتطالب بفتح باب المغاربة على مدار الساعة لإتاحة المجال للمتطرفين لتدنيسه.

ويضيف "جماعات الهيكل" تعتبر الأداة التنفيذية للاحتلال لتغيير الواقع بالأقصى، خاصة أن هناك 60% من الإسرائيليين يؤيدون ما تقوم به تلك الجماعات.

ومن المتوقع أن تجتاز الجماعات المتطرفة نسبة الحسم بالانتخابات وأن يكون لها تمثيل بالكنيست، وهذا ما سيكون له انعكاس سلبي على الأقصى.

ولهذا يتوقع الناشط المقدسي أن تشهد القدس والأقصى تصعيدًا إسرائيليًا كبيرًا، حيث سيحاول الساسة تطبيق برامجهم الانتخابية، والتي على أجندتها الأقصى.

ويشير إلى أن الضغط سيزداد على المصلين في الأقصى، وسط محاولات لاقتطاع جزء منه، لإقامة كنيس يهودي، فالقادم سيكون صعب.

ومن بين الحاخامات الداعمين لـ "جماعات الهيكل" "يهودا عليك"، الذي يعد من أبرز المدافعين عما يسمى "جبل الهيكل"، وعراب اقتحامات الأقصى.

ويرى المختص في شؤون القدس جمال عمرو أن "جماعات الهيكل" أداة مهمة وسلاحًا لدى حكومة الاحتلال بغية تنفيذ مخططاتها المتعلقة بالقدس والأقصى، حيث أنها تحظى بدعم حكومي ماديًا وسياسيًا ومعنويًا.

ويشير أن هذه الجماعات البالغ عددها نحو (28 منظمة) حققت على مدار سنوات انجازًا وتقدمًا بشأن الأقصى، وخاصة على صعيد تكثيف الاقتحامات ومحاولة أداء صلوات تلمودية، وكذلك الوصول إلى مراكز القرار في حكومة الاحتلال.