- وكالات
شنّ القيادي البارز في "هيئة تحرير الشام"، أبو العبد أشداء، هجوماً هو الأول من نوعه على قائده الارهابي أبو محمد الجولاني، وذلك في تسجيل مصور أعلن فيه عن فضائح قيادة الهيئة مالياً وعسكرياً وإدارياً وتسلّمها مبلغ 100 مليون دولار من جهة مجهولة منذ أول تأسيسها، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار من قبل الهيئة بفصله وإحالته إلى القضاء العسكري للمحاكمة.
جاء انقلاب "أشداء" في ظل التوتر الذي تعيشه "الهيئة" في صفوفها بعد احتجاجات مازالت مستمرة حتى اليوم ضد الجولاني وهيئته وانقلاب الشرعي عبدالله المحيسني عنه ودعوته قادة فصائل الهيئة إلى عزل أنفسهم.
وكشف القيادي في تسجيل مصوّر بعنوان "كي لا تغرق السفينه" تحدث فيه عن فضائح الجولاني وقيادة الهيئة الذين قاموا بتحويلها إلى إمارة خاصة يتزعمها أصدقاء وأقارب القادة الذين يقومون بتسليم المناصب وفق درجة الولاء للجولاني، بالإضافة إلى إعلانه عن فشل الهيئة باتخاذ أي قرار دون تدخل خارجي وخضوعها للتفاهمات الدولية.
وأضاف "أشداء" الذي كان معروفاً بتأييده المطلق وقيادته لمعظم معارك "الهيئة" ضد الفصائل الارهابية التي تم إقصائها خلال السنوات الماضية، أن الهيئة حصلت على 100 مليون دولار منذ أول تأسيسها من جهة مجهولة لم يسمها، مبيناً أنها استولت أيضاً على ملايين الدولارات وأكثر من 1100 آلية ومستودعات من الأسلحة والأغذية والأدوية من "حركة نور الدين الزنكي"، مشيراً إلى أن سياسة الهيئة الفاشلة تسببت بانشقاق مئات المقاتلين والقادة وتهميش كل من يعارض قيادة الصف الأول.
وحمّل مسؤولية الخسائر الميدانية الأخيرة شمال حماة وجنوب إدلب بسبب سياسة التجويع التي اتبعتها الهيئة التي أثرّت بشكل كبير على معنويات المقاتلين الذين لا يتقاضون رواتبهم القليلة بانتظام رغم توفر المال والتذرع بأنه يتم صرفها على قطاعات أخرى، حيث تبين لاحقاً أنها أكاذيب كانت تتذرع بها قيادة الجولاني.
وبيّن أن الأموال التي تحصل عليها الهيئة شهرياً تكفي مقاتليها ومقاتلي الفصائل الأخرى نتيجة الموارد التي تتحكم بها في مناطق نفوذها من معابر حدودية وجمع الضرائب والزكاة والسيطرة على الممتلكات العامة، واحتكار التجارات ومصادرة كثير من دخل المنظمات، والتهريب وتجارة الدخان وسرقة أموال الفقراء.
وتحدّث أبو العبد عن وجود جواسيس يرسلون التقارير لقادتهم يتحدثون فيها عن درجة ولاء كل من يتتبعونه، وعلى أساسها يتم منح المناصب أو حجب الثقة والفصل.
وأدت الفضائح التي كشف عنها القيادي البارز عن اشتداد التوتر داخل صفوف الهيئة وانقسام الموقف بين موالين لأشداء ومعارضين له الذين اتهموه بتشويه صوره الجولاني والانقلاب عنه لزيادة الانشقاق في صفوف الهيئة بعد فشله في قيادة مجموعاته في المعركة الأخيرة ضد الجيش السوري.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الموقف الذي سجلّه أشداء سيزيد من حجم الانشقاقات في صفوف الهيئة وتشكيل جبهة مضادة تهدف إلى إسقاط الجولاني وجماعته، وارتفاع عمليات التصفية في صفوف المعارضين للجولاني كما حصل الثلاثاء عندما تم العثور على القيادي أبو عبد المحسن الجزراوي ومرافقه مقتولين بالرصاص داخل مقرهم بمدينة سراقب.
وأكد ناشطون أن" أشداء" في مكان آمن عندما تم بثّ التسجيل المصور، مشيرين إلى أن محاولة اعتقاله ستشعل فتيل الاقتتال ضمن الهيئة نفسها وخاصة أن لديه أنصار كُثر بعضهم يقاتلون معه في فصيل يقوده تحت مسمى "جيش عمر".