- وكالات
ما يزال محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية ينام في سيارته الخاصة ويتناول وجباته الثلاث فيها مع عشرات المتضامنين معه.
ويقبع أبو الحمص وهو ناشط بارز في الدفاع عن "كرامة" وحقوق أهالي العيسوية في سيارته على بعد نصف متر فقط من حدود بلدته المبعد عنها بذريعة نشاطه "المزعج" لشرطة الإحتلال وحرس الحدود التي تمارس عمليات تنكيل يومية بحق الأهالي بهدف ابعادهم عن قريتهم ضمن مخطط معلن وهو تفريغ القدس المحتلة من أهلها لتصبح مع مرور الزمن مدينة ذات اغلبية يهودية .
ويقول أبو الحمص، منعوني من دخول القرية. انا على بعد نصف متر من حدودها وانام في السيارة منذ 14 يوما.. انها سياسة منظمة هدفها قتل الروح الوطنية بداخلنا ودفعنا للشعور باليأس وبالتالي الرحيل عن القرية وهذا ما يسعى الاحتلال لتحقيقه ".
وأضاف ان سلطات الاحتلال وبعد ان استخدمت كل أساليب القمع والتنكيل والقتل العمد ضد أهالي القرية ولم يجد ذلك نفعا معهم، لجأت الى سياسة الابعاد القسري عن القرية اذ أبعدت الى الان نحو 25 لانهم "يزعجون" الشرطة .
وتعاني العيسوية من سياسة الحصار الإسرائيلية حيث لا تصدر البلدية رخص بناء او إضافات على الأبنية القائمة كما تمتنع عن إعادة تأهيل البنية التحتية فيها وكذلك لا توفر أماكن للترفيه للأطفال. وفي حال اقدم أي مواطن على البناء بعد ان يقدم طلبا للترخيص لدى بلدية الاحتلال فإن هذه الأخيرة تتنظر اكماله عملية البناء والتشطيب ثم تقوم بإخطاره فورا بالهدم وحينها تقع الكارثة .
ويبلف عدد سكان العيسوية يبلغ 25 الف بينهم 6420 طفلا. لا توجد لهم "أرجوحة" واحدة يلهون عليها .
ويقول أبو الحمص، ان شرطة الاحتلال تخشى من توثيق اعتداءاتها وجرائمها لذلك فهي لا تمارس الاعتداء في حال وجود كاميرات صحفية او مراقبة من قبل منظمات حقوق الانسان، فيما تعربد كما تشاء في غياب أدوات التوثيق مما يتطلب من كل صاحب ضمير حي ان يتوجه الى العيسوية لتوثيق معاناة أهلها .
كما طالب المسؤولين الفلسطينيين بزيارة القرية وتحسس معاناة أهلها والاطلاع على احتياجاتهم ووضع خطط لتعزيز صمودهم وتوفير مقوما الحياة الانسانية لهم .
وقال ان كرامة العيسوية اكبر من جبروت الاحتلال وسنظل صامدين ومرابطين مهما قست علينا الظروف "وسأظل انام في سيارتي ولن التفت لكل ما عرض علي من أماكن للسكن فيكفيني رائحة العيسوية وهواؤها الذي استنشقه ثم انام . "
واعتقلت قوات الاحتلال الأحد الماضي الناشط المقدسي أبو الحمص من منزله بالعيسوية شمال شرق القدس، علمًا أنه اعتقل عدة مرات وتعرض للتحقيق والاعتداء عليه أثناء تغطيته وتوثيقه للأحداث التي تتعرض لها القرية .