"اسرائيل": نصر الله بدأ بتطبيق توازن الرعب الجديد "الدم بالدم"

نبض البلد -

محللون: إسقاط مسيرة إسرائيلية جزء من الرد ولن يكون الأخير

  - وكالات

الجبهة الشماليّة دخلت مرّةً أخرى للتصعيد، و"الجنوبيّة" باتت أكثر من جاهزةٍ لقيام كيان الاحتلال بشنّ حربٍ على قطاع غزّة بعد الانتخابات في 17 الجاري، في ظلّ هذا الوضع، ما زالت مفاعيل العملية النوعيّة التي نفذّها حزب الله على الحدود مع كيان الاحتلال، تُلقي بظلالها على الأجندة السياسيّة، الأمنيّة والإعلاميّة في "إسرائيل"

وأكّد خبراء ومُحلِّلون في قنوات التلفزيون الإسرائيليّ، نقلاً عن مصادرهم، أنّ جولة العنف بين الكيان وحزب الله لم تنتهِ حتى اللحظة، لافتين إلى أنّه ليس من المُستبعد بتاتًا أنْ يلجأ الأمين العّام للحزب حسن نصر الله، أإلى إرساء معادلة الدّم بالدّمّ، أيْ مُقابل كلّ شهيدٍ من الحزب يجب أنْ يقوم الحزب بقتل جنديٍّ إسرائيليٍّ، وبالتالي، رأى المُحلِّل أور هيلر، من القناة الـ13، أنّ المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب ما زالت مُستعدّةً للتصعيد في كلّ لحظةٍ، وأنّ نشر الناطِق العسكريّ صورًا لما قال إنّه مصنعًا مُشتركًا للصواريخ الدقيقة، أيْ لحزب الله ولإيران، كان هدفه توجيه رسالة تحذير للحزب إلّا يُواصِل التصعيد على الجبهة الشماليّة.

وأفادت صباح امس، أعلن الناطق العسكريّ االجنرال رونين مانيليس، أنّ طائرة بدون طيّارٍ إسرائيليّة، كانت فوق الأراضي اللبنانيّة سقطت، ولم يستخدِم مُفردة "أُسقِطت" من قبل حزب الله، لكن في الوقت عينه اعترفت المصادر العسكريّة واسعة الاطلاع في تل أبيب أنّ البيان الرسميّ الذي أصدره الناطِق بلسان جيش الاحتلال عن سقوط أوْ إسقاط المُسيرّة، جاء بعد إعلان حزب الله عن إسقاط الطائرة.

الاعتراف الإسرائيليّ بسقوط الطائرة، جاء بعد إعلان الحزب عن إسقاط المُسيرّة، الأمر الذي يؤكّد على أمرين: الأوّل، أنّ الاحتلال حاول إخفاء سقوط مسيرته، ولم يتوقّع على ما يبدو أنْ يُبادِر الحزب إلى الكشف عن ذلك، أمّا الثاني، فهو أنّ الحزب تمكّن من جرّ "إسرائيل" ورائه في الحرب النفسيّة-الإعلاميّة، وهذا الأمر يُعتبر انتصارًا في الحرب النفسيّة الشرِسة الدائرة بين الجانبين.

ولوحِظ أنّ الاحتلال لم يُعلِن مسؤوليته عمّا زعم أنّه هجومًا على ما أسماها ميليشياتٍ شيعيّةٍ في سوريّة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخِّذ من العاصمة البريطانيّة، لندن مقرًّا له، حيث تبينّ مرّة أخرى أنّ الكيان يلجأ إلى مصادر أجنبيّةٍ، لا مصداقيةً لها في الإعلام العربيّ والغربيّ وحتى الإسرائيليّ لتُعلِن بشكلٍ غيرُ مباشر مسؤوليتها عن العدوان، الذي لم تُعلِن عنه السلطات السوريّة الرسميّة بتاتًا، الأمر الذي يُثير الشكوك بأنّ "وراء الأكمة ما وراءها".

في السياق، وتحت عنوان "نُصدِّق نصر الله"، رأى كبير المُحلِّلين في (يديعوت أحرونوت) ناحوم بارنيع، في مقالٍ تحليليٍّ نشره أنّ نصر الله، يقِف في مركز الأحداث هذا الأسبوع، ففضلا عن الخطابات التي يُلقيها، يرى الجيش فيه رجلاً متوازناً ومسؤولاً، عدوًا صادقًا ومصداقًا، مُشيرًا إلى أنّه في صياغةٍ لأحد الشعارات الانتخابيّة، نُصدِّق نصر الله.

ومرّةً تلو الأخرى، يؤكّد نصر الله، أنّه الزعيم العربيّ الوحيد، بعد الرئيس المصريّ الراحِل جمال عبد الناصر الذي يُرعِب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، والفرق الوحيد بين الفترتين، أنّ ناصر بقوّته وبقوّة بلاد الكنانة فرَضَ سياساته على العرب، فيما يقوم وزراء خارجيّة عرب بالدفاع عن حقّ إسرائيل بالدفاع عن نفسها من صواريخ حزب الله.

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير أن "حزب الله" لن يسمح بانتهاك جديد للقرار 1701، وأن أي اعتداء إسرائيلي على لبنان سيتم الرد عليه.

وقال "إن إسقاط الطائرة المسيرة الإسرائيلية، هو تنفيذ للوعد الذي أعلن عنه نصر الله، "المقاومة الاسلامية ستقوم بإسقاط طائرات مسيرة فوق الأراضي اللبنانية"، وهذه العملية هي بداية لتنفيذ الوعد، وهو جزء من الرد على الاعتداء على الضاحية الجنوبية لكنه لن يكون الأخير،هناك توقع بأن تقوم المقاومة بإسقاط طائرات أخرى وهذا الأمر مرتبط بالظروف الميدانية".

وأكد: "هذه العملية مرتبطة بحرص الحزب على الإلتزام بتطبيق القرار 1701 في ظل الانتهاكات الإسرائيلية لهذا القرار، وهي رسالة للجميع أن الحزب لن يسمح بانتهاك جديد للقرار وأي اعتداء إسرائيلي سيتم الرد عليه".

ولفت إلى أنه: "وبحسب المعطيات المتوفرة فإن إسرائيل لن تتجه إلى رد معين لأنها تتعاطى مع هذا الموضوع بشكل طبيعي، أنه يمكن أن تسقط هذه الطائرات وهي لا تشكل مشكلة كبيرة لها"، مشيراً إلى أن "الإسرائيليين مشغولين بالانتخابات، ويقومون بالاعتداءات على المنطقة كلها، قد تحصل اعتداءات إسرائيلية سواء على لبنان أو على سوريا أو على العراق كما يحصل ولكن ليس في الضرورة في إطار الرد على إسقاط الطائرة".

وكان نصر الله توعد باستهداف الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تخرق الأجواء اللبنانية، وذلك بعد سقوط طائرة مسيّرة إسرائيلية وانفجار أخرى في بيروت في 25 آب.