المستوطنات والبؤر الاستيطانية تسيطر على 40% من أراضي الاغوار
- وكالات
تشهد الحدود الشرقية الفلسطينية المتمثلة بالأغوار تسارعا في وتيرة الاستيطان منذ بداية العام الجاري، تتمثل في إقامة بؤر استيطانية جديدة في مناطق الأغوار الشمالية، وتوسيع أربع مستوطنات قائمة.
وأشار تقرير الاستيطان الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إلى تصاعد حملات بنيامين نتنياهو لدعم الاستيطان في محاولة لكسب المزيد من أصوات المستوطنين في الانتخابات المزمع عقدها في 17 أيلول الجاري.
وأوضح "أنه وفي سياق الانتخابات قال زعيم تحالف "أزرق ألبيض" بيني غانتس إنه يجب الحفاظ على أمن "إسرائيل"، بالإبقاء على غور الأردن والكتل الاستيطانية في الضفة تحت السيادة الإسرائيلية، فالسلام حسب زعمه، يجب أن يأخذ بالحسبان الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية والإبقاء على غور الأردن والكتل الاستيطانية تحت سيطرة الاحتلال".
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة: هناك 11 مستوطنة موجودة في مناطق الأغوار الشمالية وحدها، 9 منها شرعنها الاحتلال، إضافة لوجود ثلاث بؤر استيطانية صغيرة، وهذه تسيطر على 38% من مساحة الأغوار الشمالية، فيما يبلغ عدد المستوطنات في باقي مناطق الأغوار (الشمالية، الوسطى، الجنوبية) 26 وتسيطر على نحو 40% من الأراضي. ونوه إلى أن أكبر مستوطنة زراعية قائمة على أراضي الأغوار الشمالية وهي "ميخولا" التي أقيمت عام 1968.
وأوضح، أن الكثير من الإجراءات التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية تشير إلى أن الاحتلال يستهدف الأغوار والمناطق الحدودية بالاستيطان بشكل ممنهج، وأقيمت ثلاث بؤر استيطانية جديدة في الأغوار الشمالية خلال ثلاثة أعوام متتالية، أولها في منطقة "أم زوقا"عام 2015، وخلة حمد 2016، والسويدة 2017.
ومنذ بداية العام تم وضع ستة "كرفانات" لمستوطنين بمناطق مختلفة من الأغوار، وهو ما ينذر بتحولها إلى بؤر استيطانية، ثم مستوطنات كما حدث مع الكثير من المستوطنات القائمة حاليا.
وأضاف: "منذ بداية العام تم توسعة أربع مستوطنات وهي: مسكيوت، وسلعيت، وشدموت ميخولا، وروتم، وجميع أعمال التوسعة تمت خارج سياجها، وبالتالي السيطرة على مساحات إضافية من الأراضي، كما توسعت مستوطنة روتم على ألفي دونم إضافية، وشدموت ميخولا على 400 دونم، وسلعيت ومسكيوت على نحو 500 دونم".
يضاف لذلك منح معسكرين للجيش في مناطق الأغوار للمستوطنين خلال العامين الأخيرين، وتم منح المستوطنين معسكر "بروش هبقعاه" الواقع في منطقة شويعر في الأغوار الشمالية وتحديدا على الحدود الفلسطينية الأردنية، ونقل 30 عائلة من المستوطنين إليه، إضافة لمنحهم معسكرا آخر في منطقة الجفتلك بالأغوار الوسطى.
بدوره، قال الباحث في شؤون الاستيطان وليد أبو محسن، وفقا لمعطيات حركة "السلام الآن"، ومؤسسة "بتسيلم" الإسرائيلية فإن الاستيطان زاد بنسبة أكثر من 50% هذا العام علما أن العام الماضي كان حافلا بالاستيطان.
وفيما يتعلق بالأغوار الممتدة من طوباس إلى أريحا والتي تشكل ربع مساحة الضفة، فإن فيها 35 مستوطنة تحت تسميات عدة منها السياحية، والزراعية، وبالتالي السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي المحيطة، وعدد المستوطنين فيها يقدر بسبعة آلاف يستخدمون غالبية الأراضي الزراعية والمياه المتاحة ويحرمون الأهالي منها.
وتحدث عن الأهمية الاستراتيجية للأغوار، معتبرا إياها مخزونا استراتيجيا، فمساحتها تبلغ 1500 كيلو متر مربع وهي قليلة السكان، لذلك تعتبر مخزونا استراتيجيا للزراعة والمياه، ولكن الاحتلال ينظر لمناطق الأغوار كخط أحمر، ونتنياهو يعتبرها منطقة خط الدفاع الأول، ويتعامل معها بأسلوب يهدف لإيجاد عمق إسرائيلي فيها.
يضاف إلى ذلك أن الاستيطان بشكل عام تنامى في ظل حكم نتنياهو، وزاد عدد المستوطنين بالضفة عن النصف مليون خلال فترته، ومشروعه القادم الوصول إلى مليون، و50 ألف وحدة استيطانية بالضفة ومثلها بالقدس.
كما تطرق إلى قانون التسوية الذي أقره الكنيست، والذي ينص على منح الأراضي التي تقام عليها المستوطنات للمستوطنين حتى لو كانت أراضي خاصة لفلسطينيين، مشيرا إلى أنه أخطر قانون سنه الكنيست منذ احتلال الضفة.
وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو حول الأغوار تأتي في إطار الدعاية الانتخابية، ولكنها تأتي ضمن مخططات استراتيجية ينفذها الاحتلال على مدار 50 عاما.