واشنطن - وكالات
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الدبلوماسيين الأوروبيين يلتفون على مبادرة فرنسية جديدة لتخفيف الضغط الممارس على طهران بفعل عقوبات واشنطن لقاء التزام إيران الكامل بالاتفاق النووي.
وأفادت الصحيفة امس بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أطلع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أثناء المشاورات بينهما في بياريتس الفرنسية على هامش قمة مجموعة السبع، على مبادرته الجديدة التي تهدف إلى تخفيف التوتر بين واشنطن وطهران وإقناع إيران بالعودة إلى الالتزام بجميع المسؤوليات المترتبة عليها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي أصبح على وشك الانهيار إثر انسحاب واشنطن منها العام الماضي.
ونقلت عن مسؤولين أوروبيين تأكيدهم أن المبادرة الفرنسية تقضي بالسماح لإيران ببيع ما لا يقل عن 700 ألف برميل من النفط يوميا، ما يتجاوز بضعفين صادراتها الحالية، ومنحها خط ائتمان دوليا بمقدار 15 مليار دولار دون تعرض هذه الأموال للعقوبات الأمريكية.
وأكد دبلوماسيون مطلعون على المشاورات أن ترامب وماكرون بحثا هذه المبادرة في اجتماع شارك فيه أيضا وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين ووزير المالية الفرنسي برونو لومير، وقال ترامب إنه "منفتح لهذه الفكرة"، ووافق على مواصلة الجانب الفرنسي العمل عليها.
في غضون ذلك، عارض مسؤولين في إدارة ترامب هذه المبادرة، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله إن الأوروبيين "يحاولون إنقاذ صفقة سيئة وأوضح ترامب أن إيران لم تكسب أي مكاسب اقتصادية من جانب الولايات المتحدة مقابل العودة إلى اتفاق غير مناسب إطلاقا".
غير أن دبلوماسيين اوروبيين، يرون في المبادرة أول خطة واقعية لتخفيف التوتر العسكري في الخليج، محذرين في الوقت نفسه من أنه لا يمكن التنبؤ بخطوات ترامب المستقبلية، وخاصة أنه يتعرض للضغط من قبل بعض مستشاريه وحلفائه الإقليميين.
وأطلع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زملاءه الأوروبيين على تفاصيل المشاورات حول المبادرة الجديدة أثناء اجتماع عقد الجمعة في العاصمة الفنلندية هلسنكي، مشيرا إلى أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوافق على تخفيف عقوباتها ضد قطاع النفط الإيراني، لكن لم ترد بعد أي مؤشرات من البيت الأبيض على أن ترامب ينوي منع هذه المبادرة.
من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المبادرة الفرنسية بأنها بناءة، ومن المتوقع أن يصل مفاوضون إيرانيون إلى فرنسا خلال الأيام المقبلة لمواصلة العمل على هذه الخطة.